الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

"باب المندب" بعد "عاصفة الحزم" ...هل تجرؤ ايران؟

المصدر: النهار
اسرار شبارو
"باب المندب" بعد "عاصفة الحزم" ...هل تجرؤ ايران؟
"باب المندب" بعد "عاصفة الحزم" ...هل تجرؤ ايران؟
A+ A-

بات "باب المندب" ،أحد أهم الممرات المائية في العالم، محط أنظار بعد بدء "عاصفة الحزم"، وقد أثيرت تساؤلات حول قدرة ايران التي أرسلت قطعا بحرية في اتجاه المضيق، على استخدامه ورقة ضغط في المعركة الدائرة.
فماذا عن الاهمية الاستراتيجية والحيوية لهذا الممر وامكان تحكم طرف فيه؟



أهمية متعدّدة الأبعاد
لهذا الممر المائي الذي يصل البحر الأحمر بخليج عدن وبحر العرب، اهمية استراتيجية دولية اقتصادية وسياسية وعسكرية، فهو بحسب استاذ القانون الدولي الدكتور شفيق المصري "المنفذ الحيوي للأردن من خلال خليج العقبة، واسرائيل من خلال خليج ايلات، والسودان وجيبوتي من جهة، ومن الجهة المقابلة السعودية لنقل النفط من خلاله، لذلك فان إقفاله ليس بهذه البساطة. ومنذ ما قبل الحرب العالمية الثانية كانت هناك نظرية استراتيجية تقول ان اية دولة تستطيع ان تحكم سيطرتها على الممرات المائية في المنطقة، تستطيع ان تحكم العالم. المقصود هنا طبعًا ممراتّ هرمز وباب المندب وقناة السويس وطبعًا البوسفور والدردنيل، فهذه الممرات المائية هي التي تؤمّن حلقات الوصل بين كافة البحار، ومن هنا بالتالي اهمية كل دولة سواء كانت صغيرة او كبيرة". واستطرد قائلا ان: "الحركة الملاحية الأساسية التي تعبر من والى قناة السويس تصب في باب المندب للانطلاق الى خليج عدن والمحيط الهندي، واذا كانت هناك اية اهمية منذ القرن التاسع عشر لهذه القناة كممر مائي تكون مقترنة دائما بمنفذ هذا المضيق".



ترويج دعائي
وعن تحريك ايران للقطع البحرية باتجاه باب المندب قالاللواء الدكتور محمود خلف المستشار في اكاديمية ناصر العليا في القاهرة في حديث لـ"النهار" ان "الوضع العسكري في باب المندب غير مقلق وما يتم نقله الى الرأي العام معلومات مغلوطة. والجمهورية الاسلامية حين لا تستطيع ان تفعل شيئاً على الارض تروج بآلة إعلامية معتمدة على ضعف المعلومات، فتظهر نفسها على انها قادرة على فعل كل شيء وانها متواجدة هنا وهناك، لكن،في واقع الامر، ان تسيير البحرية الايرانية لقطعتين بحريتين في اعالي البحار امر طبيعي، طالما انه في البحار المفتوحة لكن المشكلة لو دخلت السيادة الاقليمية لليمن، حينها فإن الطيران سيغرقها، ومرورها في أعالي البحار يهدف الى أمرين: أولا، إعطاء إشارة للحوثيين ان الامل في الطريق وانها قادمة لمساندتهم وانها بالقرب منهم على مسافة 12 ميلا بحريا؛ ثانيًا، تعتمد ايران على ضعف المعلومات العامة في المنطقة العربية، وعند اطلاقها اشاعة انها في طريقها الى باب المندب تعطي صورة ان بإمكانها ان تفعل شيئاً، والحقيقة ان مضيق هرمز داخل ايران ولا يمكنها التصرّف به".



محمي بالقوة والقانون
"هذا المضيق محميّ جيداً بواسطة قاعدة ليمونيير في جيبوتي المطلة على الجانب الغربي للبحر الأحمر، هذه القاعدة الفرنسية - الاميركية، عرضها 70 كلم تضمّ سرب طائرات جوية فرنسية - اميركية وطائرات من دون طيار ومقاتلات وقوات مارينز" قال خلف مضيفا: "يمر يوميا عبر هذا المضيق حوالي 3 مليون و300 الف برميل نفط، وجهتها الى اوروبا، لذلك لا أتوقع ان يقبل العالم بتعطيله لمدة ساعة وليس يوماً، فاغلاقه يعني اغراق اوروبا في الظلام، لذلك ليس وارداً ان يقترب منه احداً".واستطرد "باب المندب محمي بالفعل ليس فقط بقوات ضخمة موجودة في ليمونيير، بل ايضا بالقانون بواسطة اتفاقية عالمية،فالاقتراب منها سيؤدي الى حرب عالمية"، طبقا لهذه المعلومات فان ما تقوم به ايران محاولة فاشلة لعرض عضلات واهية.



كيف ستكون الصورة؟
من جانبه أشار شفيق الى حرب 1956 التي شُنّت ردًّا على إغلاق الرئيس جمال عبد الناصر قناة السويس، فكيف اذا أُغلق هذا المنفذ الوحيد لبعض الدول المحيطة به، عدا عن الاهمية العالمية للمضيق، فاتصال قناةالسويس به والوصول عبرها الى المحيط الهندي وفّر على البواخر الابحار حول القارة الافريقية للوصول الى رأس الرجاء الصالح ومنها الى المحيط".
وختم " لنتأمل كيف يمكن أن تكون الصورة، وكيف ستقبل الدول الاخرى بأن تحكم دولة مثل ايران سيطرتها على مضيق باب المندب"؟

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم