الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

تخوف من "إمارة" في ادلب...والحكومة السورية الموقتة لـ"النهار": نريد عاصفة حزم

المصدر: "النهار"
محمد نمر
تخوف من "إمارة" في ادلب...والحكومة السورية الموقتة لـ"النهار": نريد عاصفة حزم
تخوف من "إمارة" في ادلب...والحكومة السورية الموقتة لـ"النهار": نريد عاصفة حزم
A+ A-

ماذا بعد تحرير إدلب؟ سؤال يشغل الرأي العام السوري والدولي، خصوصاً بعد تجربة تحرير الرقة التي خطفها تنظيم "الدولة الاسلامية" من المعارضة وضمها إلى خلافته الارهابية. ويسعى الائتلاف السوري المعارض إلى نقل الحكومة الموقتة إلى ادلب بهدف ادارتها لكن عقبتين تقفان بوجه هذا المشروع، الأولى تتمثل في هوية الفصائل التي حررت ادلب وغالبيتها إسلامية متشددة ومن بينها "جبهة النصرة"، والثانية تأمين حماية الحكومة ومقراتها من قصف النظام السوري في حال تقرر نقلها إلى الداخل.


وتحدثت "النهار" الى رئيس الحكومة الموقتة التابعة للائتلاف أحمد طعمة الذي أكد أن "مهمة الحكومة الأساسية تقديم الخدمة للناس، وما يهمنا ألا يتم عرقلة عملنا، وفي حال حققنا هذه الخطوة واستطعنا أن نمارس أعمالنا عبر مديريات الاغاثة والصحة والتربية فسيكون انجازاً مهماً ننتقل بعده إلى مرحلة نقل نقل مقرات الحكومة إلى الداخل".



توافق مع الفصائل
نقل مقرات الحكومة إلى الداخل يحتاج إلى أمرين "توافق مع الفصائل داخل ادلب ومساعدة دولية لحماية الحكومة"، وفق ما قال طعمة. لكن يبدو أنهما أمران صعبا المنال، ففي الحاجة الأولى سارع عضو الهيئة الشرعية في "جيش الفتح" السعودي عبد الله المحيسني إلى القول في تغريدات عبر "تويتر": "لاصحة لدخول الائتلاف إلى مدينة إدلب وإدارة مناطقها! دخل إدلب رجال سالت دماؤهم على ثراها وسيحكمونها بشرع الله ويديرون أمورها هكذا عاهدوا الله".
لكن طعمة يشدد على أن "الحكومة على علاقة ممتازة مع كل الفصائل في إدلب، وليس صحيحاً أن "جبهة النصرة" رفضت دخولنا، بل أحد القياديين أعطى تصريحا في هذا الاتجاه (الرفض) وليست مشكلة ان يبدي أي انسان رأيه، فنحن لاحظنا خلال عملنا أنه لم يتعرض لنا أي من الفصائل التي تمثل جيش الفتح حالياً كما أن جبهة النصرة لم تتعرض لقوافلنا الاغاثية ولا اعمالنا التربوية أو الصحية. انه شخص تحدث عن وجهة نظره ولم يصدر أي بيان عام في هذا الصدد، ولم يقل لنا أي أحد أنه ممنوع علينا الدخول، بل بالعكس فان المجالس المحلية وكتائب وفصائل ومواطنين وقوى ثورية على الارض، جميعها تريد ان تقدم الحكومة خدماتها للناس".



هنانو وادلب "اسلامية"؟
ومن أكثر المؤشرات التي شغلت الرأي العام السوري وأثارت فيه الخوف من "ادلب امارة اسلامية" هو تدمير تمثال المناضل السوري ابرهيم هنانو، إذ اعتبر البعض أن المقاتلين دمروه بالخطأ ظناً منهم انه تمثال حافظ الأسد، فيما أكد آخرون أن تدمير التمثال يعود إلى عقيدة اسلامية متشددة ترفض وجود التماثيل، وهي مشابهة لـ"داعش" التي دمرت متحف الموصل. ويعلق طعمة على هذا الأمر بالقول: "هناك احتمالان فقد يكون الأمر حصل بالخطأ لاعتقادهم أن التمثال للأسد، والاحتمال الثاني أن يكون ذلك حصل نتيجة وجود مجموعة من الاشخاص المتشددين، خصوصاً انه معروف ان هناك لوحة أسفل التمثال عليها اسم صاحبه"، معتبراً أن "هذا أمر محزن جداً ويعطي فكرة سلبية في المستقبل، لأن هنانو رفع شعلة الحرية في مواجهة كل قوة تريد إجبارنا على العبودية، ونناشد المجتمع الدولي من أجل التعاون لادارة ادلب، حتى لا يحصل كما حصل في الرقة"، وشدد على أن "تأخر المجتمع الدولي عن دعمنا لادارة الرقة في ذلك الوقت أتاح الفرصة لقوى التشدد ان تتسلل إلى الميدنة وتحكمها وتذوق الناس الويلات".



وسارعت "حركة أحرار الشام" و"جبهة النصرة" إلى نفي النية بتشكيل إمارة في إدلب، لكن الأخيرة عبر تسجيل لأميرها أبو محمد الجولاني انتقدت بطريقة غير مباشرة الائتلاف السوري، حينما قال أن "السعي خلف الغرب هو سعي خلف السراب، ووصفهم من دون أن يسميهم بـ"عملاء الغرب". وقال: "نؤكد عدم حرصنا على حكم المدينة، بل ان تكون بأيد امينة، يحكمون بشرع الله ويبسطون الشورى، ونشير الى ضرورة الحفاظ على الممتلكات والمرافق العامة وعودة الموظفين الى اعمالهم والاستفادة من الكوادر داخل المدينة وان تشكل لجنة اشراف تلبّي احتياجات الناس والاسراع في انشاء محكمة شرعية بين الناس". وهو كلام لا يوحي بموافقة على دخول الحكومة إلى ادلب.
هل تتخوفون من إدلب اسلامية متشددة؟ يجيب طعمة: "ليست كل الفصائل في ادلب متشددة، بل هناك من يقبل بالمشروع الوطني الديموقراطي، ونحن وشعارنا الدولة المدنية الديمقراطية التعددية وهناك فصائل عدة تقبل بهذا الطرح، وعلى المجتمع الدولي ان يدعمنا لتحقيق المشروع وإلا فالبتأكيد هذه المحافظة ستصبح كمثيلاتها".



مساعدة دولية
الحاجة الثانية ترتبط بحماية الحكومة من قصف النظام، ما يعني فرض منطقة حظر جوي أو دعم المعارضة السوري بالمضادات الجوية، ويراهن البعض على حماية تركية للحكومة في ادلب، لكن طعمة ينفي تطرق تركيا إلى هذا الامر، لكنه يذكر بأن "الحكومة الموقتة مقرها في غازي عنتاب التركية والأتراك متحمسون لمنطقة آمنة، فمنذ نحو سبعة اشهر طرحوا انشاء منطقة آمنة على طول الحدود السورية - التركية بعرض 48 كلم، وأن تنتقل الحكومة إليها لادارتها بالتماس مع الاخوة السوريين، وندعم هذه الفكرة ونطالب المجتمع الدولي بمساعدة تركيا لتنفيذ هذا المخطط"، لكنه يشدد على أن "وجود الحكومة في ادلب تعني الحاجة إلى منع النظام من قصفه المواطنين والمقرات بالبراميل المتفجرة الشيطانية، وغير ذلك فنحن قادرون على تمل كل الصعاب".



عاصفة حزم في سوريا
ويعتبر طعمة أن "مقدار الألم والحسرة التي وقعنا فيها في الفترة الأخيرة، خصوصاً بعدما طوقنا الخنجر الايراني شمالاً وجنوباً وأصبحنا في وضع حرج، وصلنا إل النقطة التي ينبغي فيها أن يتخذ قرار شجاع، واتخذ في اليمن هذا القرار عبر "عاصفة الحزم" لكسر هذا الطوق الايراني"، مشيراً إلى أن "الاثر الارتدادي وارتفاع المعنويات بعد الاعلان عن "عاصفة الحزم" كان لها اثر جيّد في ادلب وانهيار النظام خلال ايام، فضلاً عن تكاتف القوى المقاتلة التي حررت المدينة". ودعا إلى "عاصفة حزم في سوريا، لأن المجتمع الدولي لن يساعدنا بما يكفي إذا لم يقف العرب معنا... منذ اربع سنوات كانت غضبة شعوب واليوم غضبة زعماء".



[email protected]
Twitter: @Mohamad_nimer


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم