الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

الحدث اليمني وشهادة السنيورة: تفاعلات ساخنة تختبر الحوار

الحدث اليمني وشهادة السنيورة: تفاعلات ساخنة تختبر الحوار
الحدث اليمني وشهادة السنيورة: تفاعلات ساخنة تختبر الحوار
A+ A-

بدا الحدث اليمني الذي تمثل بقيادة المملكة العربية السعودية حملة عسكرية جوية على التمدد الحوثي بمثابة اختبار جديد طارئ للوضع الداخلي في لبنان، إذ ترددت أصداء هذا الحدث وتداعياته على نحو فوري، عاكسة ملامح الانقسام السياسي الحاد بين الافرقاء الاساسيين على خلفية ارتباط الواقع اللبناني بالامتدادات الاقليمية المباشرة وغير المباشرة. وعلى دقة هذا الاختبار وحساسيته، تشير المعطيات الجدية الى ان تداعياته لن تبلغ حدود التأثير سلبا على الحوار بين تيار "المستقبل" و"حزب الله " الذي ستشكل جولته التاسعة المقررة في الثاني من نيسان المقبل امتحانا اضافيا لاستمراره، علما ان هذه الجولة ستتسم بأهمية مزدوجة كونها ستأتي على وقع الانقسام حيال الحدث اليمني وكذلك عقب الهزة العنيفة التي أحدثتها شهادة الرئيس فؤاد السنيورة امام المحكمة الخاصة بلبنان من خلال ما نقله عن الرئيس رفيق الحريري عن تعرضه لمحاولات اغتيال من "حزب الله " علما ان السنيورة رفض لاحقا توجيه أي اتهام الى الحزب قبل ان تلفظ المحكمة حكمها.


أما الانقسام حيال الحدث اليمني، فبدا ان من أول مفاعيله محاصرة حكومة الرئيس تمام سلام. وعلمت "النهار" ان الجلسة العادية لمجلس الوزراء امس "نأت تماما عن تطورات اليمن" على حد تعبير مصادر وزارية قالت "إن الظروف الدقيقة التي يمر بها لبنان أملت عدم الدخول في الجدل حول أمر انقسمت حياله المواقف فور حدوثه". وفي هذا السياق أوضحت مصادر الرئيس سلام لـ"النهار" أن الموقف من الحدث اليمني سيعلنه الرئيس سلام في القمة العربية في شرم الشيخ التي ستنطلق غدا وتستمر يومين من خلال كلمة يلقيها باسم لبنان. وسعى وزير الخارجية جبران باسيل من جانبه الى الحفاظ على موقف متوازن، فأعلن في كلمته امام اجتماع وزراء الخارجية العرب امس في شرم الشيخ ان "لبنان ينطلق من ثابتة هي ان يسير في ما يتفق عليه العرب، أما ما يختلفون عليه، فاننا من خلال النأي بالنفس نمتنع عنه". كما وازن بين رفض ضمني للتعرض للشرعية الدستورية في اي دولة عربية والدعوة الى حلول سياسية لا عسكرية فيها.
أما على المستوى السياسي، فبرز التأييد الفوري للعملية السعودية من الرئيس سعد الحريري اولا الذي وصف قرار العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز بالتدخل في اليمن بأنه "قرار سليم وشجاع وصائب لحماية شعب اليمن"، لافتا الى ان احدا في العالم العربي "ليس ضد ايران ولكن ضد الاعمال التي تقوم بها في كل انحاء العالم العربي". نافيا عن الصراع الطابع المذهبي. وشدد، على الصعيد اللبناني، على استكمال الحوار متمنيا عدم تأثر لبنان بما يحصل في اليمن. وكان الحريري زار اول من امس أنقرة والتقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء أحمد داود أوغلو.
كذلك أكد رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط وقوفه الى جانب المملكة العربية السعودية "كون أحداث اليمن تشكل تهديدا لأمنها القومي وأمن الخليج ومصالح اللبنانيين الذين يعملون في هذه البلاد". ووصف النائب مروان حمادة العملية السعودية بأنها تعبير عن "نفاد الصبر العربي والدولي من التجاوزات الايرانية"، مشددا على ضرورة قيام تحالف واسع "يمنع تحقيق أحلام الفاشية الفارسية".
وقال وزير العدل أشرف ريفي لـ"النهار" إن العملية في اليمن أتت بعدما "تمادى الايراني في دعم المجموعات المسلحة، فكان لا بد من قرار يضع له حدا، فكان القرار الشجاع والمقدام الذي طوى صفحة التردد بعدما اعتبر الايراني الحلم العربي تخاذلا". ووصف ما جرى في اليمن بأنه "يعطينا أملا كبيرا في وضع حد لمرحلة من الذل والهوان ويضع حدا للغطرسة الايرانية". وأضاف: "على المستوى الداخلي، إنني أعتبر هذه اللحظة تاريخية وعلى كل منّا أن يعيد حسابه لحماية الوطن من لهيب المنطقة وذلك من خلال وقفة شجاعة لـ"حزب الله" بالانسحاب من سوريا وكل الساحات العربية والعودة الى الداخل اللبناني وترك الجيش اللبناني وحده يحمي الحدود وإذا اضطر الامر يجري استدعاء قوات من اليونيفيل وفقا لمنطوق القرار 1701 والعودة الى إعلان بعبدا لتحييد لبنان عن نيران الصراعات والاستجابة لقرارات المحكمة الدولية والاستمرار في الحوار لحماية البلد وصون أمنه واستقراره".


"حزب الله"
في المقابل ينتظر ان يحظى الحدث اليمني بالحيز الاوسع من كلمة متلفزة سيلقيها الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في الثامنة والنصف مساء اليوم وذلك بعد بيان أصدره الحزب امس وندد فيه بما وصفه "بالعدوان السعودي الاميركي الذي يستهدف الشعب اليمني وجيشه الوطني ومنشآته الحيوية". وحذر من ان "هذه المغامرة التي تقودها السعودية تسير بالمنطقة نحو مزيد من التوترات والمخاطر".
وفي سياق ميداني يشن "حزب الله" والجيش السوري منذ الثلثاء الماضي هجوما معاكسا على مسلحي "جبهة النصرة" في جرود القلمون. وافادت معلومات ان هذا الهجوم أدى الى سيطرة الحزب والجيش السوري على سبع تلال في محيط فليطا.
كما استعاد الجيش السوري السيطرة على تلال الحمراء وشعبة الخشيعة الفاصلة بين جرود عرسال وفليطا بالقلمون. وتحدثت المعلومات عن مقتل ثلاثة من القادة الميدانيين في "حزب الله" في هذه المعارك.


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم