الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

بعد 5 قرون على وفاته ...سيدفن الخميس

المصدر: "ا ف ب"
بعد 5 قرون على وفاته ...سيدفن الخميس
بعد 5 قرون على وفاته ...سيدفن الخميس
A+ A-

سيحصل ريتشارد الثالث، آخر ملوك اسرة بلانتاجانت الذي قتل في ساحة المعركة قبل خمسة قرون، أخيرا على مراسم تشييع تليق بموقعه كملك، الخميس في كاتدرائية ليستر تتويجا لخمسة ايام من الاحتفالات.
وخلال اطلاق المراسم الاحد في جامعة ليستر (وسط انكلترا)، غطي نعشه بورود بيضاء خصوصا من جانب بعض من احفاده -- وقد صمم احدهم ويعمل نجارا نعشه -- ومن علماء الاثار الذين اكتشفوا هيكله العظمي سنة 2012 بعد 530 عاما على وفاته، وذلك اثناء تشييد موقف للسيارات تابع لبلدية المدينة.
بعدها انضم الموكب الجنائزي الى ساحة معركة حرب الوردتين في بوسوورث حيث قضى الملك سنة 1485، وذلك خلال مراسم استعراضية ضمت الاف الاشخاص الذين ارتدوا ملابس عائدة الى تلك الحقبة او دروعا قتالية تكريما للملك الراحل.
ودعا رئيس مؤسسة ريتشارد الثالث فيل سنون الحشود الى "تذكر رجل صادق كان يهتم برعاياه وحاز ثقتهم. فلنتذكر الملك ريتشارد الثالث. الملك الطيب. الملك المحارب".
وقد سلك النعش الموضوع على عربة تجرها اربعة احصنة سوداء، في فترة بعد الظهر طريق كاتدرائية ليستر حيث سيتمكن العموم من توجيه تحية اخيرة له الاثنين قبل ان يحصل على قبر جديد الخميس في حضور افراد من العائلة المالكة وكبار الشخصيات الدينية في البلاد خلال مراسم علنية.
وعلى الرغم من قصر مدة حكمه التي اقتصرت على عامين (1483 - 1485)، الا ان ريتشارد الثالث طبع التاريخ الانكليزي كآخر ملك من اسرة يورك الملكية.
وحفر اسمه في التاريخ كطاغية دموي، وهي سمعة سعت الى الترويج لها خصوصا سلالة تودور التي خلفته من ثم ترسخت من خلال مسرحية "ريتشارد الثالث" لوليام شكسبير. وتعارض جمعيات من المعجبين بالملك الراحل هذه السمعة وتحاول ترميمها.
وأكد ماثيو موريس الذي ادار الحفريات ان "العثور (على الرفات) كما كان في وضعه الاصلي امر لا يصدق"، لافتا الى ان اشغالا في العصر الفيكتوري اقتربت مسافة سنتمتر واحد فقط من جمجمة ريتشارد الثالث.
وكانت رفات الملك الراحل اعتبرت مفقودة منذ تعرض دير غريفيارز حيث دفن على عجالة سنة 1485، للتدمير في سنوات 1530 خلال الانقسام الانغليكاني تحت حكم هنري الثامن.


اين وجدت رفاته؟
الا ان مؤسسة ريتشارد الثالث الشريكة لعلماء الاثار في جامعة ليستر، اجرت حفريات في الموقع السابق للدير وتوقعت بدقة مكان وجود الرفات.
وللمصادفة، عثر على رفات الملك ريتشارد الثالث تحت موقف لسيارات يحمل الحرف "ر" اللاتيني نسبة لكلمة "ريزفرد" (موقف محجوز).


واشار التأريخ بالكربون 14 الى ان الرجل توفي بين 1455 و1540 في حين اظهر الانحناء في العمود الفقري والجروح الثمانية في الرأس ترابطا مع تاريخ هذا الملك الذي كان مصابا بانحراف حاد في العمود الفقري وتوفي في ساحة المعركة.
وتم التعرف الى هذه الرفات التي اطلق عليها اسم "الهيكل العظمي رقم 1" بفضل فحوص للحمض النووي اجريت على مايكل ايبسن وويندي دالديغ، وكلاهما ينتسبون الى الملك الراحل عبر نساء قريبات للشقيقة الكبرى لريتشارد الثالث، آن اوف يورك.
وبعد كشف هذا اللغز، ظهر آخر: فقد تعذر تحديد نسب واضح عبر الذرية الذكورية ما يؤشر الى وجود طفل غير شرعي في السلالة.
كذلك نشبت معركة اخيرة تتعلق بمثواه الاخير اذ تنافس على اختياره علماء الاثار واحفاد الملك الراحل. وقد حسم القضاء لمصلحة علماء الاثار وتم اختيار ليستر بدل يورك.


كان كاثوليكيا
ورغم كونه كاثوليكيا، ستجرى مراسم دفن الملك الذي حكم قبل انفصال كنيسة انكلترا عن الكنيسة الكاثوليكية، وفق المذهب الانغليكاني. لكن ستقام طقوس كاثوليكية خلال الاسبوع خصوصا القداس الجنائزي الاثنين برئاسة الكاردينال فنسنت نيكولز اعلى مرجع كاثوليكي في انكلترا.
وستقام مراسم الدفن الخميس في حضور رئيس الكنيسة الانغليكانية اسقف كانتربري جاستن ولبي وكونتيسة ويسيكس صوفي اضافة الى الامير ريتشارد دوق غلوستر رئيس مؤسسة ريتشارد الثالث.
وسيتم الكشف عن القبر الجمعة كما سيتمكن الفضوليون من مشاهدته اعتبارا من السبت.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم