الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

أشدُّ وأدهى

الياس الديري
الياس الديري
A+ A-

لا شكّ في أن حال لبنان، منذ بداية الفراغ الرئاسي إلى اليوم، لا يختلف عن حال أي مخطوف. بلداً كان هذا المخطوف، أم ولداً، أم قراراً، أم استحقاقاً. وعلى طريقة عجائب قوم عند قوم غرائب. بل أشد وأدهى.


أجل، مخطوف هو ونظامه، والدولة العليّة، والمؤسّسات الدستوريّة، الممنوعة من الإقدام على أية خطوة أو اتخاذ أي قرار، مهما كانت الحاجة ملحّة والظروف حرِجة.
الذين يُعتمد على معلوماتهم ورؤيتهم وحدْثهم يؤكّدون صبحاً ومساءً أن للطموح النووي الإيراني دوراً "فعالاً" في عمليّتي الخطف والتعطيل. وإن لم يكن مباشرة، فبواسطة الحلفاء المخلصين الغنيّين عن كل تعريف.
هذا الكلام ليس جديداً، ولا يوضع في مصاف اكتشاف البارود. لكنه اليوم، وبعد ردود فعل فئات ومرجعيّات معيّنة بالنسبة إلى "عاصفة الحزم"، لا بدّ من تذكير من يعنيهم الأمر مباشرة ببعض الحقائق والوقائع.
صحيح ان قيادات ومرجعيّات إيرانيّة بارزة أكّدت مراراً أن الاستحقاق الرئاسي في لبنان هو شأن اللبنانيّين، وطهران لا علاقة لها من قريب أو بعيد بشؤون الدول العربيّة أو سواها.
وقد يكون الكلام الإيراني دقيقاً، لو لم يكن الخطف والتعطيل يتمّان بواسطة حلفاء إيران المخلصين في لبنان، ومن غير أن تضطر الدولة التي تحنّ إلى الامبراطوريّة القديمة لبذل أيّ مجهود. ولا خسارة أي كلمة.
هذا هو الحاصل عمليّاً على مسرح الاستحقاق الرئاسي. والفراغ المؤسّساتي. والتعطيل. والشلل. والجمود. واضطرار الألوف المؤلّفة إلى حزم الحقائب في اتجاه ديار الله الواسعة.
إنما، ثمة اعتراضات وانتقادات وتهجّمات أُطلقت خلال الساعات الأخيرة، في اتجاه الحكومة اللبنانيّة، كما في اتجاه السعوديّة والقرار التاريخي للملك سلمان بن عبد العزيز.
السيد حسن نصرالله غاضبٌ ومحتدٌّ ومحتجٌّ على "تدخُّل" السعوديّة في اليمن.
ثم كانت الهجمة الحزبيّة على رئيس الحكومة لتأييده مقرّرات قمة شرم الشيخ، والموافقة على إنشاء القوة العربيّة المشتركة... "من دون الرجوع إلى مجلس الوزراء".
بالنسبة إلى خطاب نصرالله، ردّ السفير السعودي علي عواض عسيري بإيجاز: "ليس لديّ أي تفسير سوى أن هناك أزمة نفسيّة ويا للأسف. فالشأن اليمني هو شأن اليمن، وليس شأن أي قيادة في لبنان".
تعليقات متعدِّدة قيلت رداً على هذا النوع من الحكي. فـ"حزب الله" يعلن الحروب في لبنان ومنه، كما يرسل جيوشه الى دول عربيَّة لتنخرط في أزماتها ومواجهاتها الداخلية، ولا يزال حتى الساعة، فهل راجع مجلس الوزراء مرة، أو اعترف بوجود مجلس وزراء؟


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم