الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

العالم في ذهول بعد جرف نمرود و"الأونيسكو" تحذّر من تطهير ثقافي السيستاني يدعو إلى التكاتف وحماية سكان تكريت ودعم الأنبار

المصدر: (رويترز، و ص ف، أ ب، أ ش أ)
العالم في ذهول بعد جرف نمرود و"الأونيسكو" تحذّر من تطهير ثقافي السيستاني يدعو إلى التكاتف وحماية سكان تكريت ودعم الأنبار
العالم في ذهول بعد جرف نمرود و"الأونيسكو" تحذّر من تطهير ثقافي السيستاني يدعو إلى التكاتف وحماية سكان تكريت ودعم الأنبار
A+ A-

حجب تدمير آثار مدينة نمرود بالجرافات أنظار العالم عن العملية العسكرية المستمرة على مشارف مدينة تكريت العراقية لتطهيرها من تنظيم "الدولة الإسلامية"، "داعش" سابقاً، إذ توالت ردود الفعل المنددة بالمجزرة الجديدة المرتبكة في حق أحد أعظم الكنوز الأثرية والثقافية في العالم. ودعا المرجع الأعلى آية الله العظمى علي السيستاني الطوائف الدينية والعرقية المنقسمة بشدة في البلاد، إلى الاتحاد لقتال الإرهاب، وحماية سكان تكريت ودعم العشائر في الأنبار.


أفاد مصدر عشائري من مدينة الموصل أن الإسلاميين نهبوا الموقع الأثري في نمرود الذي يرجع تاريخه إلى ثلاثة آلاف سنة ويقع على ضفاف نهر دجلة وكان في يوم ما عاصمة أقوى امبراطورية في العالم. وروى أن "أعضاء "الدولة الإسلامية" قدموا إلى مدينة نمرود الأثرية ونهبوا ما بها من أشياء قيمة ثم بدأوا يسوون الموقع بالأرض. كانت هناك تماثيل وجدران وقلعة دمرتها "الدولة الإسلامية" تماماً".
وشيدت مدينة نمرود الواقعة على مسافة نحو 30 كيلومتراً جنوب الموصل عام 1250 قبل الميلاد. وبعد ذلك بأربعة قرون صارت عاصمة الإمبراطورية الآشورية الجديدة التي استمرت حتى العصر الحديث في مصر وتركيا وإيران.
ومنذ سنوات نقل علماء الآثار أشهر القطع المتبقية في نمرود، ومنها تماثيل ضخمة لثيران مجنحة تعرض الآن في المتحف البريطاني في لندن، كما نقلوا المئات من الأحجار الثمينة والقطع الذهبية إلى بغداد. وتعادل آثار نمرود في الأهمية قبر توت عنخ آمون في مصر.
لكن أطلال المدينة الأثرية لا تزال موجودة في الموقع بشمال العراق الذي شهد أعمال تنقيب أثرية منذ القرن التاسع عشر. وكان عالم الآثار البريطاني ماكس مالوان وزوجته الكاتبة الشهيرة أغاثا كريستي قد عملا في نمرود في خمسينات القرن العشرين.
وهدمت آثار نمرود بعد أسبوع من نشر "داعش" مقطع فيديو يظهر مسلحيه وهم يدمرون تماثيل ومنحوتات من الحقبة الآشورية في مدينة الموصل التي سيطروا عليها في حزيران 2014.
وجاء في بيان لوزارة السياحة والآثار العراقية: "تستمر عصابات "داعش" الإرهابية في تحدي إرادة العالم ومشاعر الإنسانية بعد اقدامها هذا اليوم على جريمة جديدة من حلقات جرائمها الرعناء، اذ قامت بالاعتداء على مدينة نمرود الأثرية وتجريفها بالآليات الثقيلة مستبيحة بذلك المعالم الاثرية التي تعود الى القرن الثالث عشر قبل الميلاد وما بعده".
ورأى يونادم كنا، وهو سياسي أشوري بارز، أن تدمير نمرود يهدف إلى صرف الأنظار عن سرقة المتشددين الكثير من الآثار وبيعها. ووصف المقاتلين بأنهم عصابة "جاهلة" متخلفة تسعى إلى محو الذاكرة الجمعية للعراق وثقافته وتراثه.
ووصفت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "الأونيسكو" ما ارتُكب في نمرود بأنه "تطهير ثقافي يجتاح العراق"، مشددة على أن "التدمير المتعمد للتراث الثقافي إنما يشكل جريمة حرب". وأضافت المديرة العامة للمنظمة ايرينا بوكوفا أن "المسألة رُفعت الى مجلس الأمن ومحكمة الجنايات الدولية". وناشدت "مجمل الاسرة الدولية توحيد جهودها لوقف هذه الكارثة". وحذرت من أن "التطهير الثقافي الجاري في العراق لا يوفر شيئاً ولا أحداً، ويستهدف الأرواح والأقليات ويترافق مع التدمير المنهجي للتراث البشري الذي يعود الى آلاف السنين".


عملية تكريت
وبينما تستمر عملية تكريت، قال السيستاني في خطبة الجمعة التي ألقاها ممثله الشيخ عبد الامير الكربلائي في مدينة كربلاء الجنوبية :"يوماً بعد يوم يثبت (العراق) للعالم أجمع مدى الحاجة لتكاتف الجميع في سبيل محاربة هذا التنظيم المتوحش الذي لا يسلم منه البشر ولا الحجر". وأضاف :"عليكم جميعاً ضبط النفس وعدم الخضوع للانفعال النفسي لفقد حبيب لكم أو عزيز عليكم، وخصوصاً ما يتعلق بالعائلات التي يتمترس بها العدو ممن لم يقاتلونا، لا سيما من المستضعفين، بل كونوا لهم حماة".
وكان عدد من السياسيين وقادة الفصائل قالوا إن استعادة تكريت تمثل عملية "ثأر" لمجزرة قاعدة سبايكر العسكرية شمال المدينة.
كذلك دعا الكربلائي الحكومة إلى دعم العشائر السنية التي تقاتل التنظيم في محافظة الأنبار، مشيراً إلى أن "العشائر التي عبرت عن موقف وطني مسؤول بتصديها لعصابات "داعش" تشكو من قلة السلاح والعتاد اللازم وقلة الغذاء لعائلاتهم المحاصرة". وقال: "نحن نعتبر ان الامكانات المتاحة للحكومة لا تفي بتوفير احتياجات بصورة كاملة، ولكن لا بد من العمل على تقديم ما يمكن تقديمه لهم من السلاح والعتاد لاستمرار صمودهم وثباتهم أمام هجمات عصابات "داعش"".
وتوقع محافظ صلاح الدين رائد الجبوري بلوغ تكريت في غضون ساعات، مشيراً إلى أن القوات العراقية وميليشيات "الحشد الشعبي" لم تصل بعد إلى المطار في شرق المدينة.
ويتابع وزير الداخلية العراقي محمد سالم الغبان من ناحية حمرين بشرق تكريت العمليات العسكرية. وأعلنت وزارة الدفاع العراقية انتهاء المرحلتين الأولى والثانية من الخطة الأمنية لتطهير محافظة صلاح الدين من المتشددين، وذلك بعد استعادة مناطق البوعيسي والبورياش ومبارك الفرحان وجسر الزركة الذي يربط الطوز وتكريت، وتقاطع العلم والدور. وبذلك تبدأ المرحلة الثالثة في اتجاه تل كصيبة وناحية العلم من محاور عدة.
وأفادت مصادر أمنية أن أفراداً من "الدولة الإسلامية" سقطوا قتلى خلال مواجهات في بساتين الدور وأطراف ناحية العلم على مشارف تكريت.
وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، وهو القائد العام للقوات المسلحة، رأس اجتماعاً مع القيادات الأمنية في سامراء لمتابعة العمليات العسكرية لتحرير ناحيتي العلم والدور ثم تكريت من سيطرة التنظيم المتشدد. وأشاد بتطهير الطرق من العبوات الناسفة.
وفي الإجمال قتلت القوات العراقية 84 رجلاً من "الدولة الإسلامية" في الأنبار وصلاح الدين، بينهم 50 خلال عملية تحرير منطقتي الدور والعلم. كما دمرت القوات ومسلحو "الحشد الشعبي" أكثر من 15 سيارة مفخخة.
وسيطرت القوات العراقية على الطريق الذي يربط الموصل ومحافظة صلاح الدين، واستعادت طرق إمدادات "الدولة الإسلامية" في اتجاه مدينة الحويجة في محافظة كركوك.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم