الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

"داعش" يجتاح الانتخابات الأميركية!

راجح الخوري
A+ A-

"على رغم محاولات المسؤولين الأميركيين تقليل أهمية سقوط الرمادي، فأن سقوطها يفتح مرحلة جديدة وخطيرة من الحرب في العراق، إذ يبدو ان "داعش" مستعد للسيطرة على مناطق جديدة لهذا تبدو مقولة انه يخسر سخيفة جداً ".


هذا ما توصلت إليه مجلة "فورين بوليسي" الأميركية وهو ينطوي على سخرية واضحة من باراك أوباما، الذي كان قد أعلن حرفياً في ١٣ أيار الجاري "ان حملتنا العسكرية مع شركائنا أوقفت زحف "داعش" وفي بعض المناطق أجبرته على التراجع، لقد هُزم في تكريت كما فقد ربع المساحة المأهولة التي يسيطر عليها في العراق"!
بعد أقل من عشرة أيام إجتاح الإرهابيون الرمادي في العراق وتدمر في سوريا، ثم أُعلن امس ان التنظيم اقتحم دفاعات الجيش العراقي غرب الرمادي، التي كان قد انسحب منها بطريقة فاضحة، بما يعني ان "داعش" يخطط للوصول الى بغداد!
"فورين بوليسي" تقول إن استراتيجية الإدارة الاميركية ضد"داعش" تتخبط في الفشل، خصوصاً ان مكاسب"داعش" في العراق لا تقتصر على الرمادي وحدها، إذ سيطر الإرهابيون على بيجي مصفاة النفط الكبرى في العراق ثم هاجموا بلدة الخالدية وان الرمادي ليست بالنسبة إليهم أكثر من محطة في الطريق الى بغداد!
مكاسب "داعش" في العراق سيكون لها انعكاس سلبي على مسار المعارك في سوريا وسقوط تدمر ليس أكثر من محطة ايضاً لاندفاع الدواعش غرباً وجنوباً، خصوصاً ان كثيرين من المقاتلين العراقيين الشيعة الذين نقلتهم ايران لمساندة نظام الأسد الذي مني أخيراً بسلسلة من الخسائر المتصاعدة، سينسحبون للدفاع عن مدنهم في العراق!
ليس سراً ان سقوط الرمادي سيزيد التوتر بين واشنطن والحكومة العراقية التي تقاعست عن دعم العشائر السنّية في الأنبار، تلك التي يئست من المطالبة بالتسليح والدعم دون جدوى والتي تتجه واشنطن الآن الى تسليحها مباشرة. ثم ان الاعتماد على ميليشيا "الحشد الشعبي" الشيعية فجر حساسيات مذهبية خطيرة نتيجة التعديات وحرق منازل السنّة في تكريت التي لم يكن في وسعها استعادتها لولا الدعم الجوي الأميركي.
في أي حال، لندع مهزلة استراتيجيا أوباما جانباً، لأن ما هو أكثر إثارة الآن من اكتساح الرمادي وتدمر أن "داعش" بدأ يجتاح الإنتخابات الرئاسية الاميركية فقد أنطلقت حملة من التراشق بالإتهامات بين الجمهوريين والديموقراطيين على خلفية السؤال:
من المسؤول عن ظهور "داعش" والإرهابيين، جورج بوش الأبن الجمهوري الذي احتلّ العراق، ام باراك اوباما الديموقراطي الذي انسحب منه، مخلياً الساحة للإرهابيين كما قالت وزيرة خارجيته هيلاري كلينتون المرشحة الديموقراطية للرئاسة... بما يعني ضمناً انه سيكون لأبي بكر البغدادي صوت مرجّح في الإنتخابات الرئاسية الاميركية!


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم