الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

بيروت تتأهب بعد العاصفة اليمنية: الحوارات والرئاسة تحت المجهر

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
بيروت تتأهب بعد العاصفة اليمنية: الحوارات والرئاسة تحت المجهر
بيروت تتأهب بعد العاصفة اليمنية: الحوارات والرئاسة تحت المجهر
A+ A-

استفاق العالم على خبر عاصفة تضرب اليمن، لكنها ليست كأي عاصفة، فهي رسالة نار من دول عربية لايران للتوقف عن العبث في المنطقة ومحاولة بسط هيمنتها عليها. عشرات من الطائرات تشارك في العملية العسكرية لضرب الحوثيين والقوات الموالية للرئيس الأسبق علي عبد الله صالح بعد دعوة الرئيس عبد ربه منصور للدول العربية التدخل لمواجهة انقلابهم.


من صنعاء الى عدن الى مدن أخرى هبت "عاصفة الحزم"، الأجواء اليمينة تحت سيطرة القوات السعودية والحديث عن تدخل بري ممكن. حرارة الضربات ترتفع والعالم ينتظر، والاحتمالات جميعها واردة. ايران تدين الغارات وتطلب توقيفها، لكن لا أحد يعلم متى عودة "الطقس" الى طبيعته.
المنطقة في مهب العواصف ولبنان من الساحات الأكثر تأثراً بالمعطى الخارجي بفعل تركيبته، فكيف سيتأثر بالعاصفة اليمنية.
الرئيس سعد الحريري سارع الى مباركة العملية العسكرية التي تقودها المملكة معتبراً اياها خطوة شجاعة وحكيمة، فيما دان "حزب الله" العملية بشدة، تاركاً الأنظار موجهة الى ما سيدلي به الجمعة أمينه العام السيد حسن نصرالله الذي أُعلن عن اطلالته تلفزيونياً للحديث عن تطورات اليمن.


جميع الاحتمالات واردة
"الزمن الذي كان فيه لبنان الساحة الوحيدة لكل حروب المنطقة ولّى، اليوم باتت الساحات موجودة على مستوى المنطقة "، بحسب عضو كتلة التغيير والإصلاح النائب فريد الياس الخازن الذي استبعد أن تصل لفحات العملية الى لبنان وقال لـ"النهار": " كل الأطراف تريد الابتعاد عن الفتنة، وما يحصل في اليمن بالنسبة الى لبنان ليس أكثر مما يحصل في سوريا بالنسبة اليه، والخطر المباشر على بلدنا هو أحداث سوريا والعراق اكثر مما هي أحداث اليمن التي لها تداعيات مباشرة على الدول المحيطة به. ومع هذا، فإن الوضع في اليمن سيزيد من الشرخ السياسي والمذهبي في المنطقة ويؤدي الى مزيد من التوتر، لكن لبنان لن يتحوّل الى ساحة حرب من جديد".
كلام الخازن يتوافق مع كلام المحلل السياسي طلال عتريسي الذي قلل في حديث لـ "النهار" من تأثيرات كبيرة للعاصفة التي تضرب اليمن على لبنان قائلا: " هناك قرار سعودي بتحييد لبنان وعدم السماح بأن يصيبه ما أصاب اليمن. لا يوجد تأثيرات ميدانية كأن نشهد اشتباكات بين حزب الله وتيار المستقبل، فالطرفان ليسا بهذا الوارد وليس لديهما هذه النوايا كونها لا تغيّر شيئاً في موازين القوى بل ان الطرفين سيخسران منها، لكن نفسياً من الممكن أن نشهد تأثيرات من العملية".
من جانبه، اعتبر منسق تيار "المستقبل" في الشمال مصطفى علوش أننا" في منطقة تشهد عواصف طوال الوقت، العاصفة قائمة، تقوى في مكان وتضعف في آخر ولبنان هو احدى الساحات و جميع الاحتمالات واردة"، مضيفاً: "سنشهد تصعيداً اعلامياً أكيداً وموقف التيار واضح بتأييد العملية ضد الحوثيين لاعادة النظام وإعادة الدولة الى واقعها في اليمن وتحسين شروط التفاوض".


العاصفة والحوار والرئاسة
وعما اذا كان من الممكن أن تطّيّر العاصفة أوراق التفاوض بين "حزب الله" و"المستقبل"، أجاب علوش ان "حزب الله يعتبر نفسه جزءاً من منظومة عابرة للحدود وعلى الأرجح يعتبر الحوثيين حلفاء له، لذلك فان استمرار الحوار بينه وبين تيار المستقبل يتوقف على موقف الحزب من هذه القضية، اما بالنسبة للمستقبل فالقضية التي استدعت الحوار مستمرة، نحن نريد استكماله وتأمين الاستقرار في لبنان".


يبدو ملف الرئاسة بعيداً بحسب الخازن عن العاصفة، اذ "لا يوجد ارتباط مباشر بين ملف الرئاسة وما يحصل في اليمن، وإن كان يزيد من أجواء التشنج بين ايران ودول الخليج والمنطقة، ومن الشرخ المذهبي المتفاقم الذي له انعكاسات سلبية على كل الوضع الاقليمي لكن ليس بالضرورة ان تكون له تداعيات على الوضع اللبناني بتفاصيله الرئاسية او غيره".
واستطرد قائلاً: "الجزء الأكبر من الملف الرئاسي داخلي، لا أحد يريد الاعتراف والاقرار بذلك، نعم هناك تأثير خارجي لكن الكلام عنه مبالغ فيه. لا أعتقد أن الموضوع مرتبط بملفات المنطقة وإن كانت حلحلة العلاقات الايرانية السعودية تؤدي الى تنفيس الاحتقان لكن ليس هذا الموضوع بحد ذاته سيؤدي الى تنظيم انتخابات الرئاسة اللبنانية. المطلوب هو الاقرار للمسيحين بموقع ودور وليس العودة الى رؤساء "البراشوت" كما كان يحصل في الماضي".
على العكس من ذلك، اعتبر علوش أن"ملف الرئاسة يدخل ضمن ملفات المنطقة ومنها اليمن وتستخدمه ايران كورقة"، مضيفاً "اذا خسرت ايران ورقة اليمن فقد يؤدي ذلك الى التصلب في موقفها في لبنان او ربما قد يقودها الى تسهيل التسويات، والامور ليست واضحة حتى الآن".
وقد أكد ذلك عتريسي معتبراً ان "ملف رئاسة الجمهورية ليس بعيداً مما يحصل بل على العكس يزيده تعقيداً، السعودية تضع فيتو على العماد عون ولا بديل له طالما ان ايران مؤيدة له ولا تسوية".


العاصفة على الحدود
التأثير الأكثر احتمالاً للعاصفة التي تضرب اليمن هو على الحدود اللبنانية بحسب عتريسي، لكن لعلوش وجهة نظر اخرى اذ رأى أن" ذلك لن يؤثر على تحركات المسلحين على الحدود، فحزب الله ليس في وضع المبادر الآن كما كان الحال قبل عام ونصف، هو في موقع الدفاع في معظم الأماكن ويتلقى الضربات القاسية. صحيح لديه القدرة على التحرك لوجيستياً ومادياً وتسليحاً، لكنه لم يحسم المعركة، وطالما لم يحسمها سواء في جنوب او وسط او شمال سوريا فهذا يعني انه دخل مستنقعاً يشبه مستنقع فيتنام ".
"الأرصاد العالمية" تعجز عن تحديد مدة "العاصفة" والقوة التي تصل اليها والاتجاه الذي ستأخذه والنتائج المترتبة عنها، والى حين الحسم بعد "الحزم" ستبقى المنطقة في مهب "العواصف".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم