مفاوضات لوزان تراوح مكانها وطهران منفتحة لتجزئة العقوبات

لا تزال المفاوضات النووية بين ايران والمجموعة الدولية تراوح في دائرة البنود الخلافية الاساسية ذاتها ، ولم تحرز اي تقدم على رغم طرح أفكار جديدة للخروج من مأزق آلية رفع العقوبات الدولية، وآخرها طرح ناقشه المفاوضون أمس يقضي بتجزئة رفع عقوبات الامم المتحدة في تواريخ محددة، وهو أمر لم ترفضه ايران، بل لطالما كانت تطالب به. لكنه ارتطم مجدداً بموقف غربي مبدئي يشترط ربطه بآلية لإعادة فرض العقوبات اذا "أخلّت ايران بالتزاماتها"، ومجدداً كان الرفض الايراني جاهزا، وعليه استعاد وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف جملته الشهيرة بأن "الغرب لا يملك الإرادة السياسية لحل الأزمة النووية".

واذا لم تتمكن الليلة البيضاء الثانية من تحقيق اختراق جدي، فإن المخرج الأوفر حظا بيان مشترك يصدر اليوم في لوزان ويتضمن عناوين عريضة لما تم التفاهم عليه ويمهد الطريق للأشهر الثلاثة المتبقية من فترة تمديد المفاوضات الذي اتفق عليه في فيينا العام المضي.
وأعلن كبير المفاوضين الايرانيين عباس عراقجي عن البدء بتدوين الحلول. وقال ان وزراء الخارجية لمجموعة الدول الست 5+1 و ايران سيصدرون بيانا صحافيا مشتركا في ختام اجتماعهم الاربعاء (امس)، مضيفا أن نص البيان المشترك يتضمن بعض الوثائق العملية بين الجانبين، وأكد ان طهران ترفض أي اتفاق نووي لا يتضمن إلغاء الحظر.
وحدد عراقجي معالم الموقف الايراني من النقاط الخلافية، قائلا إن البرنامج النووي في شأن أجهزة الطرد المركزي المتطورة لا بد أن يستمر، وذلك في اشارة واضحة الى اصرار ايران على الحفاظ على استمرارية ابحاثها العلمية من اجل تطوير برنامجها النووي. وبالنسبة الى العقوبات، كرر انه لن يكون هناك اتفاق لا یتضمن الغاء الحظر و"لا بد من الغاء جمیع العقوبات". لكنه أبدى في نحو غير مباشر استعداد ايران للقبول بتجزئة رفع العقوبات وربما التخلي عن رفعها تماما، اذ قال "ان ابعاد العقوبات واسعة جدا من حیث الكمیة والنوعیة، کما ان مواضیع العقوبات متنوعة جدا ولها مصادر متعددة لا بد من تفكيكها بعضها عن البعض، لكننا مصرون علی الغاء جمیع العقوبات الاقتصادیة والمالیة والنفطیة والمصرفیة منذ الخطوة الاولی للاتفاق". ويتقاطع هذا الكلام مع طرح وسط قُدم في جولات سابقة يقضي برفع العقوبات ذات الطابع الاقتصادي والمالي والتجاري وابقاء الحظر على تصدير الاسلحة والمعدات التي يمكن ان تستخدمها ايران في مشروعها النووي.

باريس وواشنطن
وفيما أُعلن في باريس عن عودة وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الى لوزان بعدما غادرها فجرا، قال وزير الخارجية الالماني فرانك - فالتر شتاينماير إن المفاوضات ستستمر طوال الليل وربما نهار اليوم الخميس. وتحدث عن وجود مقترحات وتوصيات جديدة ستناقش الليلة، لكنه شدد على أنه لا يتكهن بما اذا كان ذلك كافيا للتوصل الى اتفاق، وحذر من أن المحادثات قد تنهار، محملا ايران المسؤولية في ذلك."فالكرة الآن في ملعب إيران لتقديم اقتراحات جديدة في هذه المرحلة في ظل تقدم القوى الست بالكثير من الأفكار".
وفي واشنطن، صرحت نائبة الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية ماري هارف: "نواصل احراز تقدم، لكننا لم نتوصل الى تفاهم سياسي، لذلك فان الوزير كيري سيبقى في لوزان حتى صباح الخميس على اقل تقدير لمواصلة المفاوضات".

إسرائيل
وفي اسرائيل، صرح رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس مجلس النواب الاميركي جون بوينر في القدس: "التنازلات المقدمة الى ايران في لوزان تضمن اتفاقا سيئا سيعرض اسرائيل والشرق الاوسط والسلام في العالم للخطر". واضاف: "الآن حان الوقت لان يصر المجتمع الدولي على اتفاق افضل".
ومن جهة اخرى، قالت وزارة الدفاع الإسرائيلية إن نظاما للدفاع الصاروخي يجري تطويره بمشاركة الولايات المتحدة نجح في اختبارات متقدمة مما يضعه على مسار استخدامه ميدانيا بحلول السنة المقبلة. وقالت مصادر دفاعية ان الاختبارات أجريت على نظام "مقلاع داود" الصاروخي الاسبوع الماضي والثلثاء.
وصمم هذا النظام الصاروخي لإسقاط الصواريخ التي يراوح مداها بين مئة كيلومتر و200 كيلومتر أو الطائرات أو صواريخ "كروز" التي تحلق على ارتفاع مخفوض. وبذلك يسد النظام الجديد الفجوة بين نظام "القبة الحديد" لاعتراض الصواريخ القصيرة المدى ونظام "آرو" لاعتراض الصواريخ البعيدة المدى وهما نظامان تستخدمهما إسرائيل حاليا.