الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

لَحَدّ هون وبَسّ!

الياس الديري
الياس الديري
A+ A-

لِقمّة شرم الشيخ، التي جاءت في وقتها ولحظتها التاريخيّة، أكثر من حسنة. وأكثر من نتيجة إيجابيّة. وأكثر من قرار يضع الأمور العربيّة في نصابها وواقعها.


إنما يجب التشديد هنا على تميُّز هذه القمة بالإجماع العربي على موقف موحَّد من "الانفلاش الإيراني" في دنيا العرب عبر عدد من الدول التي سقطت في حمامات من الدم تكاد تتحوّل ينابيع وشلالات.
مع توجيه الكلام مباشرة إلى مسؤولي إيران الذين واكبوا الانتشار والانفلاش بتأسيس وجود سياسي، مرتكز على مرجعيّات و"أحزاب" وحلفاء ومريدين ومؤيّدين.
وحال اليمن هو الشاهد الحيّ الذي يمكنه أن يدلي بإفادة شاملة عن الدور الإيراني، مرفقة بالتفاصيل العسكريّة والماديّة من الألف إلى الياء. وبالألوان الطبيعيّة. وبما خلف هذا الانفلاش من تطلّعات وطموحات تبيّن أن لا حدود لها، مرفقة أيضاً بأحلام امبراطوريّة حدّدت سلفاً موقع عاصمتها في العراق. بل في بغداد.
والمثل يقول خذوا أقوالهم من أفعالهم. أو أفعالهم تدلّ عليهم. أو إنما الأفعال بالنيّات. والنيّات الإيرانيّة قد ظهرت بكل "أبعادها" في سوريا والعراق ولبنان واليمن، ولا شيء يمنع أن تبلغ ليبيا.
إلا أن ما تريده من وضع يدها على اليمن ظهرت بوادره الأولى في البحرين، ثم تلاه حشد الحوثيين على الحدود مع المملكة العربيّة السعوديّة.
الانفجار الحوثي في اليمن استفاق بدوره، وكسائر القوى والعواصم المحليّة، على مفاجأة الملك سلمان بن عبد العزيز وقرار الردّ الفوري، المرفق بخيمة من المقاتلات الحديثة غطّت أجواء اليمن، من غير أن تضيع أية ثانية دون "إنتاج" على الأرض، وحيث أمطرت السماء على الحوثيين نوعاً جديداً من مطر لا يروي...
الملوك والرؤساء والأمراء الذين شاركوا بالحضور والمناقشات والأبعاد والإجراءات الممكن اتخاذها في شرم الشيخ، أجمعوا على وجوب التصدّي بكل الوسائل المتاحة للمخطّط "الامبراطوري" الذي يدس أصبعه وأنفه في الأوضاع العربيّة. وفي كل شاردة وواردة.
لحدّ هون وبسّ، قالوا في خلواتهم. ومن منطلق لا يفلّ الحديد إلا الحديد. ولا يُرَدّ على أفعال الغطرسة والسيطرة والهيمنة إلا بأسلوب واحد: ردّ الصاع صاعين. وبمكيال أكبر وأكثر فاعلية.
هذه التطوّرات والوقائع، توجب علينا طرح سؤال أساسي وجوهري: من قرارات قمّة شرم الشيخ إلى أين؟ ثم، ماذا بعد التصدّي الجوّي للحوثيين ومنْ يدعمهم ويحضّهم؟ هل تنتهي حكاية الابريق الحوثي على غرار نهايات حكايات ابريق الزيت، أم أن في الأمر أكثر من صلة وأكثر من تتمّة... براً وبحراً وجواً؟
في انتظار ما ستناله طهران من مفاوضات لوزان، سواء على الصعيد النووي، أم بالنسبة إلى رفع العقوبات.
بعدئذ لكل حادث حديث.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم