الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

الراعي: نكرر دعوتنا للمجلس للقيام بواجبه وانتخاب رئيس

المصدر: " الوكالة الوطنية للإعلام"
الراعي: نكرر دعوتنا للمجلس للقيام بواجبه وانتخاب رئيس
الراعي: نكرر دعوتنا للمجلس للقيام بواجبه وانتخاب رئيس
A+ A-

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطارنة بولس الصياح، حنا علوان وعاد ابي كرم، امين سر البطريرك الاب نبيه الترس، القيم البطريركي العام المونسينيور جوزف البواري، وحضر القداس الوزير السابق جان لوي قرداحي، عائلة المرحوم الشاب ايلي منير القاعي وحشد من المؤمنين.


العظة


بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان "مشى يسوع معهما وهما مكتئبان، ولم يعرفاه إلا عند كسر الخبز"، قال فيها: "هو المسيح القائم من الموت، بجسده الممجد، حاضر أبدا في حياة المؤمنين والمؤمنات وفي حياة الكنيسة. لا نراه ولا نعرفه بأعين الجسد، بل بعين الإيمان. هكذا حصل مع التلميذين المسافرين إلى بلدة عماوس يوم قيامته. كانا حزينين ومُحطمين بسبب الحكم على يسوع بالموت وصلبه. فجاء " ومشى معهما، ولم يعرفاه إلا عندما دخل بيتهما وكسر الخبز"(لو24).


وأضاف: "كم من الناس يعيشون بقلق وخوف وحزن وضياع، ولا يرون بصيص أمل في أفق الحياة. هؤلاء بالذات، وبنوع خاص، يأتي الرب يسوع ويقترب منهم، ويصغي إلى وجعهم ويخاطب قلوبهم بولوجه إليها وبكلمته الهادية وبتعليم الكنيسة. هكذا فعل مع التلميذين عندما مشى معهما في طريق ألمهما وتساؤلاتهما وآمالهما المحطمة. فأدخل إلى قلبيهما الطمأنينة والانشراح، كما صارح الواحد الآخر: "أما كان قلبنا مضطرما فينا، حين كان يُكلمنا في الطريق، ويشرح لنا الكتب؟"(لو24: 32). فلينتبه كل واحد وواحدة منا، وهو في حالة حزن أو يأس أو ضياع، إلى المسيح الذي يمشي بقربه ويخاطب قلبه. إنه "عمانوئيل"، إلهنا معنا متى1: 23)".


وتابع: "قيمة الحياة المسيحية أن نكون، كما يقول بولس الرسول "سفراء المسيح"(2كور5: 20) لدى كل حزين ومحتاج، كل يائس ومحبط، كل ضائع وقلق، ولدى كل شخص يعاني من الوحدة والتهميش. وجميل بل ومنتظر أن يكون كل مسؤول في الدولة قريبا من الشعب لكي يؤمن الخير العام، الذي منه خير كل شخص وخير الجميع".


وقال: "الشعب في لبنان يعاني الكثير من هذا القبيل، إقتصاديا ومعيشيا واجتماعيا وأمنيا. وهو ينتظر أن يقوم المسؤولون السياسيون بواجباتهم على هذه الأصعدة، وقد أوكلها إليهم الشعب، وهو بحسب الدستور، مصدر السلطات التي تمارس عبر المؤسسات العامة. وإننا نكرِر عليهم، باسم الشعب اللبناني، أن يقوم المجلس النيابي بواجبه الأول والأساسي وهو انتخاب رئيس للجمهورية بعد أحد عشر شهرا من الفراغ".


وتابع: "على صعيد الكنيسة، يحتاج أبناؤها وبناتها، أن نكون نحن، بطريركا وأساقفة وكهنة ورهبانا وراهبات، أكثر فأكثر بالقرب منهم، في العمل الراعوي والروحي وفي مؤسساتنا التربوية والاستشفائية والاجتماعية فنحمل إليهم محبة المسيح، ونزرع في قلوبهم الطمأنينة والرجاء".


أضاف:" في العائلة، بالرغم من هموم الوالدين لتأمين معيشة أولادهم الكريمة، وتعليمهم وتطبيبهم وإلباسهم، يطلب منهم أن يصغوا لأولادهم، ويحاوروهم، ويتطلعوا معهم إلى انتظاراتهم وطموحاتهم. ومن واجب الأبناء والبنات أن يكونوا بالقرب من والديهم ويتحسسوا همومهم، ويدخلوا في حوار محبة واحترام معهم. فمن المعيب أن يتعلق الأولاد بآليات الكمبيوتر والانترنت وسائر التقنيات الحديثة التي باتت بين أيديهم، وهذا حق، على حساب حوار الحب والعاطفة مع أبيهم وأمهم".


وتابع: "عرفاه عند كسر الخبز"(لو24: 31). "كسر الخبز" يعني في الكنيسة الأولى "القداس" الذي نحتفل به اليوم. ما فعله يسوع مع التلميذين بعد ظهر أحد قيامته، كان بالحقيقة قداسه الأول بعد قيامته. فنجد في هذه الصفحة الانجيلية عناصر القداس الإلهي الثلاثة: خدمة الكلمة الالهية، وذبيحة يسوع الأسرارية غير الدموية، ومناولة جسد الرب ودمه.
يسوع الكاهن الأزلي قام بخدمة الكلمة عندما شرح للتلميذين كل ما كتب في الانبياء والمزامير وكتب موسى عن المسيح وآلامه وقيامته.
ويسوع القائم من الموت بجسده الممجد الحامل علامات الصلب والفداء في يديه ورجليه وصدره، هو نفسه الذبيحة الاسرارية الحاضرة، التي هي استمرارية ذبيحة الصليب الدموية.
ويسوع، بكسر الخبز أجرى تحويل الخبز إلى جسده، وناوله للتلميذين. حينئذ انفتحت أعينهما وعرفاه. اما هو فتوارى عنهما للحال.
هذا دليل على أن يسوع حاضر في سر القداس، ونعرفه بعين الايمان من خلال كلام الانجيل وذبيحة جسده ودمه تحت شكلي الخبز والخمر، وتناولهما. للحال قاما ورجعا إلى أورشليم"(لو24: 33).


وختم الراعي: "هذا اللقاء القرباني بيسوع، أخرج التلميذين من الحزن والاحباط، وأعطاهما القوة والعزم. وبالرغم من هبوط الظلام وطول المسافة، عادا من عماوس إلى اورشليم لينقلا خبر قيامة يسوع وكيف عرفاه عند كسر الخبز(راجع لو24: 33-35).
ما يعني أن المؤمنين والمؤمنات يستمدون قوتهم الروحية والمعنوية والجسدية من القداس: من كلمة الانجيل، وذبيحة المسيح، ووليمة جسده ودمه.
وما يعني أيضا أن المشاركة الواعية والمثمرة في قداس يوم الأحد، كما وفي القداس اليومي، هي المنطلق للشهادة ليسوع المسيح، لسر موته فداء عن خطايانا، وقيامته لتقديسنا، ولمحبته في مجتمعنا.
نسأل الرب يسوع الحاضر معنا في هذه الذبيحة المقدسة أن ينعم علينا، كلاً في حالته، نصيب تلميذي عماوس، فنرفع المجد والتسبيح له وللآب والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم