الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

عودة الحياة الطبيعية الى تكريت ستستغرق وقتا طويلاً...

المصدر: "أ ف ب"
عودة الحياة الطبيعية الى تكريت ستستغرق وقتا طويلاً...
عودة الحياة الطبيعية الى تكريت ستستغرق وقتا طويلاً...
A+ A-

 تنفجر القنابل لترتفع في السماء سحب الغبار الكثيف فوق مدينة تكريت العراقية فيما تحترق المنازل والمتاجر في المدينة التي تخلو من المدنيين.


استعادت القوات العراقية مدينة تكريت من ايدي تنظيم الدولة الاسلامية بعد عملية استمرت شهرا، الا ان اعادة ابسط اشكال الحياة الطبيعية الى المدينة سيستغرق وقتا اطول بكثير.
وتشكل القنابل التي خلفها عناصر التنظيم المتشدد اكبر تهديد، حيث قال وزير الداخلية العراقي محمد الغبان انه تم العثور منذ يوم الاربعاء على 185 منزلا مفخخا و900 قنبلة في اماكن اخرى.
واضاف ان الفرق الهندسية العسكرية ستقوم "بتنظيف هذه المناطق وتطهيرها من القنابل"، الا ان هناك مخاوف من عدم توفر عدد كاف من العناصر المتخصصة للتعامل مع هذا العدد الكبير من القنابل التي زرعها تنظيم الدولة الاسلامية.
ويقترح البعض وسائل اقل تطورا للتخلص من القنابل، حيث اقترح احد المسلحين المتطوعين احراق المنازل لتفجير القنابل التي بداخلها.
ويندرج المتطوعون ضمن قوات الحشد الشعبي التي تضم فصائل من الشيعة والسنة حيث يشكل الشيعة القسم الأكبر من المقاتلين.
واطلق احد المسلحين قنبلة صاروخية على سيارة متوقفة قال انه اشتبه بانها مفخخة.
وحتى لو نجحت هذه الطرق في التخلص من المتفجرات، فانها تلحق الضرر بالممتلكات وهو ما يثير غضب السكان ويقوض الاستقرار على المدى الطويل في تكريت.
كما تعد عمليات النهب والتخريب من بين القضايا المثيرة للقلق.
وسارع عناصر من المسلحين المتطوعين الموالين للحكومة الى كتابة اسماء مجموعاتهم على المنازل والمتاجر في المدينة وفي بعض الاحيان على النوافذ التي نجت من القتال المحتدم فيها.
ويشتبه بان البعض سلب بضائع بينها ملابس ومستلزمات صحية من متاجر وسط تكريت، كما شوهد رجل يرتدي زيا عسكريا يقود شاحنة مليئة بالاطارات الجديدة اضافة الى مولد كهرباء ويخرج بها من المدينة.
وانتشرت الدمى المخصصة لعرض الملابس على ارصفة الشوارع لتبدو كالجثث امام احد المتاجر، وكذلك تناثرت الملابس والصناديق.
وسيحتاج اصلاح الاضرار التي تسبب بها القتال والذي نجمت عنه العديد من الحرائق والانفجارات، الى اشهر ان لم يكن اعوام. ويتفاوت مستوى الدمار حيث بقيت بعض البنايات سليمة وتضررت بنايات اخرى ببعض الرصاصات، بينما اصيبت اخرى باضرار جسيمة.
واصيب مجمع قصور الرئيس العراقي السابق الواقع في الجزء الشرقي من المدينة، باضرار جسيمة، ولحق الضرر بعدد من القصور جراء القصف والغارات الجوية.
ويشاهد حطام السيارات تحت جسر يمتد من مجمع القصور عبر نهر دجلة، حيث ترك قصف لتنظيم الدولة الاسلامية فجوة كبيرة في الجسر جعلته غير صالح للاستخدام.
وقال مسؤول من مكتب حاكم المدينة ان فرق البلدية تعمل حاليا في بعض الاحياء حيث تقوم بازالة الانقاض واستعادة الكهرباء، الا ان القنابل التي تركها المسلحون المتشددون تشكل عائقا امام مثل هذه الجهود.
وصرح اللواء عبد الوهاب السعدي انه يريد ان تتولى الشرطة المحلية والمقاتلون المتطوعون مسؤولية الامن داخل تكريت.
ولكن في الوقت الحالي يسيطر على وسط المدينة خليط من قوات الشرطة العراقية والمسلحين المتطوعين.
الا ان سكان تكريت السنة لا يستسيغون المسلحين المتطوعين.
كما توجد توترات بين مختلف القوى حيث ينتقد المسلحون المتطوعون الجيش الذي بدوره ينظر اليهم بعين من الشك، بينما تقول الشرطة ان الاخرين يستأثرون بالثناء بينما هم اصحاب الفضل في النصر.
وقال احد رجال الشرطة العراقية "هم خارج المدينة يتحدثون الى وسائل الاعلام بينما نحن نقاتل".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم