الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

عاصفة الحزم تثير الزوابع في طهران

سليمان نمر- كاتب صحفي- الرياض
عاصفة الحزم تثير الزوابع في طهران
عاصفة الحزم تثير الزوابع في طهران
A+ A-

أثارت "عاصفةالحزم "الزوابع في طهران اكثر منها في اليمن وصنعاء . ولاحظنا عصبية وانفعالاً شديداً ومبالغاً فيه في رد الفعل الايراني على الضربات العسكرية التي توجهها طائرات التحالف العربي بقيادة السعودية ضد قوات الحوثيين والوية الجيش التي يسيطر عليها الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح .


وبلغت العصبية أشدها في طهران عند مرشد الثورة الايرانية السيد علي خامنئي الذي هاجم السعودية بحدة لم يسبقه اليها سوى الامين العام لـ"حزب الله "  السيد حسن نصرالله قبل اكثر من اسبوع، ووصف السيد خامنئي عمليات "عاصفة الحزم " بانها "عدوان سعودي اجرامي على اليمن يشبه جرائم الحرب"، ولم يتوان بدوره رئيس الجمهورية الايرانية عن مهاجمة المملكة ودعاها لـ"وقف عدوانها على الشعب اليمني ".
الاسباب المباشرة لعصبية طهران الحادة تكمن في فشل المساعي الايرانية لفتح حوار مع الرياض لحثها على وقف اطلاق النار بهدف انقاذ حلفائها في اليمن من هزيمة عسكرية قادمة. والسعودية ترفض اي حوار مع ايران قبل وقف تدخلها ودعمها للتحالف الحوثي – الصالحي في اليمن .


وحاولت طهران توسيط تركيا وسلطنة عمان مع الرياض ولكن يبدو انهما اعتذرتا عن ذلك الأمر الذي أثار عصبيتها وجعلها بتصريحات مرشدها ورئيسها تصب الزيت على نار الصراع الايراني مع السعودية التي نجحت بتشكيل تحالف سياسي وعسكري خليجي وعربي مساند اقليميا( من انقرة واسلام اباد) مناوئ لطهران في العالم العربي .
ومما زاد في الغضب الايراني أيضا الموقف الحازم الذي يبديه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز في سياسته بعدم التهاون مع ايران والتصدي لها، بالاضافة الى نجاح الملك بفعل علاقاته في محاصرة ايران سياسياً في المنطقة اقليمياً بالرغم من توصلها للاتفاق المبداي مع واشنطن والغرب بشأن نشاطها النووي.
ولن توقف السعودية "عاصفة الحزم " الا بعد ان تحقق نصرها العسكري في اليمن بطرد الانقلابيين الحوثيين واستسلام الرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي سبق للرياض ان انقذت حياته بعد تعرضه للتفجير واحتراقه وأعطته الفرصة لينجو من الملاحقات القضائية حين منحته المبادرة الخليجية لحل الأزمة في اليمن الحصانة القضائية .
وتريد السعودية هذا النصر ليس فقط لإعادة الرئيس اليمني الشرعي عبدربه منصور هادي للحكم ، و لطرد النفوذ الايراني من اليمن، بل أيضا تريد النصر العسكري في اليمن لاعادة تشكيل الخريطة السياسية في العالم العربي والمنطقة واللتأكيد على ان تحالف "عاصفة الحزم " العربي من الممكن ان يصبح تحالفاً عسكرياً وسياسياً تحت قيادتها، وهذا التحالف السياسي والعسكري الذي يخلق الآن سيكون قادراً على التصدي للمخاطر التي تواجه العالم العربي سواء أكانت مخاطر الأطماع الايرانية فيه، أم مخاطر الارهاب الذي يستغل عدم استقرار بعض الدول العربية ليتسلل اليها ويهدد أمن واستقرار الآخرين .
وترى السعودية ان هذا التحالف العربي هو القوة الاقليمية الجديدة التي ستخلق توازناً للقوى في المنطقة يردع ايران وغيرها عن أي مغامرات او أطماع، والسعودية مستعدة لأن تكون هي القوة الضاربة عسكرياً وسياسياً في هذا التحالف الذي اعتقد ان اسمه سيكون "تحالف الحزم ".
وقد يكون هذا الأمر السبب الحقيقي للانفعالات الحادة والعصبية التي أخذنا نراها تصدر في طهران والتي لم تجد من يصدها خلال السنوات العشر الاخيرة، وبالتحديد بعد الاحتلال الاميركي للعراق .

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم