الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

أوباما يتعاطف مع الفلسطينيين والمُسلمين!

سركيس نعوم
سركيس نعوم
A+ A-

ردَّ أحد أبرز المسؤولين النافذين نفسه، في أكبر تجمُّع للمنظمات اليهودية الأميركية في الولايات المتحدة، على اعتباري ردّ الفعل السعودي – المصري – الأقليمي على أحداث اليمن فرصة لمبادرة أوباما إلى إقناع إيران بضرورة الخوض في الأقليميات، قال: "لا أعرف إذا كان سيستفيد من ردّ الفعل المذكور. كان دائماً ينصح بعدم الضغط على إيران وبتحاشي إغضابها بمواقف متشدّدة كي لا تخرج من المفاوضات النووية مع المجموعة الدولية 5+1. طبعاً التفاوض مع إيران ضروري لكن حول كل شيء وكل القضايا. ولا أعرف إذا كان أوباما سيتحرّك في هذا الإتجاه. أعتقد أن عنده خلفيات إيديولوجية. فالبعض يقول أنه قريب من "الاخوان المسلمين" أو أنه يتعاطف معهم. وعندما ضرب اليمن (بطائرات "الدرون") استهدف فقط تنظيم "القاعدة". طبعاً ليس استهدافه خطأ بل هو مطلوب. لكن ماذا عن الحوثيين؟ لماذا لم يضربهم؟ على كل حال إنهم يعدّون أنفسهم للتدخل عسكرياً في اليمن في حال اقترب الحوثيون بدعم مباشر من إيران من الإمساك به والسيطرة عليه. هناك البحر الأحمر وباب المندب لا يمكن تركهما لإيران. هذا أمر يجب أن يُخيف أوباما. ماذا عن تركيا؟" سأل. أجبتُ: تركيا أردوغان الأول أيّدها كثيرون من العلمانيين والليبراليين والإسلاميين الأتراك. تركيا أردوغان الثاني أي الإسلامي الشعبوي المُتَّهم من معارضيه بالفساد خسرت كل هؤلاء باستثناء الإسلاميين والفقراء. لكنها لا تزال تحظى بتأييد غالبية شعبية واضحة. سيربح أردوغان الإنتخابات النيابية المقبلة، لكنه لن يحصل على أكثرية الثلثين الضرورية لتعديل الدستور ومن خلاله النظام كي يصبح رئاسياً. وهذا طموحه وحلمه. علماً أنه يمارس حالياً النظام الرئاسي خلافاً للدستور بحكم سيطرته على حزبه، وتالياً على نوابه في المجلس. سأل: "ما هي نقاط ضعف تركيا أردوغان"؟ أجبتُ: الأكراد أولاً. العلويون ثانياً ومعظمهم مع العلمانية. لكن اتجاه الحزب الحاكم إلى الإسلامية الواضحة جعلهم يتذكّرون هويتهم المذهبية ويطالبون بحقوق لها. سأل: "ما رأيك في فتح الله غولن (رئيس حركة "حزمت") الذي كان حليفاً وشريكاً لأردوغان ثم صارا عدوين، إذ استهدف أردوغان أنصاره في تركيا كلها؟" أجبتُ: أتابعه وأتابع حركته كما أتابع الآخرين. له نفوذ واسع. لكن أردوغان حاربه بشدّة ولا يزال وهدفه القضاء عليه واستئصال جماعته من كل مرافق الدولة والبلاد. هل ينجح؟ لا أدري. علماً أنني استبعد نجاحه. علَّق: "كان أردوغان مريضاً وخضع لعملية جراحية. قيل وقتها أنه كان يعاني من سرطان في المعدة". علَّقتُ: سمعت ذلك في حينه. لكنه يبدو الآن في صحة جيدة. ويعني ذلك إمّا أنه شفي وإمّا أن سرطانه غير سريع التفشي. ثم سألتُ: ماذا عنكم، أي أميركا وعن إسرائيل نتنياهو؟ أجاب: "أوباما يتعاطف مع الفلسطينيين ويريد أن يحلّ قضيتهم ويتعاطف مع المسلمين. أوباما يكره نتنياهو. والأخير يبادله الكره. والإختلاف بل الخلاف بينهما حول إيران مستمر. ولذلك ربما يشعر نتنياهو أن عليه يوماً أن يتصرّف (Act) في أي صورة أو طريقة يراها مناسبة. في أي حال يريد نتنياهو العودة إلى المفاوضات مع الفلسطينيين. ويريد من السلطة الوطنية الفلسطينية ورئيسها محمود عباس التخلِّي عن الذهاب إلى المحكمة الجنائية الدولية (ICC) والتقاضي مع إسرائيل أمامها. علماً أنه هو (أي نتنياهو) لن يذهب إليها في كل الأحوال، إذ أن عنده ملفاً يشير إلى أن قضية إسرائيل أمامها ستكون قوية بل أقوى من قضية الفلسطينيين. يتمنى نتنياهو أن يبرِّد عباس الأجواء وخصوصاً في موضوع المحكمة الجنائية المذكورة. وهو سيدفع للسلطة الـ80 مليون دولار المستحقة لها والمحجوزة عنده. يُقال أن أوباما قد يعرض حلّ الدولتين على مجلس الأمن قبل انتهاء ولايته لإحراج نتنياهو الذي لا يزال على موقفه المتشدد منه. ما رأيك"؟ أجبتُ: ربما. لكن سمعتُ من البعض في واشنطن أن روسيا قد تفعل ذلك وأنه قد يؤيدها. علَّق: "ربما. لكن ذلك يتوقَّف على نص القرار ومضمونه ولغته. ويمكنه استعمال الفيتو". علّقتُ: إذا عرضت روسيا المشروع ستعدِّله أميركا، وإذا ووجهت بالرفض تستعمل الفيتو تلافياً لضرب حظوظ المرشح الديموقراطي للانتخابات الرئاسية، ردّ منهياً اللقاء: "لا يهمه الحزب الديموقراطي ولا من سيتولى الرئاسة. على كل لا حكومة في إسرائيل قبل نيسان أو أيار. وستنشغل بعد تأليفها بالموازنة العامة ونكون دخلنا الصيف. نرى في حينه ما يحصل".
ماذا عند باحث تركي ينشط في مركز أبحاث أميركي جدِّي عن تركيا؟


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم