الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

خرج الإثنين وعاد الجمعة بنعش أبيض: هكذا استقبلت فاريا ابنها جاد بطيش!

المصدر: "النهار"
فيفيان عقيقي
خرج الإثنين وعاد الجمعة بنعش أبيض: هكذا استقبلت فاريا ابنها جاد بطيش!
خرج الإثنين وعاد الجمعة بنعش أبيض: هكذا استقبلت فاريا ابنها جاد بطيش!
A+ A-

في زمن قيامة السيّد المسيح، لا بدّ من العودة إلى الإيمان والتمسّك بالرجاء. "أنا لا أموت أبداً بل أدخل الحياة"، إنها كلمات القديسة تيريزيا التي ربّما سمعها جاد، فعمل بها وانتقل إلى جوار الآب السماوي.


بعد أربعة أيام من مصارعة الموت ومحاولة التشبث بالحياة، توفّي جاد بطيش ابن الثمانية عشرة عاماً، صباح اليوم، في مستشفى سان جورج - عجلتون، التي نقل إليها مساء الإثنين الفائت بعد تعرّضه وصديقه قزحيا خليل لحادث سير على طريق ميروبا بينما كانا عائدين إلى فاريا.


مشوار الضيعة الأخير
تلك الرحلة كانت الأخيرة له على الأرض، قبل أن ينطلق برحلته الأبديّة نحو السماء. وقع الخبر كالصاعقة على أهله وأحبابه وأصدقائه. جاد الذي تنبض به الحياة لن يكون معهم بعد اليوم.


بغضب ممزوج بحرقة وألم، اتّشحت ضيعته فاريا باللون الأبيض، وزيّنت السماء التلال التي تجاورها بثلوج نقيّة، استعداداً لاستقباله والاحتفال به عريساً للسماء غداً في كنيسة مار شليطا. وصل جاد بنعش أبيض محمول على الأكتاف يتقدّمه شقيقه الأكبر، وعلى وقع أزيز الرصاص وعويل النساء، جال في أرجاء الضيعة وشوارع الحيّ الذي كبر فيه للمرّة الأخيرة.
ليس وداعاً
على مدى أربعة أيّام، لم يفقد أهل جاد الأمل رغم التقارير الطبيّة المحبِطة، كانوا ينتظرون أن يستفيق. أن يفتح جاد عينيه وينادي والديه نوال وعسّاف. لكن الغيبوبة كانت أقوى من دعاء الوالدة التي ما فارقت باب العناية لحظة، تسترق النظر من خلف الزجاج على صغيرها.


وقع الحادث مساء الاثنين الفائت على طريق ميروبا. كان جاد وقزحيا في طريقهما إلى فاريا عائدين من عجلتون حيث كانا مع أصدقاء المدرسة. ارتطمت سيارته من نوع "ميني كوبر" بعمود كهرباء على الطريق، فنُقل الشابان إلى المستشفى في حال خطرة. وُضعا في العناية الفائقة. أصيبا في رأسيهما، لكن قلبهما بقي ينبض بخفوت، إلى أن استسلم جاد وقرّر الرحيل، ترك قزحيا وحيداً، علّ الصلاة التي سيتلوها في جوار الله توقفه مجدّداً على رجليه.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم