السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

هل تبصر القوة العربية المشتركة النور؟

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
هل تبصر القوة العربية المشتركة النور؟
هل تبصر القوة العربية المشتركة النور؟
A+ A-

توحّد العرب بعد أن أخذ التمدد الفارسي "مجده" في المنطقة مهدّداً أمنهم القومي. بدأوا بتحالف من عشر دول لضرب ظهوره في اليمن، وبالأمس اتفق القادة العرب على دواء لمنع انتشاره من خلال إنشاء قوة عسكرية مشتركة تشارك فيها الدول اختياريًّا.
منذ ما يفوق النصف قرن، اتفق العرب على معاهدة الدفاع العربي المشترك التي بقيت حبراً على ورق، لا بل جفّ الحبر وتمزّق الورق. اليوم تم الاتفاق على القوة المشتركة، تفاصيل إنشائها سيتم خلال الاشهر المقبلة بعد أن كلّف القادة العرب الأمين العام للجامعة العربية، بالتنسيق مع رئاسة القمة بدعوة فريق رفيع المستوى تحت إشراف رؤساء أركان القوات المسلحة بالدول الأعضاء للاجتماع خلال شهر من صدور القرار لدراسة كافة جوانب الموضوع، واقتراح الإجراءات التنفيذية وآليات العمل والموازنة المطلوبة لإنشاء هذه القوة، وتشكيلها وعرض نتائج أعمالها في غضون ثلاثة أشهر على اجتماع خاص لمجلس الدفاع العربي المشترك لإقراره.


اذا كانت مهام هذه القوة، بحسب ما نصّ عليه بيان القمة العربية في شرم الشيخ، التدخل العسكري السريع وما تكلّف به من مهام أخرى لمواجهة التحديات التي تهدّد أمن وسلامة أيٍّ من الدول الاعضاء وسيادتها الوطنية، وتشكل تهديدًا مباشرًا للامن القومي العربي بما فيها تهديدات التنظيمات الارهابية بناء على طلب من الدولة المعنية، فإن الخطر بات بلا شكّ داهماً على الدول العربية، والوجع لم يعد يحتمل واذا كان آخر الدواء الكيّ كما يحصل في اليمن، فإن العرب غيّروا سياستهم واتّبعوا مقولة درهم وقاية خير من قنطار علاج، لكن كيف ستكون تركيبة "الدواء" التي سيعتمدونها؟ ومما تتألف وما المطلوب كي تكون ناجعة؟


استيقاظ أمّة
"القوة العربية المشتركة هي تفعيل لنظام الجامعة العربية الذي يقتضي الدفاع المشترك. وبعد أن كان مجرد مبدأ بات ضرورة بفعل ما ألمّ بالدول العربية من خروقات طالت أمنها القومي فاستيقظت على هدفها الاستراتيجي وهو الأمن القومي العربي الذي تمثل باتفاق المملكة العربية السعودية و مصر ودول مجلس التعاون والاردن بضرورة وجود قوة عربية مشتركة تستطيع أن تدافع عن الامة وتردّ عنها اي عدوان "، بحسب رئيس مركز الشرق الاوسط للدراسات الاستراتيجية – جدّة اللواء انور عشقي الذي أضاف "قبل ان تطرح القوة العربية المشتركة على القمة العربية نوقشت من قبل الجامعة العربية ومجلس العلاقات الخارجية، بمشاركة بعض مراكز الدراسات الاستراتيجية من ضمنها مركزنا، حيث ناقشنا هذه القوة ووجدنا انه بالامكان ان تشكّل وتكون على غرار قوة درع الجزيرة، وأن يكون لها مكان وكيان، المكان يكون في أي دولة عربية إما السعودية او مصر، وان يكون الكيان عبارة عن غرفة قيادة وغرفة عمليات مشتركة".
من جانبه، رأى الخبير الأمني والاستراتيجي المصري اللواء محمود زاهر أن تجميع القوة العربية في مكان ما خطأ، وقال "حذّرت من هذا الامر، فوجود قوة مجمّعة تحت سيطرة محددة، يمكن ان يُصبح هدفًا للاستراتيجية الخارجية فيأتي بأمور عكسية".


وراء الكواليس
نقاط عدة عن الصورة التي تم وضعها لهذه القوة في كواليس اجتماعات القمة العربية شرحها اللواء زاهر في اتصال مع "النهار": "أولا، يجب ألا يُنظر لهذه القوة كقوة الدفاع المشترك لعام 1967 بمعنى انها ليست قوة مجمعة في مكان محدّد ولها قيادة محدّدة توجّهها كما شاءت، ثانيًا، ليست قوة ذات قيادة محددة وثابتة، بل تقوم على اتفاق رؤساء وقيادات عسكرية وسياسية بواسطة وزراء الخارجية، ثالثًا، تحديد الأهداف، اذا كانت محاربة الارهاب هي الهدف، الا انه يجب تحديد الارهاب المتباين بين الأقطار بسبب التباينات على المستوى الاستراتيجي والتكتيكي بين الدول العربية، فالسعودية ترى الارهاب بشكل، ومصر تراه بشكل آخر، رابعًا حرّية التدخّل، اذ لن تشارك جميع الدول في رد عدوان عن دولة عربية ما، فمثلاّ يمكن ان ترفض مصر المشاركة في رد عدوان عن احدى الدول العربية، لكنها تظلّ غطاءً سياسيًّا وعسكريًّا، وأخيرًا لن تدخل 21 دولة في هذه القوة، بل 21 دولة وافقت من حيث المبدأ، بينما 5 الى 6 دول ستشكّل الكتلة الاساسية، وهي ستبدأ بتدعيم الدول الضعيفة كاليمن والصومال والعراق وسوريا للوقوف على أرجلها، بعدها يدخلونها في المنظومة الدفاعية، النقطة الأخيرة لا بد من وجود نوع من التكامل الثقافي والاجتماعي والسياسي والاقتصادي ومن ثم العسكري".


بين العدد والعتيد
"عدد القوة المشتركة لن يفوق العشرة آلاف من القوات البرّية والبحرية والجوية مع عتادهم، ويعود ذلك الى عدد الدول المشاركة وقدرة كلّ منها، ولا بد ان يكون لهذه القوة استقلالية في الأكاديمية العسكرية والتدريب"، بحسب عشقي. أما مهمتها فـ "التدخّل للدفاع عن أيّ دولة عربية تتعرض لعدوان خارجي او داخلي بطلب من هذه الدولة". لكن هل يمكن ان نشهد تدخّلاً لهذه القوة ضد اسرائيل؟ أجاب: "حسب الموقف، اذا قامت اسرائيل بالهجوم على اي دولة عربية وطلبت من هذه القوة التدخّل ستقوم بذلك".


بعد الحبر...فعل
اذا كان الشعب العربي يخشى ان تبقى القوة العربية المشتركة حبراً على ورق كما اعتادوا في الاتفاقيات السابقة، فإن مستقبل القوة المشتركة بحسب عشقي "فاعل، تمامًا كما حدث لـ"درع الجزيرة" الذي تدخل لتحرير الكويت ثم استعانَ بالدول الأخرى، وعندما أوشك العدوان ان يقع على البحرين تدخلت هذه القوة". من جانبه، لمسَ اللواء زاهر جدية في التعاطي مع موضوع القوة العربية "هذه الجدية هي التي تفرّق بين هذا النداء وأي نداء سابق كاتفاق الدفاع المشترك". وأضاف: "هذه القوة يجب ان نأخذها بهدوء كمولود جديد في منطقة لا تتفق على امر ونكّبر المولود سنة سنة، مع الدعائم الاقتصادية والسياسية وخلافه".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم