الملل يحفِّز على الإبداع

الملل شعور غير سار يبعث الكآبة إلاَّ أنَّه قد يكون محفزاً على الإبداع، هذا الاستنتاج توصلت إليها دراسة أجريت في جامعة "سنترال لانكشاير" ونُشرت تفاصيلها في مجلة British Psychological Society.

طلبت الدكتورة ساندي مان المسؤولة عن الدراسة من طلابها التفكير باستخدامات مبتكرة لكوبين من البوليسترين لاختبار مستويات الإبداع لديهم. ثمَّ سألت مجموعة أخرى من الطلاب نسخ أرقام الهواتف الموجودة في ذاكرة الخليوي. بعد الاختبار، وجدت الدكتورة مان أنَّ الذين نفّذوا مهمة الهاتف المملّة برزت لديهم ابتكارات أكثر من الطلاب الذين خضعوا لاختبار كؤوس البوليسترين.

وشرحت مان النتائج قائلةً: "الملل إحساس رائع يُنظر إليه بطريقة سلبية فنشعر أنَّه أمر سيّئ، إلاَّ أنَّه يحمل قوة دافعة. لذا، يُعتبر الملل أمراً جيداً في بعض الأحيان، إذ عند شعورنا بالملل أو بتمضية وقتٍ ميت نكون في حال اندفاع لابتكار مشاريع متنوعة". وتابعت مان "ينبغي على الآباء السماح لأبنائهم خوض تجربة الملل ليتمكّنوا من ابتكار الترفيه الخاص بهم، إذ إنَّ الملل يجعل الناس حريصين على الانخراط في أنشطة جديدة أهم من تلك التي توجد في متناول يدهم".

من جهتها، تؤكّد الدكتورة ويجناند فان تيلبورغ، اختصاصية بالطبّ النفسي في جامعة ساوثهامبتون الإنكليزية والمشاركة في الدراسة "أن الملل يمكن أن يكون مفيداً، في وقتٍ يعتبر كثيرون أنَّه ينطوي على شعور بضيق في الصدر، إلاَّ أنه خلال بحثنا وجدنا أن الملل يفي بوظيفة هامة عبر جعل الناس حريصين على الانخراط في أنشطة جديدة".