الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

نساء في الجيش السوري في مواجهة المعارضة...

المصدر: "أ ف ب"
نساء في الجيش السوري في مواجهة المعارضة...
نساء في الجيش السوري في مواجهة المعارضة...
A+ A-

في حي جوبر في شرق دمشق، تجلس امرأتان بلباس عسكري على الارض، حاملتين بندقيتين روسيتين، تراقبان اهدافا محتملة من موقعهما المحصن: انهما من افضل القناصات في كتيبة المغاوير للبنات في الحرس الجمهوري السوري.


تنتمي الرقيب ريم (20 سنة) والرقيب أول سمر (21 سنة) الى كتيبة المغاوير الاولى للبنات في الحرس الجمهوري التي أوكلت اليها الجبهة الاكثر صعوبة في مواجهة مجموعات مقاتلة معارضة في مثلث جوبر -زملكا- عين ترما في دمشق ومحيطها من جهة الشرق.
في الجدار امامهما ثقب تخرجان منه بندقية "اس في- 98". وفي الجهة المقابلة ابنية مدمرة، ومنازل متضررة وهياكل سيارات. للوهلة الاولى، تبدو ساحة القتال خالية تماما، لكن الواقع غير ذلك. فالمنطقة مزروعة بخنادق وممرات تحت الارض، والموت في الانتظار.
وقدم قائد الكتيبة الفتاتين على انهما من "افضل القناصة". وتقول ريم بخفر "صحيح ان لدينا الكثير من الصبر، وهي صفة اساسية لاي قناص".
ويتناقض وجهها المستدير وعيناها الضاحكتان والمكحلتان مع تصميم المحاربة فيها. وتضيف "عادة اقضي على ثلاثة او اربعة اهداف في اليوم. وبصراحة، عندما لا اصيب رجلا مسلحا في الجهة المقابلة، قد ابكي من الغضب".
وتتابع بفخر "لدينا دائما اهداف واصابات محققة. قمت في أحد الأيام بقنص 11 شخصا، وكنت سعيدة للغاية. فكافأني القائد بمنحي شهادة امتياز كتلك التي تعطى لنا في المدرسة".
اما رفيقتها فتقول انها حققت سبعة اهداف في يوم واحد.
ويقع المبنى الذي تطلقان النار منه على بعد مئتي متر من خط الجبهة الامامي. وتتمركز فيه بكامله عناصر عسكرية نسائية.
وتقف زينب وراء جدار آخر حاملة قاذفة قنابل من طراز "بي- 10". تضع خوذتها وتطلق طلقة تحدث دويا عنيفا، وتطال منزلا واقعا على بعد خمسمئة متر. وتقول بفخر"اصبت الهدف".
اختارت زينب (21 سنة) ذات الشعر الطويل المنسدل، ان تدخل الجيش بعد حيازتها البكالوريا. ولقيت تشجيعا من عائلتها واصدقائها. وبعد ثلاثة اشهر من التدريب، انضمت الى كتيبة المغاوير.
وردا على سؤال عن سبب استخدامها هذا السلاح الضخم، تقول "القنص هو قتال فردي، شخص يقتل شخصا آخر. اما ال بي 10 الذي قمت باستخدامه لتو (...)، فقد دمر البيت وكل ما بداخله".
ويبدو الملازم أول زياد المسؤول عن المبنى سعيدا باداء الجنديات.
ويقول "لا يوجد فرق بين النساء والرجال. البعض يملك شجاعة وقلبا صلبا والبعض لا".
انشئت كتيبة المغاوير الاولى في الحرس الجمهوري قبل حوالى سنتين، ولا تزال الكتيبة النسائية الوحيدة من نوعها، وتعد 800 عنصر.
ويقول قائد الكتيبة علي انها شكلت "بقرار من الرئيس بشار الاسد الذي أراد ان يعطي دفعا لدور المرأة السورية ويثبت انها قادرة على النجاح في كل الميادين". وينفي بشدة ان يكون الهدف منها تعويض خسائر الجيش السوري التي بلغت خلال اربع سنوات من الحرب، بسبب المرصد السوري لحقوق الانسان، 46 الف جندي قتيل.
وكان عديد الجيش السوري قبل النزاع حوالى مئتي الف جندي، بالاضافة الى الاف عناصر الاحتياط. وانشق عدد من الجنود بعد بدء النزاع العسكري، وانضموا الى مقاتلي المعارضة، بينما فر آخرون او تهربوا من الخدمة العسكرية.
وتم تجنيد الفتيات عبر ملصقات ضخمة وحملة اعلانية.
وتقول أنغام (21 سنة) انها تجندت بعد ان شاهدت ملصقا في محل تجاري في حماة (وسط)، وتلقت تدريبا استمر خمسة اشهر في الاكاديمية البحرية في جبلة (شمال غرب)، قبل ان يتم نقلها الى دمشق.
وتضيف أنغام المتخصصة في استخدام سلاح الدوشكا الرشاش الثقيل، "اشقائي الثلاثة هم في الجيش، ولدي شقيقة ترغب بالانضمام إليّ".
ويقول علي ان المجندات وقعن على عقد لمدة عشر سنوات.
خارج المبنى، تقود صبية (19 سنة) وضعت خوذة على راسها دبابة مع رفيقتين الى جانبها، محدثة غبارا كثيفا. وتقول لوكالة فرانس برس "تعلمت مع عدد من الفتيات الاخريات قيادة الدبابة. وزنها 43 طنا. الامر صعب جدا، لكننا نجحنا".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم