الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

البطريرك ساكو لـ"النهار": نحن محبطون وخائفون...سنعيّد في الخيمة

المصدر: "النهار"
ف. ع.
البطريرك ساكو لـ"النهار": نحن محبطون وخائفون...سنعيّد في الخيمة
البطريرك ساكو لـ"النهار": نحن محبطون وخائفون...سنعيّد في الخيمة
A+ A-

لا شك في أن عملية تحرير تكريت وعملية ضرب التمرد الحوثي في اليمن يحتلان حيزاً كبيراً في الاعلام العربي والدولي، الا ان هناك معاناة يجب ان لا يغفل عنها الضميران العربي والدولي، وهي آلام المسيحيين المهجرين من أرضهم وبيوتهم في الموصل. في الظاهر، تبدو إعادة المسيحيين الى أراضيهم على جدول أعمال الغرب لكنها ليست أولوية، ولا شيء يؤكد ان التحرك الفرنسي في مجلس الأمن الدولي لحماية الأقليات سيأتي بنتائج عملية. بطريرك الكلدان مار روفائيل لويس ساكو يتحدث لـ"النهار" بحزن كبير عن أوضاع المهجرين من الموصل خصوصاً، وعن أوضاع المسيحيين عموماً في زمن الصوم المبارك. ولعلّ المسيحيين في هذه البقعة يشاركون المسيح مسيرة درب الجلجلة التي سلكها منذ ألفي سنة كي يخلّص شعبه في هذا الشرق، لكن هل ستتكلل دربهم بالقيامة المجيدة وتنتهي الآلام التي يعيشونها في العراق.



محبطون وخائفون
يقول ساكو :"لا أعلم ماذا اقول عن أوضاع المهجرين ولاسيما المسيحيين منهم ، مأساة كبرى يعيشها أهلنا الذين اقتلعوا من أراضيهم، وباتوا يعيشون في الخيّم ومن مساعدات المجتمع الدولي بعدما كانوا يزرعون أراضيهم ويأكلون من خيراتها". يصمت قليلاً قبل أن يستجمع كلمات تصف واقع الاحباط الموجود في الشارع الموصلي المهجر: " نحن محبطون وخائفون، فالأحداث المستجدة في اليمن ستنعكس سلباً على عودتنا الى قرانا في الموصل وخصوصاً ان عملية التحرير لا زالت في بداياتها وتتطلب الكثير من الوقت. كما أن الأوضاع المستجدة في العراق والصراع السني - الشيعي ستكون لها آثارها السلبية ليس على المسلمين فقط بل على الأقليات أيضاً، وتحجب كل هذه الضبابية رؤية اي حل قريب يلوح في الأفق...شعبنا الذي كان يرفع الصلاة في كنائس الموصل وساحاتها لا يملك اليوم سوى الرجاء بالرب لأن العالم كله خذلهم ولم يبق سواه هو القادر على كل شيء".



مجلس الأمن متفهم ولموقف لبنان يشرفنا
الوضع الضبابي الذي يتخبط فيه المسيحيون في العراق، حمله معه البطريرك ساكو الى مجلس الأمن الدولي الاسبوع الماضي حيث دعا المجتمع الدولي للحفاظ على الارث الثقافي والاجتماعي المسيحي في الشرق وعدم تشجيعه على الهجرة. وقال: "حملتُ هموم شعبي الى مجلس الأمن الذي أبدى تفهماً كبيراً لأوضاع المسيحيين في العراق والشرق وجدد تضامنه مع المعاناة التي يعيشونها بسبب الارهاب، وقدمتُ لهم حلولاً لهذه الآلام تبدأ ببناء دولة مدنية تقف على مسافة واحدة من الجميع وتكون المواطنة هي أساسها، اضافة الى حماية الأقليات والحفاظ على تاريخها لا إبادته كما يفعل "داعش".
أما الايجابية التي أبداها الأميركيون والفرنسيون حيال ما تعانيه الأقليات، فلا يعرف بعد كيف يمكن أن تعيد المسيحيين الى ديارهم وتمنع اضطهادهم وتدفيعهم أثمان الصراعات الاقليمية والدولية في المنطقة.


الفاتيكان حاضر
 ساكو يشدد على دور الفاتيكان ووقفة البابا فرنسيس التضامنية مع الموصليين، "البابا أرسل الكاردينال فرناندو فيلوني مرة جديدة الى العراق حيث جلنا معه على المسؤولين في بغداد وسنتوجه معه الى اربيل لنحتفل مع المهجرين بعيد الفصح المجيد في الخيم التي يعيشون فيها في محاولة لدعم صمودهم وإعطائهم جرعة رجاء بالقيامة القريبة".


لا خلاص الا بوحدة المسيحيين
"اذا أراد المسيحيون ان يصلوا الى الخلاص في هذا الشرق فعليهم ان يتحدوا"، بهذه الجملة اختصر ساكو خريطة الطريق التي يجب ان يسلكها المسيحيون. وقال: "نحن المسيحيين في هذا الشرق، علينا ان نتحد ونعتمد على أنفسنا فقط وليس على الخارج لأن لديه مصالحه الخاصة، وعلينا ان نتحاور مع المسلمين وان نعيش معهم في السراء والضراء، وكل ذلك في سبيل خلاصنا، وفي هذه السنة أعلن البابا فرنسيس سنة الرحمة والغفران وأنا بدوري أدعو اخوتي المسلمين الى اعلان تبني هذا الشعار بعيداً من الارهاب والظلم والقتل لمنع وقوع الطوفان في المنطقة". ودعا المجتمع الدولي والجامعة العربية والمؤتمر الاسلامي الى منع وصول "التسونامي الى العراق لأن نتائجه ستكون وخيمة وسيدمر الحجر والبشر"، معتبراً ان "ما حصل في فرنسا وتونس ليس الا البداية".
ووجه البطريرك ساكو عبر "النهار" رسالة معايدة الى المسيحيين في العراق، قائلاً: " اصمدوا ونحن الى جانبكم ولا تنسوا تضحيات أجدادكم الذين سقطوا في هذه الأرض المقدسة كي يحافظوا عليها، نحن وُلدنا في العراق وقدمنا مئات آلاف الشهداء كي نبقى وسنبقى مهما كان الثمن ومستعدون للشهادة".


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم