الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

أين آذارنا الموعود؟

أنطوان صفير-دكتور في القانون الدولي
أين آذارنا الموعود؟
أين آذارنا الموعود؟
A+ A-

أبناء آذار واتباع آذار (والفرق واضح وسأوضحه) يحتفلون كل على طريقته رافعين الأيادي تحيةً لشعارت رُفعت لعشر سنوات مضت وتوزعت بين قائل بالوضع الذي كان قائماً وبين تحرك مناهض للوصاية القائمة. وبعد انقضاء عقد بكامله، لم تزل "الميثولوجيا" شاخصة في نفوس " المناضلين " أي الشعب التائق الى دولة حضارية، تعددية، مرتكزة الى حكم القانون والعدالة الاجتماعية.


وأولى الملاحظات البديهية تأتي من التأكيد المؤكد ان بعض الوجوه في ٨ و ١٤ من آذار وما بينهما، قد تبعوا أجندات خاصة لم تكن متلائمة بالشكل المطلوب مع طموحات شعب الكرامة والاستقلال، ولا ملائمة لانطلاق عجلة المؤسسات الدستورية والاجرائية بشكل شفاف ومتوازن.
فعادت المحاصصات وبقوة. وكنّا نتذرع " بأمر" الوصاية فأضحينا نرتضي ما كنّا نرفضه ونمارس ما كنّا نمقته، والبلد يتراجع والشعب يعود شيئاً فشيئاً الى القنوط بعدما اغتيل طموحه.
وتبيّن ان لا قدرة لانتصار فريق على آخر بل قدرهم هو الاتفاق الايجابي نحو قيام الدولة المتوازنة.



سقط شهداء وقامت نزاعات وتحطمت حدود المنطق حتى وصلنا الى حال يَجترّ حاله وكأن آذار حصل ولم يحصل، تغيّر ولم يُغيّر، تَشتّتت أفكاره، وعدنا الى الدينامية المحدودة غير المجدية. وعادت ساحتنا تمظهر الصراعات الاقليمية، فتسخن بالكلام او أكثر عند اشتداد الصراع الخارجي، وتتحاور حين تهدأ الاجندات العابرة للحدود.
اما الملاحظة الثانية، فأسئلة وتساؤلات حول المستقبل الذي يُحضَّر لنا من أهل القرار في الخارج ومن داعمي الخيار في الداخل، واعذروني القول: "لا فضل لخيار على خيار الا بالنتائج".
وأين النتائج المرجوة؟
أين آذارنا السياسي المستقبل؟
أين آذارنا الاقتصادي المتزن؟
أين آذارنا الانمائي المتوازن؟
أين آذارنا في العدالة المنشودة؟
أين وأين؟
أسئلة برسم من يحكمون ويتحكمون ويماحكون عندنا. والسلطة عندنا (للتذكير فقط) هي بالتوافق السلبي، والتوافق قد أطاح أبناء آذار وحوّلهم أتباعاً لأنه مبني على منطق القسمة لا على مفهوم قيام الدولة القادرة.
آذارنا الموعود، سيادة هي اليوم منتهكة أكبر انتهاك.
آذارنا الموعود، استقلال هو اليوم مترنح كل الترنح.
آذارنا الموعود، عدالة اجتماعية أين نحن منها؟
آذارنا الموعود، توازن وطني يتراجع ويتراجع...
والكلام كثير كثير أمّا الفعلة فقلة قلة، ربما يتناسون انه ليس بالكلام وحده يحيا لبنان بل بالعمل الحق وبالحق.
والعامل بالحق هو جيل جديد قال كلمته في آذار ٢٠٠٥ طالباً ورافضاً وتائقاً ومتطلعاً وحالماً بوطن تعددي، بدولة عادلة، بمؤسسات شفافة، بعدالة عادلة، بقضاء منزّه وبسياسيين مخلصين.



والأمل كل الامل هو في هذا الجيل الذي "ليس من هذا العالم " بل من طينة نظيفي الكف، المتنوّري الذهن، الناصعي القلب، المؤمنين ان السياسة هي " فن شريف شديد الصعوبة يبغي الخير العام".
على أمل ان يعود آذار المقبل ومعه عودة الى تحقيق كل الثوابت، تلك التي رفعها البطريرك صفير يوم كانت الاذان صماء والاصوات مخنوقة والارادات مقيدة.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم