الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

"النصرة" و"واعتصموا بحبل الله" يهاجمان "حزب الله" في القلمون

المصدر: "النهار"
محمد نمر
"النصرة" و"واعتصموا بحبل الله" يهاجمان "حزب الله" في القلمون
"النصرة" و"واعتصموا بحبل الله" يهاجمان "حزب الله" في القلمون
A+ A-

بعد "عرض العضلات والحرب النفسية" إعلامياً، بدأت معركة القلمون بين "حزب الله" وقوات النظام السوري وميليشياته من جهة وفصائل المعارضة السورية من جهة أخرى في الجرود الملاصقة للحدود اللبنانية، وخلال الساعات الأولى سارع الطرف الثاني إلى الاعلان عبر قنواته الاعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي عن سيطرة على إحدى نقاط "حزب الله" في الجبة وعسال الورد.


"النصرة" لم تشارك بعد
يعتبر تجمع "واعتصموا بحبلِ الله" الجهة الرسمية السورية الوحيدة التي كشفت عن بدء المعركة وأسمتها "الفتح المبين"، في ظل صمت باقي الفصائل وخصوصاً "جبهة النصرة"، إلا أن المرصد السوري لحقوق الانسان كشف عن أن المعارك تدور منذ ساعات الصباح بين "النصرة" و"حزب الله"، وأنها "ترافقت مع سقوط صواريخ عدة يعتقد انها من نوع أرض – أرض على مناطق الاشتباك، وسط استهداف جبهة النصرة لتمركزات ومقار لحزب الله في ضربة استباقية". ولفت المرصد الى "معلومات أولية عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين"، وتؤكد مصادر سورية معارضة أن "التجمع وجبهة النصرة وفصائل من الجيش السوري الحر نفذوا هجوماً استباقياً ومباغتاً على نقاط حزب الله عند أطراف الجبة وعسال الورد، وتمت السيطرة على أربع نقاط وقتل عدد من عناصر "حزب الله" وتم اغتنام آلية". ورأت المصادر في هذه الخطوة "بداية لتشكيل ما يسمى بـ"جيش الفتح" في القلمون المشابه للمكون الذي حرر مدينة ادلب". وتشدد على أن "النصرة تستعد للتدخل من مواقع أخرى"، واضافت: "كان حزب الله ينتظر الهجوم من جهة النصرة فقط وفوجئ أنه جاء من مكان آخر".



"واعتصموا بحبل الله"
ويضم تجمع "واعتصموا بحبل الله" فصائل عدة هي: " لواء الغرباء – كتائب السيف العمري – لواء نسور دمشق – رجال من القلمون"، وأشار في بيانه إلى أن "الهدف من التجمع توحيد جهود الفصائل لمقاومة الأراضي المحتلة في بلاد الشام وتحريرها من النظام الأسدي ومن يواليه من الميليشيات الشيعية وغيرها". وذكر أحد حساباته على "تويتر" أن المعركة بدأت صباح الاثنين، وكتب: "مجاهدونا في جرود القلمون يشنون هجوماً موسعاً على نقاط لحزب الله الإرهابي وميليشيات النظام السوري والحاق خسائر فادحة في ميليشيات حزب الله بالعتاد والأرواح وتدمير نقاط عدة على أطراف بلدات القلمون الغربي، ولا تزال الاشتباكات دائرة حتى الآن في ظل قصف مدفعي وجوي من النظام السوري ومن الميليشيات الشيعية المتمركزة في قرى نحلة وبريتال مستهدفين جرود القلمون بصواريخ زلزال وبركان". واتفقت مصادر المعارضة السورية على أن الفصائل "ﺍﺳﺘﻬدفت ﻧقطﺔ ﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟله ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺠﺒﺔ ومحيطها ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﻤﻮﻥ ما أدى الى ﺳﻘﻮﻁ 3 ﻗﺘﻠﻰ ﻭعدد من الجرحى"، فيما أشارت مصادر أخرى الى أن المعارضة سيطرت على النقطة.


كما يجري الحديث عن امكانية انشاء مكوّن مشابه لـ"جيش الفتح" في إدلب ويدار من غرفة عمليات واحدة إلا أن "المصادر أكدت وجود بعض العقبات يجري تذليلها، بانتظار انضمام بعض الفصائل الأساسية". وأوضحت أن "جيش الفتح في حال تم الاعلان عنه فسيكون مكوناً من أحرار الشام وجبهة النصرة وباقي الفصائل الاسلامية في القلمون". وتتخوف المصادر من "غدر" داعشي للمعارضة، خصوصا أن تنظيم "الدولة الاسلامية غير معني بأي تجمع أو مكوّن جديد، بل هو غير مرغوب فيه في القلمون من فصائل المعارضة".



غربي وشرقي
وأكد المركز الاعلامي في القلمون لـ"النهار" حصول الهجوم المعارض على نقاط "حزب الله" المتمركزة على أطراف قرى القلمون الغربي، ونفت حصول أي انسحاب للمقاتلين من مواقعهم، إذ سبق وأعلنت وكالة "إرنا" الايرانية، منذ يومين وقبل انطلاق المعركة عن انسحاب قوات المعارضة في اتجاه تلة مسعود وجرود عرسال بعد ملاحظتهم الحشد الكبير من "حزب الله".
وفي ضوء المعركة، أوضحت مصادر سورية تتابع مسار المعركة من الداخل أن "القلمون ينقسم إلى ثلاث مناطق جغرافية هي: القلمون الشرقي، القلمون الغربي، الجرود"، مشيرة إلى أن "أكثر المعارك المباشرة مع "حزب الله" هي في الجرود". وتفصل أيضا جرود بين القلمونين الشرقي والغربي، كما تشير إلى أن "هناك طرقاً عدة للوصول إلى القلمون الشرقي ومنها عبر طريق الهامة وطريق جبل قاسيون". وأبرز الفصائل المقاتلة في القلمون هي : "جبهة النصرة واحرار الشام وجيش اﻹسلام وكتائب تابعة إلى المجلس العسكري (جيش سوري حر) وكتائب دير الزور (أسود الشرقية)"، وتقول المصادر أن "جبهة النصرة" تعتبر أهم فصيل في الجرود، ويتواجد إلى جانبها عناصر حركة "أحرار الشام" وفصائل أخرى تتبع إلى المجالس العسكرية، كما يتواجد تنظيم "الدولة الاسلامية" في شكل ضعيف في الجرود ولا يربطه أي علاقة أو تنسيق مع باقي الفصائل بل هناك اشتباكات بين كتائبه والجيش الحر في القلمون الشرقي".



"جبهة النصرة"
إلى ذلك، حاولت "جبهة النصرة" في الفترة الاخيرة اثارة الرعب العسكري في نفوس عناصر "حزب الله"، وتعمدت نشر بعض الصور الخاصة بالتدريبات التي تجريها في معسكراتها، وكشفت مصادر مقربة من "النصرة" لـ"النهار" أن "النصرة لديها أربعة معسكرات وكل معسكر يستوعب نحو ٢٠٠ جندي، وأن كل دورة تدريبية تمتد نحو شهر"، لافتة إلى أنه "تم تخريج ٥ دورات من كل معسكر".
أما الناشط السوري أبو الهدى الحمصي فنقل لـ"النهار" عن مصادر سورية أنه "لدى أي تقدم للجيش اللبناني وحزب الله سيتم البدء باعدام العسكريين اللبنانيين تدريجيا"، وأضافت المصادر بحسب الحمصي: "وجودنا في القلمون هو بسبب اللاجئين، إن تركناهم للحزب والنظام فسوف يعتقل منهم ويغتصب منهم ويذلهم، فكيف ننسحب ونتركهم؟ ولو أردنا الانسحاب لأكملنا انسحابنا من القلمون في اتجاه الشمال وكان الطريق سالكاً، والآن نحن بفضل الله اصبحنا أقوى وحالنا أفضل بعشرات المرات، ونعتبر الانسحاب خيانة لدماء الشهداء".



"حركة تحرير فلسطين"
وأوضح الحمصي أن "القلمون الغربي وتحديداً الجرود، شهد خلال الأيام الماضية معارك عنيفة متقطعة بين "جبهة النصرة" من جهة وقوات النظام و"حزب الله" و"حركة تحرير فلسطين" التي ظهر لها شعار اثر تحرير "جبهة النصرة" نقطة المش في القلمون"، مشيراً إلى أن "النصرة أصبحت منذ يومين على مشارف بلدة فليطة في القلمون المحاذية لمدينة يبرود المحتلة".
وتحدث عن متابعة دقيقة للاعلام اللبناني والتقارير التي تتحدث عن "إعلان حزب الله معركة كبيرة لتحرير جرود عرسال اللبنانية وجرود القلمون تباعاً وبدأ الحزب ينادي ويطالب الشبان بالالتحاق بصفوف جنوده الذين يقاتلون في سوريا فلم يستجب له  إلا القليل، فبدأ بالاسلوب الآخر مع السوريين الذين يقيمون في لبنان وعرض عليهم سوقهم إلى القتال مقابل تأمين عوائلهم واعطائهم مبلغاً مادياً قرابة ٥٠٠ دولار شهرياً"، لافتاً إلى أنه "منذ يومين والطيران الحربي والمروحي والاستطلاعي لا يغادر المنطقة وهو ما يوحي أن المعركة قد تبدأ في أي وقت ممكن".
اما في القلمون الشرقي، فيشير الحمصي إلى أن "جيش تحرير الشام" أطلق بقيادة فراس بيطار معركةً اسمها "ضرب النواصي" وبدأت الاشتباكات والمعارك بينه وبين جيش النظام وميليشيا حزب الله وعلى اثر هذه الاشتباكات تمكن جيش تحرير الشام من السيطرة على طريق دمشق - بغداد الدولي ويعد هذا الطريق من أهم طرق النظام السوري وتمكن من تدمير دبابتين وقتل عشرات من جيش النظام وحرر نقاط جديدة".



[email protected]
Twitter: @Mohamad_nimer

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم