الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

صرخةٌ من مقهور: اللعنةُ عليكم من أكبر واحد فيكم إلى أصغر واحد!

صرخةٌ من مقهور: اللعنةُ عليكم من أكبر واحد فيكم إلى أصغر واحد!
صرخةٌ من مقهور: اللعنةُ عليكم من أكبر واحد فيكم إلى أصغر واحد!
A+ A-

حين يبلغ السيلُ الزُبى، ويبلغ الحزامُ الطبْيَين، كما كانت تقول العربُ العاربة، يتكسّر آخر غصن من غصون الأمل، وتندحر الرغبة في مواصلة النضال والكتابة والكفاح والتمرّد والعنفوان من أجل غدٍ أفضل لن يكون له وجود حيّ إلّا في جيوب الأحلام وخفاياها الغائبة. الخراب يزحف كالطوفان نحو المكان والزمان والجسد والروح والذاكرة والرؤيا ليغرقها بماءٍ طينيٍّ ملوّث بكلّ ما خلق الله وما لم يخلق من ملوّثات. لم تعد لنا أعصابٌ قادرة على تحمّل مزيد من فداحات الكوارث. الطبقات السياسيّة التافهة اللاهثة وراء محاصصاتها المخزية تحيط نفسها بآلاف الحرّاس المدججين بالامتيازات والنِعَم والمسروقات الثمينة، وملايينُ البشر من الفقراء والمهجّرين والمطرودين والمهمّشين والمعوقين والمشوّهين يعيشون بين المقابر والمزابل وفي متاهات الشتات، أحياءً في الموت وأمواتاً في الحياة. أيّ كتابةٍ في وسعها أن تشبع طفلاً جائعاً قضتْ أمّه في عبوة ناسفة؟ أو تنقذ امرأةً مقهورة مخطوفة من استباحة شرفها؟ أو توفّر لشيخ عاجز بلا معيل دواءً مفقوداً يقضي دونه؟ أو تلجم سياسيّي الغفلة عن جشعهم في امتصاص دماء النازحين والمحاصرين والمسجونين، والتلاعب بمقدّراتهم وبيعهم وشرائهم؟

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم