السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

هل تسقط بغداد بيد "داعش"؟

المصدر: "النهار"
فرج عبجي
فرج عبجي
هل تسقط بغداد بيد "داعش"؟
هل تسقط بغداد بيد "داعش"؟
A+ A-

بعد سقوط الرمادي عن قصد او عن غير قصد، بيد "داعش"، توجهت الأنظار الى بغداد، المحطة التي قد تكون الثالثة للتنظيم الارهابي في العراق بعد الموصل والأنبار. لكن السقوط غير المتوقع والصادم للرمادي، قابله رد دفاعي صادم ايضًا، تمثل بمطالبة اهالي الانبار السنّة بدخول الحشد الشعبي "الشيعي"، لضرب "داعش" تحت قيادة رئيس الحكومة حيدر العبادي، الامر الذي وافقت عليه واشنطن على مضض، لرفضها ايّ توسع لدور الحشد الذي ينتمي غالبية عناصره الى طائفة واحدة في العراق. وأصبحت المعادلة الدفاعية العراقية الجديدة على الشكل التالي، القوات الحكومية، والحشد الشعبي، وابناء العشائر. امام هذا الواقع سأل البعض: ما الذي يمنع سقوط بغداد بيد "داعش"؟


الحشد يمثّل خطّ الصد الاول


الخبير الاستراتيجي العراقي احمد الشريفي استبعد وصول "داعش" بأي شكل من الاشكال الى بغداد، رغم وجود خاصرتها الغربية في الانبار، والتي تضعف من حين الى آخر بعد تمدد "داعش". وأوضح لـ"النهار" ان "الخطط الامنية الموضوعة في بغداد من قبل الحكومة المركزية بالتعاون بين الجيش العراقي والشرطة الاتحادية، تمنع اقتراب التنظيم الارهابي الى قلب عاصمة العراق". وأضاف ان "قوات الجيش العراقي مدعومة بقوات الحشد الشعبي التي تعمل بشكل مستقلّ عن الدولة، ولديها قدرة قتالية متقدمة جدا واسلحة متطورة، قادرة على تشكيل حصن منيع في وجه اي تقدم ارهابي باتجاه العاصمة". واعتبر ان "فصائل الحشد تمثل خط الصد للبعد الشعبي والجماهيري لبغداد، ولديها قدرة قوية في قراءة جغرافية الارض، وهي تمسك بالمحاور التي قد تشكّل تهديدا لأمن العاصمة".


4 خطوط صد
ويوافق الخبير الامني العراقي صفاء الاعسم ان "بغداد باتت مؤمنة بالكامل، ويعزو ذلك الى التقدّم الكبير الذي حقّقته القوات العراقية وقوات الحشد الشعبي على الارض في اليومين الماضيين ما أبعد الخطر عن بغداد. وقال لـ"النهار": "هناك 4 خطوط صد تمتد من شمال العاصمة حتى محافظتي الحلة وكربلاء في الجنوب، تتشارك السيطرة فيها القوات العراقية وقوات الحشد الشعبي، وحاول "داعش" وإعلامه ان يمهد لعملية الوصول الى بغداد، عبر زرع الخوف والرعب في نفوس المواطنين بعد سقوط الرمادي لكن خطته، لم تنجح إلا مع بعض النفوس الضعيفة في شرطة الانبار وبعض الخونة". واعتبر ان "قرار رئيس الحكومة ضم الحشد الشعبي الى غرفة العمليات العسكرية، وضع بغداد في مأمن من خطر "داعش" وبدأت تظهر صوابية هذا القرار عبر التقدم العسكري الذي تحقّق على الارض في اليومين الماضيين، واعلنت عنه القيادة العسكرية وتمثلَ بإبعاد الخطر مئة كلم عن العاصمة بعدما وصل لحظة سقوط الرمادي الى 40 كلم".


الخاصرة الاضعف
مع انطلاق عملية تحرير الانبار الخاصرة الاضعف لبغداد، اعتبر الشريفي مقولة ان "الانبار هي الجناح الغربي الضعيف للعاصمة لم تعد واقعية، لأن الحشد الشعبي والقوات العراقية ابعدت الخطر الذي اقترب كثيرا". واضاف "بعد سقوط الموصل قامت الحكومة بقراءة دقيقة للوضع الامني في البلاد، ووضعت خططًا امنية تمنع انهيارها بيد "داعش"، وتم تأمين حزام العاصمة بشكل محكم، رغم بعض الخروقات الصغيرة التي قد تسجّل احيانا".
من جهته، اعتبر الاعسم ان "المناطق الجنوبية من الانبار تعتبر الخاصرة الاضعف لبغداد ويحاول "داعش" الاقتراب من بغداد عبر منطقة الخالدية التي تعتبر الاقرب من العاصمة". وأوضح ان "سبب الانسحابات التي حصلت في الانبار، هو خوف بعض عناصر الشرطة وهروبهم او تعاون بعضهم مع التنظيم الارهابي لغياب العقيدة الصحيحة في الجيش، وهذه الأسباب جعلتنا نفكر للحظة ان الخطر اقترب من العاصمة، لكن بعد انطلاق عملية تحرير الانبار واستعادة عدد من المناطق الانبارية القريبة من العاصمة تلاشى الخطر كثيرا".


الدعم الاميركي غير مجدي
ويجمع الشريفي والأعسم على عدم جدية الدور الاميركي عبر التحالف الدولي القائم ضد "داعش" في لعب دور فاعل في القضاء عليه. واعتبر الشريفي ان "الاميركيين لا يهمهم في العراق سوى حماية سفارتهم في بغداد. والدليل على ذلك، هي المجازر التي قام بها "داعش" في الأنبار، والتي حصلت تحت نظر الطيران الاميركي والاقمار الاصطناعية ولم يحرّكوا ساكنًا". اما الاعسم فقال ان "الدور الاهم الموكل للقوات الاميركية استنادا للاتفاقية الموقعة بين واشنطن وبغداد، هو حماية الحدود وهي لا تقوم به، فالتحالف الدولي يغفل عن ضرب ارتال المسلحين الذين يدخلون عبر الحدود السورية الى العراق آتين من الرقة، ويسمح بوصول الامدادات العسكرية والغذائية للتنظيم الارهابي دون ان يفعل شيئا، فيما المطلوب من واشنطن هو وقف الامدادات الى عناصر "داعش" في العراق".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم