الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

أصيبَ ولداه بمرض مرعب...فعرض كليته للبيع!

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
أصيبَ ولداه بمرض مرعب...فعرض كليته للبيع!
أصيبَ ولداه بمرض مرعب...فعرض كليته للبيع!
A+ A-

"كلية للبيع"، إعلان كتب بحبر الألم والوجع من والد قرّر المخاطرة بحياته من أجل إنقاذ أبنائه. فهو المفجوع بإصابة اثنين منهما بمرض نادر يهدّد حياتهما ان لم يُصَر إلى علاجهما. هو منير داود الذي كتب له القدر أن يبصر النور في مخيم نهر البارد ليرث الفقر والمرض عن أهله، ويورّثهما لأولاده.


في بيت متواضع في بلدة بحنين، يسكن منير وعائلته المؤلفة من ثلاثة ذكور وطفلة، همّه الوحيد كيفية تأمين نفقة علاج نور (سبع سنوات) ومنيسا (سنتان ونصف)، وقد شرح لـ"النهار" ان ولدين من اولاده يعانيان ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم، لسبب وراثي، فـ"أنا حامل للمرض من دون الاصابة به وكذلك والدتهما".


مروحة خيارات... لكن!
عند عمر السنة والنصف تبدأ عوارض المرض بالظهور، وهي عبارة عن خط أصفر اللون على كعب رجل المريض قبل ان يتطوّر المرض حيث تبدأ كتل دهنية بالظهور وخصوصًا على المفاصل، بالاضافة الى انسداد في الشرايين وتشمّع الكبد. ولفت "كل اسبوع يؤثر الكولسترول على رجلَي نور ما يشعره بألم كبير يجعله عاجزًا عن الحركة، اما الكتل الدهنية فلا يستطيع مساسها نتيجة الوجع الذي تسبّبه له".
العلاج الجذري هو زرع كبد، ومنير يحاول كل ما في وسعه لإجراء العملية لنور أولاً، ومن ثم لِمنيسا عندما تبلغ الخامسة من عمرها، وقال: "عثرتُ على متبرّع والآن انتظر تأمين مبلغ من المال، للقيام بفحوصات لمعرفة إن كان في إمكانه وهب جزء من كبده، لكن احد هذه الفحوصات يُكلّف ألفي دولار، لا تغطّيها الاونروا ولا غيرها من المؤسسات، كذلك لا تغطّي عمليات الزرع، وكأنهم يقولون ادفنوا ابناءكم فنحن لن نغطي علاجهم!" واستطرد قائلاً: "قبل ان اختار وسيلة زرع الكبد اخترت طريق إجراء غسيل دم نور لتنقيته من الكوليسترول، وهو حل موقت لكن تكلفة كل جلسة ألف دولار وهو بحاجة الى جلستين في الشهر ما يعني الفي دولار، وقد رفضت كذلك الأونروا تغطيته".


أرض الواقع
نور في الصف الأول الابتدائي متفوّق في مدرسته رغم المعاناة التي يعيشها، لا يعلم ماذا تخبئ له الحياة اكثر من ذلك! مرض، ألم، فقر، ولا أحد يسأل، اناس تنعم بالملايين وأشخاص لا يملكون تكلفة علاج. "لم يتّصل احد بي بعد الاعلان الذي وضعته لبيع كليتي، لكن عدة مؤسسات قصدتني وطلبت تقارير عن حالة نور، لكن الى الآن لم ألمس شيئًا على الارض".
تخشى زينب محمد والدة نور من ان تكون نهايته كشقيقتها فاطمة التي توفّيت قبل نحو عامين عن عمر 22 عاماً بسبب هذا المرض وعدم تلقيها العلاج، واولاد عمّتها الستّة الذين لقوا المصير نفسه. وتقول "ليأخذوا روحي ويشفوا ابنائي، فلذات أكبادي ينطفئون امامي وانا احاول بث الحياة فيهم، وأنادي ولا احد يسمعني. فكرت في بيع البيت الذي نسكن فيه، كي يتسنّى لي متابعة علاجهم، لكن حتّى هذا الحلّ ليس لي يد فيه اذ إن الاونروا تمنعني من ذلك".


إجراءات تعسفية
يعمل منير في الأدوات الصحية علّه يتمكّن من تأمين طعام لأولاده كي لا يناموا جياعاً، فكيف اذًا سيؤمّن علاجهم، هذه حال اهالي مخيم نهر البارد التي تزداد سوءًا يومًا بعد يوم، لاسيما بعدما قلّصت الأونروا خدماتها وخفّضت نسبة بدل الاستشفاء إلى 50%، ما دفع اهالي المرضى الى اللجوء إلى أساليب عدة لتأمين علاج مرضاهم، فمنهم من عرض منزله للبيع، ومنهم من بحث عن أصحاب الخير للتبرّع وغيره.
إجراءات عدة اتخذتها الاونروا واعتبرتها الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية وخلية إدارة الأزمة في الشمال "تعسفية وجائرة"، ما دفعهم يوم الجمعة الماضي الى إقفال كل مراكزها وإعلان الإضراب في مخيم نهر البارد حتى إشعار آخر، وفي مخيم البداوي لمدة ثلاثة أيام مستثنية منه قسم العناية البيئية، مع استمرار الاعتصام المفتوح في خيمة اعتصام نصبوها قبل نحو شهر، وذلك حتى إرغام الاونروا على الاستجابة لمطالبهم والتراجع عن الإجراءات الاخيرة في برنامج الاستشفاء والعودة عن إلغاء بدلات الإيجار للنازحين من مخيم نهر البارد ومن مخيمات سوريا، اعتباراً من أول تموز المقبل، والعمل من اجل توفير أموال إعمار المخيم بجزءيه القديم والجديد واستمرار خطة الطوارئ الشاملة والتعويض على العائلات.
الفقر كافر، فكيف اذا اجتمع مع المرض! يقول منير "ان ضاقت بي السبل سأبيع اي شيء كي يشفى ولدي، فأملي الوحيد في الحياة أن أراهما في صحة جيّدة، وبعدها أموت لا يهمّني"، لكن يبقى السؤال حين تخنق السبل المحتاجين أيّ طريق سيسلكون؟


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم