الأجسام المثالية لم تعد معياراً لتسويق الأزياء

إن عالم الأزياء والفن منبر لنقل المرء الى عالم خيالي. فعند شراء أي قطعة من أي ماركة، إننا نبتاع العالم الذي تمثله وليس فقط الجانب المادّي كحاجة للارتداء. وتلبية لمتطلبات هذا المجال، التجأت دور الأزياء العالمية الى إبراز مفاتن عارضات الأزياء بحملاتها الدعائية كأسلوب ليتمثل الشاري بهذه المقاييس الشبه مستحيلة. ولكن الواقع تغير الآن بحيث أصبح متتبعو الموضة هم العنصر الأساسي الذي يحكم على نجاح القطعة أو فشلها. أصبح هذا المجال على احتكاك مع الواقع، والماركات العالمية التي لم تجارِ هذه النزعة أضحت أقل جاذبية.

Abercrombie & Fitch ماركة أميركية اشتهرت بوجود عارضي أزياء داخل متاجرها العالمية بغية التقاط الصور معهم. وقد تورط صاحب هذا المتجر بعدة قضايا أمام الرأي العام لمواقفه العلنية بعدم رغبته في بيع ملابس متجره الى أشخاص بدينين. والمفاجأة الآن، التي تؤكد على فرضية تطور عالم الموضة وتغير مفهومها، قرار هذه الشركة باستبعاد هؤلاء العارضين واللجوء الى توظيف مندوبي مبيعات ذوي مقاييس عادية بطريقة يشعر معها الشاري بالراحة. فهل ستفي هذه الاستراتيجية بالمطلوب لمواكبة التطور؟