الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

ليل نـووي في لوزان تجاوز المهلة المحددة وترجيح بيان شامل لمفاوضات جديدة

موسى عاصي
ليل نـووي في لوزان تجاوز المهلة المحددة وترجيح بيان شامل لمفاوضات جديدة
ليل نـووي في لوزان تجاوز المهلة المحددة وترجيح بيان شامل لمفاوضات جديدة
A+ A-

حتى ساعة متقدمة من ليل أمس كانت المفاوضات النووية في لوزان بين ايران والمجموعة الدولية 5+1 لا تزال بلا نتيجة حاسمة، وسط تأكيدات من واشنطن وطهران لعدم التزام المهلة المحددة للخروج باتفاق سياسي والاعلان عن البقاء ساعات ليلاً وربما اليوم الاربعاء في فندق "بوريفاج" توصلاً الى نتيجة ولو بالحد الأدنى.


وامتدت جلسات التفاوض الثلثاء طوال النهار واحيانا كانت الاستراحة بين الجلسة والأخرى لا تتجاوز الدقائق. وأفادت مصادر المفاوضين إن النقاش تركز مجدداً على آلية رفع العقوبات عن ايران من غير أن يحرز تقدم يذكر في ظل رفض طهران كل العروض الغربية التي لم تصل بعد الى مستوى الطموح الايراني برفعها كاملة بقرار يصدر عن مجلس الامن ويلغي القرارات السابقة ولا سيما منها تلك التي صدرت تحت الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة.
وعلم ان واشنطن وباريس توزعتا الادوار بالنسبة الى النقاط العالقة، فالجانب الاميركي كان الاكثر اصراراً على رفض رفع العقوبات الدولية، إذ انه يرى أن رفع الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة عقوباتهما وتعليق عقوبات مجلس الامن كافيان في المرحلة الحالية وان في امكان ايران ان تعود الى الساحة الاقتصادية الدولية "الى أن تأتي مرحلة التأكد من أنها تفي بالتزاماتها في ما يتعلق بسلمية برنامجها النووي وعندها ترفع العقوبات الدولية كاملة". أما الجانب الفرنسي فتولى الضغط من جهة تقنية تتعلق بفترة تطبيق الاتفاق التي يريدها أن تصل الى 25 سنة، وتمسك بالموقف المتشدد من مسألة البحث والتطوير النووي التي يتفق الغرب على وقفهما طوال فترة تطبيق الاتفاق.
وفي المقابل، لم يتزحزح الجانب الايراني عن مطلب رفع العقوبات الدولية ورفض مناقشة اي مسودة لأي اتفاق من أي نوع كان ما لم يتضمن نصاً واضحاً على الرفع الكامل للعقوبات. كما يرفض الجانب الايراني توقيع اي ورقة أو وثيقة مرحلية "فالتوقيع الايراني يوضع فقط على وثيقة الاتفاق النهائي، وقد استشهد أحد المقربين من الوفد الايراني المفاوض باتفاق اوسلو المرحلي والعام (بين الفلسطينيين واسرائيل) الذي وقع عام 1993 واليوم بعد مضي 22 سنة لا يزال هذا الاتفاق حبرا على ورق".
وفي تطور لافت، ظهر خلاف بين موسكو من جهة والمجموعة الغربية من جهة اخرى على آلية رفع العقوبات، إذ صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قبل عودته مجدداً الى لوزان، بأن العقوبات الدولية يجب ان ترفع مع توقيع الاتفاق النهائي، في حين أخرج موضوع العقوبات التي فرضها الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة من معادلة المفاوضات ومن أي صفقة على اساس "أنها غير شرعية لأنها لم تصدر عن مجلس الامن ". واعتبر أن "حلها يجب أن يكون من خلال نقاش ثنائي بين طهران والدول التي تفرض هذه العقوبات".
وحتى ساعة متقدمة من الليل كان الخيار الاكثر ترجيحا هو الخروج ببيان سياسي . ونسبت وكالة "الأسوشيتد برس" الاميركية الى مصادر "رسمية" ان إيران ومجموعة 1+5 تستعدان لاصدار بيان شامل عن الاتفاق على تنظيم مرحلة جديدة من المفاوضات من أجل التوصل الى اتفاق شامل حتى نهاية حزيران 2015. وأشارت الى أن "مستندات ملحقة تتضمن تفاصیل الاتفاقات الحاصلة ستترافق مع هذا البیان المشترك مما یسمح لجمیع الاطراف ان يعلنوا عن احراز مقدار کافٍ من التقدم فی المفاوضات".
وقالت ان البیان سیكون عاما "لان الخلافات لا تزال قائمة بین الطرفین وسیتم التفاوض عليها في الجولة المقبلة حتى نهایة حزیران، وأن الوثائق التي ستصدر ستتحدث بصورة عامة عن الجانب التقني" لكن الجانب الايراني نفى هذه المعلومات وكرر ان "أي اتفاق أو وثيقة لن يصدر ولن يوقع ما لم يكن نهائياً وشاملاً لكل التفاصيل".
وصرح عضو الفریق النووی الایراني المفاوض حمید بعیدي نجاد بان ايران اعلنت دوماً بانها لا ترید الاتفاق من اجل الاتفاق، بل ترید اتفاقا یضمن الحقوق الاساسیة للشعب الایراني ویكون مبنیاً علی التعهدات الدولیة لجمیع الدول. وقال أن المفاوضات باتت في المرحلة النهائية وانها تحظى بأهمية سياسية وقانونیة وتقنیة. واوضح ان قضایا مثل الحظر وتفاصیله والابحاث والتنمیة وبعض القضایا الاخری المتعلقة بتخصيب الاورانيوم مطروحة فی المفاوضات، معربا عن امله في التوصل الی حلول نهائیة لها علی وجه السرعة.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن واشنطن تعتقد انه تم احراز تقدم كاف في المفاوضات بين إيران والقوى العالمية الست يسمح بالبقاء في سويسرا الى ما بعد المهلة التي انتهت منتصف الليل على رغم استمرار وجود قضايا صعبة.
لكن الناطق باسم البيت الأبيض جوش ارنست حذر من أن المفاوضين الأميركيين "لن ينتظروا حتى الثلاثين من حزيران المحدد موعداً نهائياً كي ينسحبوا من المحادثات النووية مع إيران".
وفي اسرائيل، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن اطار الاتفاق الذي يسعى المفاوضون الدوليون الى توقيعه مع إيران سيتيح لطهران القدرة على انتاج سلاح نووي خلال أقل من سنة.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم