أكلتوا الضرب مش الضبط!

خرجت جاكلين الى الشرفة صباح اليوم لتتفقد الشارع والطقس بعد ليل ماطر، واذ بها تتفاجأ بأوراق صفر على سيارات الحي بأكمله، وبدأت تسأل "ليش أكلت ضبط صافة بموقف البناية؟!"، تفكر حيناً وتعود لتسأل نفسها "ليش اليوم ببلش تطبيق قانون السير الجديد؟"... استعجلت وارتدت ملابسها ونزلت للشارع لتتفقد تلك الورقة الصفراء التي وضعت على الزجاج الأمامي للسيارة، وسيارات المنطقة بكاملها. أفكار كثيرة دارت في رأس جاكلين، تساءلت "أين سيركن أبناء حيّنا (الكائن ما بين منطقتي برج حمود والدورة)، فالشوارع بأكملها مزروعة بالـPark meter؟".
وصلت جاكلين الى حيث ركنت سيارتها مساء امس الى جانب حفرة كبيرة بالطريق،وقرأت من بعيد "محضر ضبط"... وعند الاقتراب اكتشفت أن الورقة ليست الا بطاقة توعية، كانت وراءها منظمة "سكر الدكانة" في يوم الكذب العالمي.. انه الأول من نيسان!
تهدف "سكر الدكانة" الى نشر الوعي في المجتمع اللبناني، ففي محضر الضبط الذي وضع على عدد كبير من السيارات في معظم المناطق اللبنانية، كتب "1000 قتيل و10 ألف جريح سنوياً بسبب حوادث السير الناتجة عن فساد مؤسسات الدولة".
أكثر من 120 ألف محضر "توعية" لصقت على السيارات في معظم المناطق االلبنانية: بيروت الكبرى، المتن، كسروان، زحلة، طرابلس، زغرتا، النبطية وصيدا... وذلك بفضل أكثر من 110 من المتطوعين في الجمعية من الثالثة فجراً حتى الخامسة، وفق ما شرحت نيكول، أحد عناصر فريق "سكر الدكانة".
وأوضحت في حديث مع "النهار" أن هذه الحملة أطلقت في الأول من نيسان، يوم الكذب العالمي، بهدف توعية اللبنانيين وتوجيه رسالة الى الدولة اللبنانية في شأن قانون السير الجديد الذي سيبدأ تطبيقه في 15 الشهر الجاري، مؤكدة أن "هذه الحملة توعوية تهدف الى تسليط الضوء على أهمية قانون السير الجديد وضرورة تطبيقه وذلك بهدف تأمين سلامة المواطنين بعد سنة كارثية على مستوى عدد القتلى والجرحى بسبب حوادث السير".
وأكدت أن "الحملة لا تستهدف فقط فكرة تطبيق القانون عبر تسطير محاضر ضبط بل هناك الكثير من القضايا التي يجب معالجتها كالطرق والانارة... وغيرها من الأمور التي تؤمن السلامة المرورية".
وقالت: " كجمعية ضد الفساد نحارب الفساد الموجود في ما يتعلق بالسلامة المرورية، ان من جهة السلطات اللبنانية أو المواطنين"، مشددة على أن "الحملة هدفها أيضا التأكيد على ضرورة تطبيق القانون من دون أي تلكؤ وأن لا نعيد سيناريو القوانين السابقة، مثل قانون منع التدخين في الأماكن العامة المغلقة الذي توقف تطبيقه".
وختمت نيكول : "رأينا أنه من المناسب اطلاق الحملة في الأول من نيسان والذي يصادف يوم الكذب العالمي آملين أن لا يكون تطبيق كذبة من الدولة".... "تعيشو وتاكلو غيرها"!