الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

ماذا لو كان مؤشر السرعة في سيارتك متواطئاً مع رادارات السرعة؟

ماريو غريب
ماذا لو كان مؤشر السرعة في سيارتك متواطئاً مع رادارات السرعة؟
ماذا لو كان مؤشر السرعة في سيارتك متواطئاً مع رادارات السرعة؟
A+ A-

من حسنات قانون السير الجديد أنه بدأ في إدخال ثقافة السلامة المرورية إلى حياتنا اليوميّة، ولو ببعض من القوة والحزم، فسلامة المواطن والحق في الحياة أولوية على طرقنا. لكن من المهمّ للمواطنين الإطلاع على هذه المعلومات لتفادي الوقوع في فخّ تكنولوجيا الرادارات، كما أنه من المهمّ للمشرّعين وقوى الأمن معرفة كيفيّة معالجة المشكلة ما دامت السلامة المرورية هي الهدف من قانون السير الجديد وليس الغرامات. فما علاقة مؤشر السرعة بالسلامة المرورية؟ هل نحن أمام مقال عن السرعة ومخاطرها ووجوب الإلتزام بالسرعة القانونية؟ الجواب: كلاّ. فما الذي نعنيه إذا؟


بكلّ بساطة، السرعة التي تشير إليها إبرة المؤشر ليست هي التي يلتقطها الرادار، قد تكون أكثر أو أقل بـ3 كلم في الساعة أو حتى 5 كلم في الساعة، في بعض الأحيان وفق سرعة السير وبعض الإعتبارات الأخرى. لكن كيف يمكن أن يحصل ذلك؟
للإجابة عن هذا السؤال ينبغي التوقف قليلاً عند طريقة عمل مؤشر السرعة. فمن المعروف أنّ السرعة تساوي المسافة المقطوعة مقسومة على الوقت المستغرق لبلوغها، غير أنّ مؤشر السرعة في السيارات لا يقيس سرعة الإنتقال من مكان إلى آخر إنما يعتمد على دوران الإطارات.


ماذا في التفاصيل؟


يوجد نوعان من عدّادات السرعة، الأول هو النوع الالكتروني والثاني هو الميكانيكي. ولأن العداد الالكتروني يعتبر تقنية حديثة الاختراع فان هذا النوع من العدادات لم يظهر إلا في مطلع العام 1993. تعتبر شركة Otto Schulze الأميركية صاحبة براءة اختراع عدادات eddy-current في العام 1902. وقد دعت الحاجة الملحة لهذه العدادات، بعد انتشار السيارات وخصوصا بعد ما أصبحت تسير بسرعات كبيرة، وازدادت حوادث السير وبدأت تسن قوانين لتحديد السرعة القصوى على الطرق السريعة، وتكليف جهاز خاص من الشرطة لمراقبة تنفيذ الحد من السرعة القصوى. وأما من يخالف فيتعرض لعقوبات إستناداً إلى القوانين والنظم المعمول بها في الدول. ولمعرفة كيف يعمل مؤشر أو عدّاد السرعة يجب الإطلاع على طريقة عمل السيارة.


يزود مكبس محرك السيارة الطاقة من خلال احتراق خليط من الهواء والوقود لتحريك المكبس للأعلى والأسفل داخل الاسطوانة. بعدها تتحول الحركة الرئيسة للمكبس إلى دوران من طريق الكرانك شافت crankshaft الذي يحرك إطارات السيارة عبر ناقل السرعات. بمعنى آخر، يقوم ناقل السرعات بتحويل الطاقة من الكرانك شافت إلى الإطارات، ويكون الناقل مزوداً تروس مختلفة تستخدم في التحكم بسرعة الإطارات. وأخيراً، تتحرك السيارة تحت تأثير دوران إطاراتها.


لنفترض ان سيارة تتحرك بسرعة ثابتة على طريق سريع، هذا يعني ان تروس ناقل السرعات وعمود الحركة driveshaft يدوران بسرعة تتناغم مع سرعة السيارة. ويعني أيضا ان مغزل كابل السرعة يدور بالسرعة عينها وفي نهاية الكابل حيث يوجد المغناطيس الدائم في حركة أيضا وهو الذي يتحكم بإبرة العداد الدالة إلى السرعة.


إذاً، لقياس سرعة السيارة، يجب ان نستطيع قياس سرعة دوران الإطارات أو ناقل السرعات، ومن ثم إرسال هذه المعلومات إلى العداد. في معظم السيارات تعتمد العدادات على سرعة الناقل، ويتم هذا عن طريق ملامسة تروس الناقل لكابل خاص يسمى drive cable. يتكون هذا الكابل من سلك مركزي في نهايته ترس مغزلي. ومن ميزات هذا الكابل انه مرن جدا مما يسمح بتمريره بين أجزاء مختلفة حتى يصل إلى صندوق ناقل السرعات ويتم وصله داخل مجمع التروس. ويكون الطرف الثاني للكابل متصلاً بعداد السرعات.


أما العداد الالكتروني، فيستقبل معلوماته عن السرعة عبر مستشعر سرعة السيارة vehicle speed sensor ويعرف باسم VSS ولا يستخدم كابل السرعة. يتم تثبيت الـ VSS على ناقل السرعات أو على الكرانك شافت، ويحتوي على قرص معدني مسنن، مثبت على ملف مغناطيسي وعند دوران القرص فان أسنانه سوف تقطع خطوط المجال المغناطيسي، فتنتج من ذلك نبضات كهربائية ترسل إلى الكمبيوتر. ومن خلال تردد هذه النبضات يتم احتساب سرعة السيارة وتعرض على شاشة رقمية مصممة وفق نوع السيارة.


إذاً، الإطارات هي الأساس في تحديد سرعة المركبة، فإذا بدّل السائق إطارات المركبة وزودها أخرى بحجم مختلف، أو عدلّ في قياس العجلات التي تحوي الإطارات، فلهذا الأمر تأثير على سرعة السيارة. كما انّ كمية الهواء الذي تحويه الإطارات لها تأثير على آدائها، وبالتالي على سرعة المركبة. بمعنى آخر، كان هناك نقص في ضغط الهواء داخل الإطار، هذا الأمر سيساهم في اهتراء الإطار مخففاً بذلك من عرض المساحة الملتصقة بالطريق ما يحتّم على الإطار الدوران أسرع. نتيجة خفض التماسك على الطريق، ما يؤثر على قراءة العداد للسرعة، (نظراً لارتباط السرعة هنا بعمل الإطارات) وفي هذه الحال يقرأ بضعة كلم في الساعة زيادة. وبالعكس، الهواء الزائد داخل الإطارات وزيادة حجم الإطار يؤديان إلى قراءة العداد سرعات أقلّ من السرعة المشار إليها.
فعملياً عندما تسير بسرعة 100 كلم في الساعة، تكون سرعتك الحقيقية في حال لم تعتن بالإطارات حوالي 105 كلم في الساعة. فالمشكلة تكمن في الهامش المسموح، أي الـ10 في المئة زيادة المسموح بها في تخطي السرعة الرسمية. وإذا كنت تسير بسرعة 70 كلم في الساعة، الهامش المسموح بصل إلى 77 كلم في الساعة، إلا إذا كنت تسير 74 كلم في الساعة يلتقط الرادار سرعة 79 كلم في الساعة "وبتكون أكلت الظبط." وكلما زادت سرعتك زاد الفارق ما بين العداد والرادار.


الحلّ:
إلتزم السرعة القصوى المحددة على الطرق ولا تتخطّ الهامش المسموح به.
تفقد حال إطاراتك من حيث ضغط الهواء وحال الإهتراء. إلتزم الضغط الذي حدده الصانع في كتيّب السيارة أو على لوحة معدنية جنب باب السائق أو داخل فتحة البنزين. وإذا قررت استبدال إطاراتك احرص على أن تكون وفق المواصفات والقياسات المحددة من الصانع، لأنه تمّ تطوير الإطارات لتناسب هذا النوع من السيارات.
وقد يجوز للمشرعين وقوى الأمن زيادة الهامش المسموح به في مخالفة السرعة، على أن يتماشى والقراءة الخاطئة للعدادات، بخاصة على السيارات القديمة الطراز التي قد تختلف قراءة السرعة فيها إلى 5 كلم في الساعة.
كما ويمكن استخدام جهاز الملاحة الذي يحتسب السرعة وفق المعادلة العالمية المعروفة: المسافة مقسومة على الوقت وهذا أدقّ من السرعة التي نقرؤها على مؤشر السرعة.


[email protected] 


Twitter: @MGo8

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم