الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

باسيل من راشيا الوادي: الحكومة تعمل على صفقات بالتراضي وتتجاهل التعيينات الامنية المهمة

المصدر: " الوكالة الوطنية للإعلام"
باسيل من راشيا الوادي: الحكومة تعمل على صفقات بالتراضي وتتجاهل التعيينات الامنية المهمة
باسيل من راشيا الوادي: الحكومة تعمل على صفقات بالتراضي وتتجاهل التعيينات الامنية المهمة
A+ A-

قام وزير الخارجية والمغتربين المهندس جبران باسيل بجولة في قرى وبلدات قضاء راشيا، بدأها عند التاسعة صباحا في بلدة عيتا الفخار، حيث زار مبنى البلدية وكان في استقباله رئيس البلدية ميشال الغريب، واعضاء المجلس البلدي والمخاتير وأهالي البلدة، ثم شارك في قداس أقيم في كنيسة البلدة ترأسه الأب متري الحصان، ثم انتقل الى كنيسة السيدة في راشيا الوادي، وشارك في قداس ترأسه الاب ادوار شحادة الذي رحب به في حضور النائب انطوان سعد الذي القى كلمة ترحيبا بباسيل ودعاه لتكرار الزيارة الى راشيا الوادي، كما رحب النائب السابق فيصل الداود بباسيل موجها التحية للنائب العماد ميشال عون.


وبدعوة من بلدية راشيا الوادي، أقيم احتفال على مدرج قلعة الاستقلال تحدث فيه رئيس اتحاد بلديات جبل الشيخ العميد المتقاعد مروان زاكي الذي امل "انتهاج سياسة الاعتدال"، مشددا على "الحوار بين اللبنانيين لان لغة العنف هي دليل تخلف المجتمعات".


اما سعد مهنا فحيا الجيش والقوى الامنية، ودعا الى "استكمال اللقاء بخطط انمائية واقتصادية تنال منها راشيا حصة وافرة".


بدوره ألقى رباح القاضي كلمة الوزير وائل ابو فاعور رحب فيها بباسيل والحضور، موجها رسالة "ملؤها التقدير والاحترام لشخص الوزير باسيل ودوره في المجالين السياسي والوزاري"، مؤكدا ان "الحزب الاشتراكي مقتنع بحسن العلاقة والتواصل الدائم مع التيار الوطني الحر لما فيه خير البلد ومستقبله واستكمالا للمصالحة الكبرى".


باسيل


أما باسيل فحيا الحضور على "هذا اللقاء الذي يكتسب رمزية مهمة بموقعه وزمانه"، وأكد ان كلمته ستكون "مستوحاة" من كلمات الذين سبقوه بالكلام "وستكون مبنية على الصدق والصراحة والمحبة بقول الحقيقة ولو كانت جارحة، لأن هذه المنطقة قائمة على حقائق تاريخية، من هذه القلعة الصامدة التي ترمز لإستقلال لبنان، وهو أغلى ما يكون عندنا بعد وحدتنا، ولا نستطيع المحافظة على إستقلالنا بدون وحدتنا، ولكن وحدتنا يجب ان تبنى على الخير وليس على الباطل على الحق والحقيقة، حتى نتابع المشوار، والذي لا نقوم به كلبنانيين حتى نتغنى بالعيش المشترك، لأننا نعطي المثال لأن الإنسان يستطيع أن يعيش مع الإنسان الآخر، وهذا المثال يعطى في بلد امتزجت فيه الحضارات ونجحت وتصادمت وتفاهمت وتصارعت وعادت وتصالحت وتحاربت، وهذا المسار طبيعي بين الشعوب، وفي تطور الشعوب وفهمها لحقائق تتغير في أوقات وأوقات تبقى كما هي، لأن المفهوم المطلق لله وللخير لا يتغير، إنما كيفية التعبير عنه بالتجلي على حرمون او على مقربة منه، طالما التجلي هو تجلي الفكر حيث اراد المسيح أن يعظمه فكرا للسلام والمحبة المناقض لردة الفعل المتطرفة على فعل متطرف، فالشر يقابل بالخير وهنا القيمة المطلقة التي قبلناها نحن كلبنانيين حتى ولو اختلفنا لنعود للتفاهم فيما بيننا".


وقال: "هذا مفهومنا وهذا الإصطفاف السياسي الذي نجده خيرا للبلد إنما عندما يكون الانسان اعمى بخيارات غير لبنانية فهذا يضر بالوطن، إننا نختلف بالسياسة لكن ليس بكل شيء. وهنا نحن بحاجة لأناس من أجل تجسير بين الضفتين لنعبر من ضفة الى اخرى ونعود الى طبيعتنا اللبنانية، نختلف بالسياسة إنما ليس بشكل دائم لأن لا صحة سياسية فيها".


وقدر باسيل موقف "الذين يعملون على التواصل بين اللبنانيين فلدينا القدرة والمسؤولية للقيام بهذا العمل ويشجعنا على هذه الطريق الحزب الاشتراكي الذي يجمعنا في مفاهيمنا الوطنية وتاريخنا الوطني، فنحن "قلب لبنان" وفي بداية مفهوم التعايش، وفي راشيا انتم تجسدون هذا المفهوم ليس بالصدفة، وتخطيتم الحرب اللبنانية وحافظتم على حد ادنى من العيش الواحد، إذ نصلي معا ونتواصل ونتشارك ونفرح ونحزن معا، وهذا ما نبني عليه لأنه قناعة شعبية، عندها نحن كسياسيين مهما عمقنا خلافاتنا السياسية ستبقى الإرادة الشعبية أقوى".


وتابع: "العلاقة العمودية والأفقية للانسان التي تحدث عنها ممثل الوزير وائل أبو فاعور رباح القاضي، تدفعنا للتفكير بأن الإنسان مع الإنسان الآخر بعلاقته الافقية قائمة على انتمائه وانتسابه لدولة، وعلاقته العمودية قائمة على ايمانه فلا يجوز ان يتعارضوا مع بعضهم، لأنهم يوميا يشكلون تقاطعا مليئا بالخير، وهذا ما نؤمن به نحن اللبنانيين ونحافظ عليه. للأسف في اوروبا علمنة الدولة تعني الالحاد فضعفت العلاقة بالله الخالق، اما نحن بالشرق باتجاه عمودي واحد لا نتحدث مع الانسان الا على اساس علاقتنا مع ربنا".


وأضاف: "لبنان بلد التوازن يجب المحافظة عليه وعلى خصوصية انسانه لأن التنازل عن المصالح والمكاسب ممكن ولكن التنازل عن الذات هو انكار للذات وينهي التعايش، لذا، لا يوجد ام في العالم تتنازل عن ابنها بل يمكن ان تموت من اجل ولدها. والشعب الذي يتنازل عن كرامته وعن حقه في الوجود الحر لا وجود له، لذا نحن نتنازل عن حياتنا من اجل وطننا ولكن لا يمكن ان نتنازل عن وطننا وحقوقنا فيه".


وقال: "هذه المعادلة نؤمن بها ونتحدث مع بعضنا فيها بقلب مفتوح ويجب ان نقبل بالاخر من اجل المحافظة عليه، من هنا سيبقى لبنان غنيا وسيبقى جسرا بين الشرق والغرب، فإخوتنا في الحزب الاشتراكي وكثير من اللبنانيين ونحن التيار الوطني الحر مدعوون للعمل على جسر التواصل لنحافظ على حياة الناس وهذا ليس قليلا في بلد مثل لبنان حيث نخسر فيه حقنا بالحياة الطبيعية لأن في الضفتين مسؤولين عن هدر حقوق الناس وهدر اموال الدولة، فثروات لبنان الكبيرة موجودة بالاغتراب، لأن المغتربين يشكلون اربعة اضعاف وهم ثروة لبنان، ويجب أن نعطيهم حقوقهم ولا نتنكر للبنانيتهم لأننا يجب ان نحافظ على اللبناني لأنه يأتي بالمال والسياسة وهو بارز في كل دول العالم بفكره وثقافته وعمله وحضارته وانسانيته من خلال قدرته على فهم الاخر في كل دول الاغتراب، فاللبناني الفريد بحذاقته نشد على يده ونحافظ عليه وعلى كل اللبنانيين لاننا كلنا واحد من اجل لبنان".


وختم: "المشهد الموجود حاليا في لقائنا في راشيا من كل الاحزاب والطوائف هو دليل حقيقة يجب ان نتمسك به، فليس لنا الا بعضنا البعض مهما اختلفنا لاننا اخيرا سنجلس معا ولبنان لا يتقسم، لأن التقسيم هو "آفة"، لذا، فإن رسالتنا ودورنا أكبر من لبنان، ولبنان لن نتخلى عنه لا بحكمه ولا بمساحته ولا بدوره".


بعد ذلك تابع باسيل جولته فزار بلدات كفرمشكي وحوش القنعبة وبيت لهيا وعين حرشا واختتمها في عين عطا حيث كان في استقباله رؤساء بلديات هذه القرى ومخاتيرها ومجالسها البلدية وفاعلياتها واهاليها.


في محطته في عين حرشا، تحدث باسيل عن "معنى التجلي في جبل حرمون"، وقال: "إنه كانت له زيارة سابقة الى هذا الجبل"، ثم تطرق الى موضوع "داعش"، فسأل "هل من أحد في لبنان بمنأى عن خطر داعش مهما كانت طائفته أو مذهبه؟ واذا كان أي طرف على قناعة أنه بمنأى، فليخبرنا بذلك".


عين عطا


 تطرق في عين عطا الى موضوع العسكريين، داعيا الى "إطلاق سراحهم مهما بلغت التضحيات".


واختتم زيارته الى عين عطا بزيارة كنيسة مار الياس، حيث كانت استراحة قصيرة في صالون الكنيسة.


وزار باسيل خلال جولته مقر اتحاد بلديات قلعة الاستقلال، حيث كان في استقباله، رئيس اتحاد بلديات قلعة الاستقلال عصام الهادي، الذي ألقى كلمة انتقد فيها "زيارات المسؤولين لهذه المنطقة يوم عيد الاستقلال فقط على مدار السنة"، مشيرا الى "عرقلة المشاريع المقررة لهذه المنطقة"، مثنيا على "دور الوزير أبو فاعور في دعم هذه المنطقة في الإدارات الرسمية".


ثم ألقى باسيل كلمة، تحدث فيها عن "الجهود التي يبذلها على صعيد السفارات اللبنانية في الخارج".


وبعد نقاش حول عائدات البلديات من شبكات الهاتف الخليوي، ووضع المسؤولية في وزارات الداخلية والاتصالات والمالية، انتقد "عدم وضع المرسوم ليتسنى للبلديات قبض مستحقاتها من العائدات فصليا، أي كل ثلاثة أشهر"، وتمنى أخيرا "عدم تضييع الفرص من خلال وضع العراقيل أمام المراسيم التطبيقية لاستخراج النفط والغاز".


المحطة الاخيرة


المحطة الاخيرة في جولة باسيل، كانت في دار الافتاء في بلدة خربة روحا، في المنطقة، حيث كان في استقباله المفتي الدكتور أحمد اللدن وحشد من الفاعليات، وركز اللدن في كلمته على: "النموزج اللبناني في العيش المشترك، الذي هو مرآة للنموذج في منطقة راشيا الوادي، والتي نفتخر أن نقدمها نموزجا لكل لبنان، وأن القضية واحدة بين المسلمين والمسيحيين، وهم واحد ومصيرهم واحد"، مرحبا في الختام ختمها ب"الوزير باسيل".


من جهته، رد باسيل التحية بمثلها للمفتي اللدن، شاكر له "كلمته التي يشعر فيها الانسان بالعمق الديني، عدا ضيافته".


ثم تحدث عن النموذج اللبناني، الذي اعتبره اليوم "تحديا كبيرا اتجاه العالم أجمع، لأنه قدم للعالم نموذجا خاصا بالعيش المشترك، فاذا سقط يكون بسقوطه قد أثبت عجزنا أمام هذه التحديات".


وأكد أن "بعض المتطرفين يصورون الإسلام عكس ما هو عيله من محبة وتسامح"، معتبرا أن "هذه مسؤولية تقع ليس على المسلمين وحدهم، بل على المسيحيين أيضا، وهذا ما يجعلنا أن نبقى بمنأى عن المخاطر التي تحيط بنا".


وانتهت الزيارة بغداء أقيم في مطعم الكنز في راشيا الوادي، على شرف باسيل الذي ألقى كلمة توجه فيها إلى الحضور بالقول: "الدولة تتجاهلكم، ولكن مهما كثر الحرمان لديكم، تعيشون في صفاء ذهني وفكر لبناني، انتم تمتلكون القوة والمعنويات وصمودكم هو مجرد صمود ومعنويات لنا".


وأضاف "اريد ان اتحدث بأمل كبير، يجب التأمل بالشعب وقدراته. لا يستطيع اي بلد ان يصمد كما فعل لبنان. نحن استطعنا الصمود في مواجهة جميع الاخطار، عشنا الحرب وتهجرنا وذبحنا وجوعنا، لذلك يجب ان نتذكر انها الذكرى المئوية لابادة اللبنانيين وليس فقط الارمن. انها ذكرى يجب ان نتذكرها كل عام. هذه الابادة شكلت لنا قضية، اذ ان القضية تحيي لنا الذاكرة وتوحد الشعب، من ليس لديه قضية يتفكك. يجب ان نتذكر كي نسامح، كما اننا يجب ان نصمد في وجه المؤامرات التي تأتينا من الشرق والغرب.
المغترب اللبناني تخلى عن جنسيته، لذلك لا يجب تسليم هذه الارض لغرباء، السوري والفلسطيني أصدقاء وجيران، ولكن رغم هذا لا يجب تسليمهم هذه الارض. يجب ان نتطرف للبنانيتنا فقط. هذا الامر الوحيد الذي يتوجب علينا التطرف لاجله، لا تطرفوا للدين والمذهب. على السوري والفلسطيني العودة إلى بلدهم، ادعو لذلك لانني احبهم واحب ان يبقى اللبناني في وطنه. المسيحي نجده في معظم البلدان، لكن اللبناني لا نجده سوى في لبنان، لذلك يجب ان نتطرف للبنان لبناء دولة ومحاربة الفساد".


وتحدث عن المهاجرين، فقال: "اللبنانيون في الخارج تهجروا لاجلنا لذلك لا يجب حرمانهم من هذه الجنسية الذين ضحوا لاجلنا. انا اعتبر اننا معرضون لموجة هجرة، لذلك يجب على الحكومة تطبيق سلسلة الاجراءات المتخذة من توقيف النزوح السوري وإعادة السوري الى بلاده، وسحب البطاقة ممن لا يستحقها، اذ لا يمكن ان تعطى البطاقة لمن يعمل في لبنان. اللبناني لم يحظ بالمساعدة، ولا يعمل حتى. اما السوري فيحصل على مساعدات، ويعمل في الوقت نفسه. نحن نطالب بالمساواة للشعب اللبناني مع الغريب الموجود على ارضه، كي لا نعيش ابادة ثانية".


وتوجه إلى أهالي راشيا بالقول: "انتم سياج الوطن، والمهاجرون هم السياج الخارجي، فهم يحملون لبنان في قلبهم وفكرهم ونجاحهم. لذلك نحن نقوم بزيارة الدول التي لا سفارات لنا فيها، نزورهم كي نقول لهم نحن نتذكرهم، وبالتالي لا يمكن ان نتنكر لهم".


وإذ شدد على ضرورة "قول الحقيقة، وعدم التنكر لها وتحمل المسؤولية"، كشف أن "بعض المشاريع التي نقوم بها تفشل كالكهرباء، والبعض الاخر لا يزال متوقفا كمشروع النفط والسدود وخط الغاز"، سائلا "من له مصلحة بتوقيفها؟ معتبرا أن "هذه المصالح تؤمن حقوق اللبنانيين وتمنعهم من الهجرة والسفر. اللبنانيون يخسرون من هذه العرقلة والدولة لا تزال تكدس هذه المشاريع، ولا تعمل على تنفيذها، فما نفع الحكومة اذا لم تخصص وقتا لتلك الملفات وتحلها؟".


ورأى أن "الحكومة تعمل على صفقات بالتراضي، وتتجاهل التعيينات الامنية المهمة"، مؤكدا "ما من شيء اهم من الحفاظ على شرعية المؤسسة، وهنا لا نتحدث بالسياسة اننا نتحدث عن القانون والدستور، ومن يخالف القانون مرة، يخالفه في كل مرة".


وختم "للمحافظة على لبنان، يجب الحفاظ على الشراكة، وفهم معنى الحرية، ورمز الحرية. ونحافظ على ذلك من خلال تجسيدها في الرئاسة ومجلس النواب والحكومة. في هذه الشراكة ننتصر على الداعشية، وبهذا الفكر ايضا".


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم