السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

اليمن لم يعد حرباً بالوكالة

سميح صعب
سميح صعب
A+ A-

في اليمن، دخلت السعودية ودول الخليج العربية مع تحالف من الدول السنية الاقليمية ، دائرة الحرب المباشرة ضد الحوثيين المحسوبين على ايران. والهدف المعلن للتحالف الجديد وضع حد للانقلاب الحوثي وانتشال اليمن من دائرة النفوذ الايراني. هذا التطور وضع ايران امام خيارين: إما الدخول المباشر على خط الاحداث ليتأجج صراع مذهبي لا يمكن التنبؤ بمداه وإما الاكتفاء بتقديم الدعم للحوثيين والاستمرار في خوض الحرب بالوكالة ما دامت القوى الاخرى غير قادرة على قلب المشهد تماما في اليمن.


تتعامل السعودية مع اليمن على انه خط تماس مباشر مع امنها الاقليمي، لذلك لا يمكنها السكوت اكثر عن التطورات الجارية هناك. اما ايران، فإنها تتعامل مع الوضع اليمني باعتباره ورقة من اوراق القوة والنفوذ اللذين تملكهما في المنطقة. وهذا النفوذ قابل احياناً للتمدد واحياناً اخرى للتقلص، لكنها ليست مسألة حياة او موت بالنسبة الى ايران نفسها.
على انه يبدو ان السيطرة الحوثية على اليمن كانت بمفاعيلها الاستراتيجية اكبر بكثير من ان تتحمله السعودية فاضطرت الى التدخل المباشر. وهذا لم يحصل في الازمة السورية التي تضعها السعودية ايضاً في مرتبة المس بأمنها الاقليمي إن رجحت فيها كفة الرئيس بشار الاسد مجدداً.
واذا ما نجحت السعودية في حرب اليمن، فإن السيناريو نفسه سيكون قابلاً للتطبيق غداً في سوريا تحت الشعار نفسه، ألا وهو التصدي للنفوذ الايراني و"حزب الله". هذه الحماسة السعودية لا تنطبق على ليبيا مثلاً، إذ انه عندما أغار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على قواعد لتنظيم "داعش" في ليبيا، وجد نفسه معزولاً عربياً واقليمياً. وعندما طرح فكرة القوة العربية المشتركة وافق عليها الخليجيون ولكن شرط ان يكون هدفها سوريا واليمن وليس ليبيا او محافظة شمال سيناء.
الدخول السعودي المباشر في الحرب اليمنية، سيكون بمثابة مرحلة في هذه الحرب ولن يسفر عن تسوية سياسية، تماماً كما لم يستطع الحوثيون ان يفرضوا تسوية على رغم غلبتهم على الارض. وبعض ما يجري في اليمن هو تتويج لتراكم عمره اربعة اعوام من الاضطرابات والحروب الصغيرة والحروب بالوكالة التي لا منتصر واضحاً فيها.
ومن المستبعد ان يسفر اتساع الحرب عن تسوية سياسية تقتلع نفوذاً وتزرع آخر. لكن الاكيد هو ان اليمن يشهد اليوم فصلاً آخر من فصول حروبه الممتدة منذ ما قبل حروب "الربيع العربي". ومن المبكر التنبؤ بغير استمرار الحرب واراقة الدماء.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم