السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

"داعش" و"هاغانا" فارس

راشد فايد
A+ A-

لا تقلّ "داعشات" ايران دموية عن "داعش" الأساسية، فلماذا تقوم تحالفات دولية لضرب الأخيرة (وشقيقتها الإفريقية "بوكوحرام")، بينما تتجاهل مجازر الأولى؟


الجواب الأولي، ان "داعش" و "بوكوحرام" يتمايزان، وبخلاف "الداعشات" الفارسيات، بأنهما شملتا بمذابحهما غربيين، علما بأن العدد الأكبر من ضحاياهما هم من أهل ملّتهما، وبعشرات المئات، يضاف اليهم أبناء الأقليات المشرقية، والمسلمون الشيعة؟
الاستنتاج الاول، أن الغرب، الاوروبي - الاميركي، لا يتحرك لمواجهة الارهاب، إلا حين يتهدد أمن مواطنيه، أو استقرار دوله. ومأساة 700 من لاجئي البحر المتوسط، الأخيرة، شاهد. فأغلب التعليقات الاوروبية لم يلتفت الى ان هؤلاء ينطلقون إلى أوروبا من الشاطئ الليبي الذي يفتقد سلطة "الدولة"، ويركّز على ردعهم، أو على حلول موضعية كاستيعابهم، بالتزامن مع تقليل فرص عبورهم، بدل علاج دوافعهم، بتنمية اقتصادية في بلدانهم، وفرض السلم الأهلي في ليبيا.
وفي السياق نفسه، لا يتحرك هذا الغرب، في مواجهة المجازر الهادفة الى فرض تغيير ديموغرافي، في العراق وسوريا، على يد "داعشات" كـ"حزب الله" اللبناني، و"عصائب الحق"، و "أبو الفضل العباس"، و"الحشد الشعبي"، ومثيلاتها من سلالة التمدد الفارسي، على نهج عصابات الاستيطان الصهيونية في فلسطين، كالـ"هاغانا"، و"الأرغون". فماذا يفرّق مجازر ديالا وتكريت والدليمي اليوم، عن مجازر الصهاينة كـ"ديرياسين" و"كفرقاسم"؟
وفي سوريا، لم تخرج ممارسات "الداعشات" الفارسية عن المخطط نفسه، والعدوانية المذهبية ذاتها، من حيث الدموية الترهيبية، والشعارات الدينية الفتنوية، المستخرجة من قعر الماضي، والتي يختلط فيها الاسطورة والادعاء مع الغيبية.
وبرغم صعوبة تعداد المجازر التي يديرها الحرس الثوري الايراني، لا سيما في الاحياء والبلدات السورية التي يسيطر عليها النظام، فان "المركز الدولي للدفاع عن حقوق الانسان والحريات" أحصى 74 مجزرة وقتلا جماعيا، في العام الفائت.
"التكافؤ" الدموي بين الجهتين لم ينشئ تكافؤا في التصدي الغربي لهما: فالقتل والتنكيل والمجازر التي ترتكبها عصابات الهاغانا والارغون الفارسيات تحاذر ان تصيب سلالة "الشيطان الاكبر" وأشقاءه الاوروبيين، فتنجو من العقاب الدولي، أما ضحايا التطهير المذهبي "المحليون" فلا يستحقون سوى الشفقة، وفي أحسن الأحوال "قلق" بان كي - مون.
المفارقة المؤلمة والملتبسة، أن "الأكثرية" تدفع جزية الدم على يد "داعش" وتدفع مثلها على يد "الداعشات" المضادة. أمصادفة أم تنسيق؟ وهل الإرهاب الفارسي "المنضبط" الأهداف، مقبول، والارهاب الداعشي "المتفلت" وحده المدان؟


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم