الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

الصديق فريد سلمان ذهبَ من دون وداع

المصدر: "النهار"
لور غريّب
الصديق فريد سلمان ذهبَ من دون وداع
الصديق فريد سلمان ذهبَ من دون وداع
A+ A-

لن نقول ولن نردد كلمات بهتت من كثرة ما استعملها الناس بحق او بلا حق لوداع الراحلين مهما كان شأنهم وموقعهم ومسيرتهم وخاصة عمرهم.


الذي رحل اليوم هو من المثقفين والأدباء والباحثين، الذي لم يهدأ يوماً مهما كانت القضايا والامور والتطورات في كل ما يتعلق بالثقافة والمصير والتحوّل من زاوية خاصة، لأنه ينتمي الى ديانة فيها الكثير من الاسرار التي تدفعنا إلى توسيع آفاق معلوماتنا مهما كان الشأن صعبًا او متفجرًا لا سيما في ما يتعلق بالسياسة العليا والتحولات الدولية والازمات الطارئة او المزمنة.
من فقدناه اليوم، هو المفكر والاديب وصاحب المواقع المرموقة في التلفزيون والصحافة، ولا سيما في لجنة جبران خليل جبران وفي رئاسة تحرير مجلة الحوادث وفي ادارة تلفزيون الاي.سي.ان.
كان الاكثر تحفّظًا تجاه الامور الحياتية، ولكنه لم يتهاون مع كل ما يمسّ عنفوان الانسان والقضايا العليا التي تستحق الدفاع عنها بعناد، ولكن من دون مراوغة وضجة و"بروبغندا" مجانية.
منذ عدة اشهر عرفت انه فقد نظره. حادثته. كان شجاعًا ومستسلمًا لقدره بترفّع من دون ان يتذمر او يستجلب العطف المزيف الفضفاض.
وفي آخر اتصال به سمعت صوتًا أنثويًّا فقلت له هل عندك احد يهتم بك؟ فأجابني من دون التوسع بالموضوع. نعم.
كانت تلك آخر مرة اسمع صوته فيها.
فريد سلمان شقيق الاديبة نور سلمان، وأخوه كان وزيرًا في الحكومة اللبنانية. وكانت امه السيدة زاهية سلمان التي تفانت طيلة حياتها في خدمة الاطفال.
وذهب فريد الصامت والمنزوي منذ سنوات. رحل من دون استئذان ولا ضجة ولا صوت.


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم