الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

لئلّا تتحوّل دور الحضانة إلى توابيت لأطفالنا!

المصدر: "النهار"
لئلّا تتحوّل دور الحضانة إلى توابيت لأطفالنا!
لئلّا تتحوّل دور الحضانة إلى توابيت لأطفالنا!
A+ A-

مطلع الأسبوع الماضي، فُجع الرأي العام اللبناني بخبر وفاة الطفل إيليو سلوم، ابن الثلاثة أشهر، في حضانة Clarinette et Zoe التابعة لدير سيّدة الصخور لراهبات اللعازريّة في عجلتون. وقبله بأسبوع توفيت الطفلة جنى في حضانة في حيّ السلم ببيروت. حادثتان أعادتا تسليط الضوء على واقع دور الحضانة في لبنان، التي تؤوي الأطفال وتحضنهم في سني عمرهم الأولى.


أهل الأطفال الضحايا
والدة جنى لا تصدّق الفاجعة التي حلّت عليها، وتشكّك في حديث لـ"النهار" بالتقارير الأربعة التي أصدرها الأطباء الشرعيون، نظراً إلى التناقض فيها، فالأول تحدث عن نزيف في الرأس، والثاني عن انفجار في الدماغ، والثالث عن غصة والرابع عن مرض في الرئتين والكلى. فالطفلة وصلت إلى مستشفى السان تيريز في الحدت، بعدما مرّت نصف ساعة على وفاتها. فيما تؤكّد أن ابنتها كانت في صحّة جيّدة متهمة زوجها بقبض المال للسكوت وعدم رفع دعوى، وهو ما ينفيه الوالد معتبراً أن الحادثة قضاء وقدر وأنه ليس هو من يتاجر بدماء ابنته.


في المقابل، رفض كريستيان، والد الطفل إيليو الحديث، معتبراً أن شيئاً لا يردّ حق ابنه الذي توفي في الحضانة بعدما عانى من شرقة نتيجة دخول الطعام إلى ممرّ الهواء، فنقل إلى طوارئ مستشفى السان جورج في عجلتون لإخضاعه للإسعافات الأولية وإنقاذه، لكنّه توفّي بعد نحو الساعتين، وتبيّن من صورة السكانر وجود كمية من الطعام داخل رئتيه.


أمام النيابة العامّة
في المقابل، أكّد مصدر أمني لـ"النهار" أن الملفين أحيلا على النيابة العامّة في بعبدا، وأقفلت الداران بقرار صادر عن وزير الصحة العامّة وائل أبو فاعور، فيما أوقفت المسؤولة عن الأطفال في الحضانة.


كما أشار مدير عام وزارة الصحّة العامة الدكتور وليد عمّار لـ"النهار" إلى أن الوزارة فتحت هذا الملف منذ سنتين نظراً إلى أهمّيته، وأجرت كشفاً على كلّ دور الحضانة في لبنان، وأصدرت لائحة بدور الحضانة المرخّصة فيما عملت مع تلك غير المرخّصة لتستوفي الشروط الصحيّة والسلامة العامة وتالياً الحصول على رخصة، ومن لم تلتزم أو تتحسّن فقد أقفلت.


وتابع عمّار: "اليوم هناك دور حضانة لا تعلم الوزارة بها وهي غير مرخّصة، تلك الموجودة في الضاحية تقع خلف تلّة رمل، لا يمكن العثور عليها بسهولة، أما الحضانة الموجودة في عجلتون فتقع داخل دير. وهنا يبرز دور البلديات ومسؤولياتها في الكشف والمراقبة على كلّ ما يشيّد ضمن نطاقها". ودعا عمّار الأهالي سؤال الحضانة عن الرخصة الخاصّة بها، والتأكّد من التزامها بشروط السلامة العامّة، ووجود ممرضة فيها، قبل تسجيل أولادهم، خصوصاً أن الحوادث لا تحصل سوى في الدور غير المرخصّة.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم