اشترِك في نشرتنا الإخبارية
وانطوى "عهد" بوجي... فليفل أميناً عاماً لمجلس الوزراء
عيّن مجلس الوزراء خلال جلسته التي انعقدت قبل ظهر اليوم في السرايا الحكومية، محافظ جبل لبنان فؤاد فيلفل أمينًا عامًّا لمجلس الوزراء خلفًا للقاضي سهيل بوجي الذي يُحال الى التقاعد خلال 26 الجاري، لبلوغه السنّ القانونية.
انطلاقًا من المفاجأة التي شكّلها هذا الخبر للجميع، تواصلت النهار "مع فليفل نفسه للوقوف على رأيه في هذا الإطار، فبدا متفاجئًا شأنه شأن كلّ من سمع خبر التعيين، فهو لم يكن في جوّ ما بلغه فجأة، "عيّنوك أمينًا عامًا لمجلس الوزراء"! سمع الخبر كغيره في وسائل الإعلام، وفجأة انهمرت اتصالات المهنئين، من الأصدقاء والأقرباء، والمعارف، الى المدراء والموظفين في محافظة في جبل لبنان، حيث كان يداوم.
يقول فليفل لـ "النهار" صدقني، لم أكن أعلم أن مجلس الوزراء بهذا الوارد أصلاً، حتى إنّني لم أكن قد فكّرت من قبل ببلوغ هذا المنصب. ولذلك فوجئت تمامًا عندما سمعت في الإعلام بالأمر، بالطريقة التي علم من خلالها كل اللبنانيين والمتابعين للأمر، لكنني طبعاً سعيد جدًّا بهذه الثقة التي منحت لي مجدّدًا، واسمح لي بألا أتكلم أكثر من ذلك عن هذا الامر، لأنني فعلاً تفاجأت به، وبالتالي لم أكن قد حضّرت نفسي له من قبل.
نسأل فليفل: "هل يعني ذلك أنك لو سئلت مسبقاً عن رأيك بالأمر لفضّلت البقاء في منصب محافظ جبل لبنان على المنصب الجديد؟ يقول:"طبعًا لا، فأنا أعتبر نفسي مثل العسكري في خدمته، أينما وضع عليه أن يلبّي نداء الواجب، وأنا كذلك أينما كنت سيكون المهم بالنسبة لي هو خدمة بلدي، والمصلحة العامة هي الأساس في أيّ مكان كنت".
قفزة نوعية؟
وهل تعد اللبنانيين بأنك ستقدّم جديدًا على المستويات الإدارية والنظم القانونية في الأمانة العامة لمجلس الوزراء بعد ان تتبوّأ منصبك الجديد؟ يجيب: "طبعاً أتمنى ان تكون هناك قفزة نوعية خلال عهدي، لكن الامانة العامة الحالية قدمت أعمالاً رائعة ولافتة من حيث التقنية والادارة والقانون حتى الآن، وما أعد به اللبنانيين هو أنني سأتابع هذه المسيرة وأسير بهذا النمط من العمل الاداري المتقدّم والدقيق من خلال التعاون مع جميع الوزراء والإدارات المعنية، ومن خلال خبرتي في العمل الإدراي، فإنني أعتبر ان الأهم هو إراحة اللبنانيين، وعلى هذا الاساس سأعمل".
"عهد" البوجي
وبعد إتمام الحكومة عملية تعيين موظف أصيل في منصب الأمين العام لمجلس الوزراء، الذي انتدب اليه القاضي سهيل بوجي من مجلس شورى الدولة، في تسعينات القرن الماضي، وهو الذي أثار الكثير من السجالات السياسية والقانونية بشأن قانونية بقائه، بعدما تخطّى مدة انتدابه القانونية المحدّدة بست سنوات فقط، وبغض النظر عن عمر بوجي وعن تاريخ بلوغه السن القانونية، فإن الاستهداف السياسي للرجل الذي تمكّن من الحفاظ على منصبه هذا لأكثر من عقدين من الزمن رغم كل الانتقادات التي طالته، ترك انطباعًا أن هذا المنصب على قدر كبير من الأهمية التي تجعل زعماء سياسيين ورؤساء كتل نيابية ووزارية يهاجمونه ويطالبون بإقالته، فما هو العمل الحقيقي المنوط بالأمين العام لمجلس الوزراء؟
سؤال وجهته "النهار" الى المرجع الدستوري الاستاذ حسن الرفاعي، الذي قال ان ليس هناك في الدستور من تسمية للأمين العام لمجلس الوزراء. فهو موظف عادي، مثل كاتب، يتولى تدوين محاضر جلسات الحكومة، ويساعد في مكتب رئيس الوزارة، في تهيئة جدول الاعمال والمراسلات وما الى ذلك، على ان تكون كل خطواته الادراية تحت إشراف رئيس الحكومة.
يضيف الرفاعي: "سهيل بوجي كان يجب ان يترك المنصب منذ سنوات، لأنه كان منتدبًا من مجلس الشورى الى الامانة العامة لمجلس الوزراء، لمدة ستّ سنوات، لكن حُماته أطالوا المدة كثيرا، وأكثر مما يجوز دستورياً، رغم ما نسب إليه من انه قام بتزوير محاضر مجلس الوزراء والتي عرضت في حينه على شاشات التلفزة".
وقال الرفاعي: "ان بوجي لطالما تجاوز حدود صلاحياته كموظف، ولذلك فأنا اعتبر ان الرئيس تمام سلام السياسي العريق، ابن البيت السياسي العتيق، أحسن الفعل عندما أحاله الى التقاعد، وعيّن بديلاً عنه، وهو بذلك طبق القانون في حين ان آخرين كانوا يفتّشون عن صيغة معيّنة إما للتمديد له، او للتعاقد معه من جديد".
وأكد الرفاعي ان الانتداب اصلاً لا يجوز، وأن مدة الست سنوات انتهت عمليًّا منذ نحو 17 عاماً، لكن الحماية السياسية منعت صرف بوجي من الخدمة طوال هذه المدة، وبقي حتى سنّ الـ 68 عامًا، بينما يحال الموظف الى التقاعد في سنّ الـ 64 سنة، وبالتالي على الدولة ان تستردّ منه المبالغ والفروقات التي تقاضاها، منذ ان انتهت مدة انتدابه لستّ سنوات وحتى تاريخه. علما انني كنت توجّهت بكتاب مفتوح عبر "النهار" الى رئيس الوزراء ووزير العدل في حينه شكيب قرطباوي، ذكرت فيه ان بوجي تجاوز مدته، وانه ينبغي اعتباره مصروفًا من منصبه، وأجابني قرطباوي في حينه ان ثمّة مداخلات سياسية تبقيه في موقعه".
سيرة ذاتية
بالعودة الى السيرة الذاتية والخبراتية للأمين العام الجديد لمجلس الوزراء يتبيّن الآتي:
فؤاد احمد فليفل، من مواليد العام 1955، رأس النبع، بيروت، متأهل من السيدة ليلى جباضو، وله ثلاثة أولاد هم: ليال، أحمد ومحمد.
تلقّى علومه، في مدارس المقاصد في بيروت. وتخرّج من كلية الهندسة الزراعية في جامعة الإسكندرية في مصر عام 1980، ويحمل شهادة بكالوريوس في الهندسة الزراعية. نال شهادة الماجستير في تغذية الدواجن عام 1983 من الجامعة الأميركية في بيروت.
تنكّب مناصب إدارية في وزارات الزراعة والاقتصاد والداخلية.
في وزارة الاقتصاد تقلّب في 4 مراكز هي مدير عام بالإنابة، ومدير حماية المستهلك، ورئيس مكتب مقاطعة إسرائيل، ورئيس مسار كمبرلي.
وعيّن في الثاني من أيار 2014 محافظًا أصيلاً لجبل لبنان.
