الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

هل حان موعد معركة "ما بعد الثلوج"؟ \r\nتحسّب للاحتمالات وسط الأزمة السياسية

روزانا بومنصف
روزانا بومنصف
A+ A-

حين تحدث الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في خطاب ألقاه في منتصف شباط الماضي في مهرجان الذكرى السنوية "لـ"الشهداء القادة" محذراً من الربيع كما قال من انه "عندما يذوب الثلج هناك استحقاق وعلى الدولة ان تحزم امرها لجهة منع هذا الخطر الموجود على التلال والجبال" مشيراً الى ان "هناك على السلسلة الشرقية داعش والنصرة" وداعياً الى"التنسيق بين الجيشين اللبناني والسوري قبل ذوبان الثلوج "، لم ير مراقبون كثر في هذا الكلام سوى استعدادات مبكرة لمعركة ينوي الحزب خوضها في الربيع انطلاقاً من الحدود اللبنانية السورية داعيا الافرقاء السياسيين الى الوحدة في مواجهة الارهاب التكفيري على حد تعبيره. فهل حان هذا التوقيت بعد أفول آخر معالم الشتاء الاسبوع الماضي والبداية الفعلية للربيع؟ وهل تحذيرات ما بعد ذوبان الثلوج لا تزال فاعلة على رغم استمرار احتجاز عسكريين لبنانيين من داعش والنصرة في جرود عرسال على نحو يقول البعض انه كان عائقاً دون استكمال القيام بعمليات عسكرية هناك من أجل عدم التضحية بهم خصوصا ان المفاوضات لا تزال مستمرة لاطلاقهم؟


بعض المعلومات لدى المصادر السياسية يجزم بان هذه المعركة باتت على الابواب وهي متوقعة في مدة ليست بعيدة يرجحها بعض من هذه المعلومات هذا الاسبوع او في مدة لا تتعدى عشرة ايام. وهي حاصلة حتماً قياساً الى ان العد العكسي لما قاله الامين العام للحزب على هذا الصعيد بالنسبة الى بعض المراقبين بدأ منذ بداية الربيع "على الورق" أي في 21 آذار الماضي، وقد غدت مستبعدة وفق هؤلاء بعد مضي اسابيع من الربيع من دون اي مؤشرات على قرب المعركة وفي ظل سيطرة الجيش اللبناني على مواقع استراتيجية ولو بأسلوب متقطع في جرود عرسال وعلى مراحل في المناطق الحدودية.
هل يجب ان يستعد لبنان لارتدادات قد تصيبه في أمنه واستقراره وتتسبب بمزيد من التوتر الداخلي على غرار ما حصل في عرسال وهذا الجزء من منطقة البقاع على وقع مستجدات كثيرة طرأت في المدة الفاصلة بين "تحذير" الامين العام للحزب من "ذوبان الثلوج" لا سيما منها التوتر السياسي والمذهبي الذي تصاعد على اثر الحملات غير المسبوقة التي شنها السيد نصرالله على المملكة العربية السعودية اثر انطلاق العملية العسكرية التي قادتها ضد الحوثيين في اليمن؟ بحسب المعلومات المتوافرة لدى المصادر السياسية المعنية، لا يفترض ان يحصل ذلك خصوصاً مع رفع شعارات مواجهة الارهاب والتنظيمات التي تقوم بذلك باعتباره عنواناً يجمع عليه كل الافرقاء السياسيين من حيث المبدأ. الا ان واقع الامور هو ان المواقع التي سيطر عليها الجيش خلال الشهرين الماضيين تعتبر مؤشراً الى انه يستطيع منع حصول اي امتدادات الى لبنان في ظل معركة القلمون بحيث يترك للمقاتلين السوريين ممراً للهروب الى الرقة من المعارك بدلاً من البقاء او التوجه الى لبنان. وهذه العوامل من شأنها على الاقل في ظل الكلام على التحضيرات لمعركة القلمون الا تترك انعكاسات كبيرة على الوضع اللبناني الداخلي وفق هذه المعلومات ما لم يطرأ ما ليس في الحسبان على غرار كل معركة انطلاقاً من مبدأ انه يمكن معرفة كيف تبدأ الحرب ولكن ليس كيف تنتهي. ولا تستبعد هذه المصادر ان يلعب التوقيت دوره ويوظف بعد سلسلة هزائم متلاحقة للنظام السوري وحلفائه في مناطق استراتيجية عدة في ادلب وبصرى الشام وجسر الشغور بحيث يرتقب من معركة القلمون ان تعيد بعض الاعتبار اليه بعد الخسائر الاخيرة.
هذا الاستحقاق تخشى المصادر السياسية ان يكون داهماً ويحجب الاولويات اللبنانية الداخلية التي تستمر تشكل تحدياً كبيراً للوضع السياسي على رغم ان موضوع الشغور في سدة الرئاسة يضغط من زاوية اصرار زعيم التيار الوطني الحر العماد ميشال عون على حتمية انتخابه في موازاة قيامه بحملات من اجل تعيين صهره العميد شامل روكز قائدا للجيش. والضغوط التي يمارسها مجدداً عبر الحؤول دون ممارسة مجلس النواب عمله التشريعي تضعه في مواجهة مع رئيس المجلس نبيه بري وحليفه الاقرب اي "حزب الله" في الوقت الذي يلعب وفق ما ترى المصادر على عامل ان انتخابه للرئاسة الاولى يظل اقل كلفة على البلد من كلفة السعي الى انتخاب رئيس توافقي. اذ ان ضمان قيادة الجيش لصهره يفترض اما تعيينه قبل اضطراره الى التقاعد مطلع الصيف المقبل علماً انه يمكن ان يستمر حتى ايلول في حال احتساب اجازاته، او تأمين استمراريته اي التمديد لوجوده في الجيش بعد تاريخ احالته على التقاعد اما عبر التمديد للعمداء الذي تبين ان اعدادهم كبيرة وغير متوقعة وتكلف خزينة الدولة الكثيرمن الاموال، او التمديد لقلة يكون روكز من بينها على رغم الاستياء الذين يثيره التمييز على قاعدة المحسوبية العائلية، بغض النظر عن اهلية روكز، او ترفيع هذا الاخير الى رتبة لواء بحيث يمدد له في الجيش لسنة يمكن ان تتضح الامور خلالها وذلك على رغم ان تسليم الجيش الى قيادة فريق لا تبدو مستحبة بقطع النظر عن وصول عون الى الرئاسة لكن خصوصاً في حال احتمال وصوله كما في حال العكس ايضا.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم