الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

انتهت "عاصفة الحزم " والأمل بعيد

المصدر: "النهار"
سليمان نمر- كاتب صحافي
انتهت "عاصفة الحزم " والأمل بعيد
انتهت "عاصفة الحزم " والأمل بعيد
A+ A-

صحيح ان"عاصفة الحزم "توقفت ولكن لم تتوقف حتى الآن المعارك العسكرية على أرض اليمن الذي يبدو ان الحرب فيه ستطول .


ولاشيء يشير هناك الى امكانية عودة الامل  الى الشعب اليمني ، اوبوادر نجاح اي حل سياسي لأزمة اليمن التي تحولت الى كارثة على شعبه،
واليمن اصبحت تمزقه الشائعات او "الاشاعات"، بعد ان مزقه الحوثيون وحروبهم، والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح والاعيبه.
والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح لا زال يواصل الاعيبه السياسية على اهل اليمن وعلى المملكة وعلى قرار مجلس الامن رقم 2216 .
فهو يدعو "كل الاطراف اليمنية الى وقف اطلاق النار " وكأنه ليس طرفاً في اشعال هذه النار واستمرارها وتأجيجها ويترك القوات الموالية له تواصل المعارك على الأرض. 
والرئيس المخلوع، ضمن الاعيبه ، يدعو الى حوار يمني – سعودي ترعاه الامم المتحدة لحل الازمة،حتى يقول للعالم ان المشكلة هي بين اليمن والسعودية، وليست مشكلة انقلاب قام به والحوثيون ضد الشرعية الدستورية بدعم وتدخل ايراني مما اضطر المملكة للتدخل لتحمي مصالحها ونفوذها التاريخي في اليمن .
وايران تتباكى على اليمن وكأن طهران او قم هي التي تتعرض لغارات "عاصفة الحزم "، وتحاول ان تعمل بسرعة على تقديم الدعم العسكري لحلفائها الحوثيين بحراً بارسال 9 سفن الى مياه اليمن ليس لاستعراض القوة بقدر ماهو محاولة لاختراق الحظر البحري والرقابة التي فرضتهاعلى المياه الاقليمية لليمن السفن المصرية والسعودية
وتحاول طهران تقديم مبادرة لحل سياسي تدعو فيها للحوار بين مختلف الاطراف السياسية، ولكن الهدف الحقيقي منها، سياسياً التأكيد على انها طرف في اي حل سياسي للازمة اليمنية، والهدف عسكرياً من المبادرة الايرانية للحل السياسي، تحقيق وقف إطلاق نار فوري ينقذ حلفائها الحوثيين من ضغط الغارات الجوية العنيفة لطائرات تحالف ا"عاصفة الحزم ".
والمملكة العربية السعودية التي تقود التحالف العربي لـ" عودة الامل " ، تلتزم الصمت السياسي الذي يترك الابواب مفتوحة على مصراعيها للتكهنات والتحليلات المنطقية وغير المنطقية.
المملكة أوقفت "عاصفة الحزم" لتتيح المجال لتطبيق قرار مجلس الامن 2216 الخاص باليمن قبل ثلاثة ايام من انتهاء المدة التي أعطاها مجلس الامن للحوثيين ولجماعة علي صالح لتنفيذ بنود القرار التي توقف انقلابهم على الشرعية .
ولكن كما بدا حتى يوم السبت الماضي فان الحوثيين والرئيس المخلوع لم ينفذوا القرار وانما اصدروا بيانات تؤيد وقف اطلاق النار دون التزام به
والمملكة ذكرت انها اوقفت "عاصفة الحزم " بعد ان حققت عمليات العاصفة لاهدافها العسكرية ،ولكن يبدو ان هذا لم يتحقق بالشكل الذي من الممكن ان نقول فيه انها حققت انتصارا عسكريا استرتيجيا يفرض على الانقلابيين تنفيذ قرار مجلس الامن .
صحيح ان المملكة حققت أهدافاً استراتيجية في "عاصفة الحزم" وأهمها ضرب القدرات الصاروخية للمتمردين الانقلابيين والتي كان من الممكن ان تهدد الاراضي السعودية، وصحيح ان الغارات استطاعت ان تدمر الصواريخ والدفاعات الجوية للانقلابيين بشكل مكن التحالف العربي من فرض منطقة حظر جوي كامل على اجواء اليمن . ولكن يبدو ان الحوثيين وشريكهم صالح لا زالوا يملكون القدرات العسكرية على الارض التي جعلتهم يستولون على معسكر اللواء 35 الموالي للشرعية في تعز بعد وقف "عاصفة الحزم " ، والقدرات التي جعلتهم قادرين على ارسال التعزيزات التسليحية والقتالية لقواتهم في لحج والضالع .
قوات علي صالح والحوثيون لا زالَ لديهم الامكانات والقدرات العسكرية التي تجعل ضجيج الحرب يعلو وتجعل الحرب مستمرة .
والقدرات العسكرية القتالية العالية لدى قوات علي عبدالله صالح والتي تحتاج الى قدرات عسكرية محترفة هي التي تجعل الرئيس المخلوع يستمر بألاعيبه السياسية التي يريد من خلالها اثبات انه "رقماً صعباً في المشكلة اليمنية ".
لما هذا الصمت ازاء ما قيل عن مبادرة سياسية لخروج الرئيس المخلوع وعائلته مقابل استسلام قواته ؟
صحيح ان الغارات العسكرية على تحالف الانقلابيين لم تتوقف وصحيح ان الرقابة على الاجواء والمياه الاقليمية اليمنية لم تتوقف، ولكن هذا الامر لا يكفي، فالقدرات القتالية العالية لقوات صالح تحتاج الى قوات عسكرية محترفة لتتصدى لها على الأرض وليس الى قوات متطوعين من التحالف القبلي ولجان المقاومة الشعبية، وهذا يعني انه لابد من المعركة البرية التي ستحسم الامور بانتصار عسكري ساحق يجبر الرئيس صالح والحوثيين على الاستسلام. 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم