الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

رئيس ضعيف غير مؤهل لإدارة دفة اليمن

المصدر: "النهار"
سليمان نمر- كاتب صحفي- الرياض
رئيس ضعيف غير مؤهل لإدارة دفة اليمن
رئيس ضعيف غير مؤهل لإدارة دفة اليمن
A+ A-

عدوانية الحوثيين الذين يتلاعب بهم الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح جعلتهم ليس فقط أدوات وعملاء لإيران، بل أدوات وواجهة له ولمخططه في الانتقام ممن ضغطوا عليه للتنازل عن الرئاسة، ولاستعادة السلطة والحكم لابنه. هذه كلها لا تعفي الرئيس اليمني الشرعي عبد ربه منصور هادي من مسؤوليته في انهيار مفاصل قوة الدولة، حين تهاون وضعف امام الحوثيين فتمددوا تدريجياً من صعدة فالجوف فعمران الى أن احتلوا صنعاء وبقية المدن اليمنية. وضعف الرئيس و"طيبة قلبه" سمحت للرئيس الالعوبان علي صالح بالسيطرة على مفاصل الجيش والويته القوية واسلحته المتطورة التي يقاتل بها الآن.


وفي يمن به رجل داهية مثل الرئيس المخلوع لا تنفع طيبة القلب، وفي يمن به رئيس خائن مستعد ان يبيع شرفه ووطنه من اجل أن يستعيد الحكم والسلطة لا مجال للتسامح والتعامل باخلاق مع مثل هكذا رجل .
المبادرة الخليجية أخطأت حين أعطت الحصانة للرئيس القاتل والفاسد علي صالح الذي ثار عليه شعبه. وأريد ان أذكر هنا وأشير انه خلال متابعتي لاجتماعات وزراء خارجية دول مجلس التعاون التي كانت تبحث المبادرة وجدت أن قطر انسحبت من المبادرة الخليجية حين وافقت الدول الأخرى على مطلب الرئيس صالح بتعديل بنود المبادرة لتمنح له ولعائلته ولمساعديه الحصانة القضائية. وكان من المفروض بالرئيس الشرعي المنتخب موقتاً أن يلغي هذه الحصانة بالتعاون مع الذين وضعوها والذين أيّدوها.



ولكن المشكلة لم تكن فقط في أخلاق الرئيس هادي وطيبة قلبه وضعف شخصيته، بل ايضاً في ضعف مبعوث الأمم المتحدة لليمن جمال بن عمر الذي لم يكن ملمّاً بدهاء وأكاذيب الحوثيين والرئيس اليمني السابق، فكان يصدق تواقيعهم واكاذيبهم.
والمشكلة أيضاً أن الأمين العام لمجلس التعاون الذي كُلّف في العامين الأولين متابعة تنفيذ المبادرة الخليجية لم يتمتع بحنكة ديبلوماسي وبدهاء سياسي قادر على التعامل بهما مع مراوغات وألاعيب الحوثيين وعلي صالح وبعض السياسيين الآخرين.
اليمن كان ولا يزال بحاجة الى رجل ذي دهاء سياسي كبير مشابه لدهاء الدكتور عبد الكريم الايرياني، ولرجل مقبول شعبياً وبعيد من كل شبهات الفساد حتى يلتفّ حوله شباب اليمن قبل قبائلها.
وهذان الأمران من المرجح أنهما متوافران عند رئيس الحكومة اليمنية الدكتور خالد بحاح. لذا، فإن قرار تعيينه نائباً لرئيس الجمهورية اليمنية لاقى ارتياحاً شعبياً وقبولاً خليجياً. هذا الرجل الذي يقال إنه على علاقة جيّدة مع معظم الأطراف والقوى السياسية والقبلية في اليمن، لعلّه يستطيع ان يدير دفة الأمور اليمنية خلال معركة "عاصفة الحزم " ويهيأ للحوار السياسي بين القوى اليمنية للوصول الى حل سياسي ينقذ اليمن من براثن علي عبد الله صالح ويبعد النفوذ الايراني عنه.
وليس من الضروري ان يتنحى الرئيس عبد ربه منصور هادي، حتى لا يحصل خطأ أو فراغ دستوري، بل المهم أن يمنح نائب الرئيس صلاحيات الرئيس الشرعي الضعيف وغير القادر على ادارة دفة الأمور في أصعب مراحل اليمن وتاريخه المعاصر.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم