الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

بالفيديو- هكذا حوّل "الاشكمان" أوساخ المدينة جمالاً

المصدر: "النهار"
زينة ناصر
بالفيديو- هكذا حوّل "الاشكمان" أوساخ المدينة جمالاً
بالفيديو- هكذا حوّل "الاشكمان" أوساخ المدينة جمالاً
A+ A-

[[video source=youtube id=n9YePSECHiA]]


أنهى فريق "أشكمان" رسم الغرافيتي الذي شغل متتبّعي وسائل التواصل الإجتماعي في الأيام الماضية، بعد أن قامت بلدية بيروت بإزالة الرسم في 5 شباط. لكن محافظ بيروت زياد شبيب، أعطى رخصة جديدة لرسم الغرافيتي في منطقة التباريس في 16 شباط، واصِفاً ما حصل بالـ"غلطة". طبعاً، هلّل المدافعون عن حريّة الرّأي والتعبير لقرار المحافظ إعادة رسم الغرافيتي، الذي اتخذ مساحة أكبر من الرسم السابق، متناسينَ مسألة الازالة التي بررتها البلدية بأنها تأتي ضمن حملة رفع الشعارات السياسية من المدينة.


إزالة الغرافيتي "المُرخَّصة"


الفريق، الذي سبق وأن تعاون في رسمته القديمة مع جمعية "مارش" لحرية الرأي والتعبير، عَلِمَ بخبر إزالة رسمته "أنتَ حرّ أو لا تكون" من خلال رسالة نصية أرسلها أحد الأصدقاء على الواتساب. لكن الصديق مُرسل الخبر غير السّارّ، سأل من قام بدهن الغرافيتي: "لمَ تزيلون هذه الغرافيتي فقط ولا تزيلون غرافيتي الفنان وديع الصّافي؟" فأجابوا: "لأنها جميلة".
اعتبر فريق "أشكمان" المؤلف من الأخوين عُمر ومحمّد قبّاني أنه كان لوسائل التّواصل الإجتماعي تأثيرٌ كبيرٌ في تحرّك المحافظ لإعطاء رخصة جديدة لإعادة رسم الغرافيتي، خصوصاً عند تنزيل الصورة على موقع "فايسبوك"، وعلى الصفحة الرسمية لجمعية "مارش".
لكن، من المعروف أن الغرافيتي فنُّ سيُزال بعد فترة، والجدران لا تبقى كما هي. فلمَ استاء "أشكمان"؟ يردّ أحد أعضاء الفريق، عُمر: "شعرنا بالإستياء، لأننا رسمنا هذه الغرافيتي بالتعاون مع جمعيةMARCHلحرية الرأي والتعبير، وحصلنا على إذنٍ لرسمها من بلدية بيروت ومن محافظ بيروت، ومن مالك البناء. لو لم تكن "مرخّصة" لما اعترضنا على إزالتها".


ويُضيف عُمر:" عندما نعمل كأشخاص مستقلّين، لا نأخذ إذناً. مثلاً: لم نأخذ إذناً لغرافيتي وديع الصافي، التي قمنا برسمها تأثُّراً فيه (وديع الصافي)، وبفنّه، وشعرنا بالحزن لأن فنان كبير مثله، لم يكرّم كما يجب في بلده، فرسمنا الغرافيتي أنا وأخي، واستغرقت 5 ساعات من العمل المتواصل،توقّف خلالها المارّة لرؤية مانقوم به".


"سبقنا وزير الداخلية "


أكد لنا الفريق المنحاز إلى ألوانه وخطوطه الحرّة أنّه "يجمّل المدينة منذ سنة 2001،أي قبل قرار وزير الداخلية بإزالة كل الشعارات الحزبيّة"، حيث كان "يزيل الشعارات الحزبية ويستبدلها برسومات تجمّل المدينة".


أما عن بداية رسم الغرافيتي، فيرى "أشكمان" "أننا كنا نرى الغرافيتي قبل ظهورها على شبكة الإنترنت. ففي سنة 1983، وخلال سيرنا من المدرسة إلى البيت كنّا نرى الشعارات الحزبية على جدران المدينة (القوات، المرابطون، وغيرها...)". ويضيف عمر بحماس: "كأننا أردنا، في عقلنا الباطني، أن نمحوَ كل ما يشوّه المدينة، فعندما أصبحنا في عمر الـ18 سنة، بدأنا الرسم فوق هذه الشعارات".



نكرّم اللغة العربيّة
تعلّم كل من عمر ومحمد فنّ الغرافيتي من الشعارات الحزبية، ولم يتعلّماها كفنّ قائم بحدّ ذاته. لكنّهما تدرّبا على فنّ التّخطيط لدى أهم أساتذة الخطّ العربي، الذي يدمجاه بالغرافيتي منذ أكثر من 9 سنوات. "نحن أول من بدأ بفن الـCALLIGRAFFITIفي لبنان، وهو مزيج من الغرافيتي GRAFFITIوالخط العربي الـCALLIGRAPHY،" يؤكد عُمر.


ويضيف: "اخترنا فن الغرافيتي لأننا فضّلنا أن نرشّ الألوان، بدلاً من الرصاص... كل شخص يأخد الغرافيتي من الزاوية التي يريدها، ونحن نعبّر عن رسائل سياسية وإجتماعية، بينما من الممكن أن يختار رسّام غرافيتي آخر أحد هذين النوعين أو نوعاً آخراً مغايراً. كـASHEKMAN، نضع شعارات لها علاقة بالمجتمع وما يحصل حولنا، ومثال على ذلك هو غرافيتي "أنت حرّ أو لا تكون".


أما عن اختيار إسم الفريق ASHEKMAN، يفسّر: "لأنها كلمة لبنانية بحت، وتعبّر عن لغة الشارع. "الأشكمان" يُخرج أوساخ السيارة، وهذا ما نفعله بفنّنا؛ نُخرج مساوئ المجتمع. منذ بدأنا، كل أعمالنا باللغة العربية، التي نرى أنها تحتاج كل التقدير، لأنها لغة عريقة ونفتخر بها. إنها هويّتنا".


جدران لا تصلح للغرافيتي


يروي عمر، الذي يفضّل الرّسم في الصباح الباكر، ليس بسبب الرقابة، فقط لأنه يرتاح هكذا، أنه تم توقيف "أشكمان" أثناء إنهاء غرافيتي في شارع معيّن في بيروت، والسبب حسب قول رجال الأمن كان"أنها "منطقة أمنية".


ويرى "أشكمان" أن التضامن ضروري مع أي رسّام غرافيتي يحصل معه الأمر عينه، لكنه اعتبر أن"العديد من الفنانين استغلّوا ما حصل مع الفريق للشهرة".


فنّ الغرافيتي انتقل من الشارع إلى المعارض العالمية، لكن له أصوله في الشارع. "نحن لا نرسم الغرافيتي على جدران تراثية كتلك الموجودة في الجميزة ومناطق أخرى، لأنها تُضفي جماليّة على المدينة. نرسم الغرافيتي على الجدران التي تشوّه منظر المدينة فقط، يؤكد الفريق.



مساندة الفنانين
بدوره، يوافق رسّام الغرافيتي يزن حلواني على وضع أصول للرسم على الجدران، وهذا يختلف عن "إعطاء الرخصة". ويوضح يزن، الذي يدعم بقاء الغرافيتي بغضّ النظر عن أي حادثة بعينها، أنه "من الضروري أن يتمّ تنظيم هذا الفن وتشجيعه، من خلال تأسيس لجنة فنّيّة من البلدية للإشراف على رسم الغرافيتي على الجدران، وفق معايير معيّنة، يكون هدفها أن يجمّل هذا الفنّ المدينة لاأن يشوهها".


حلواني، الذي بدأ رسم الغرافيتي منذ 7 سنوات، لم يدرس هذا الفن. لكنه تأثر بالغرافيتي في أميركا وأوروبا، وتبنّى أسلوب الغرافيتي الغربي، الذي طوّره بعد 3 سنوات، بعد أن تعرّف على فنّ الخطّ العربي، ورأى أنه "علينا أن نجدّد في طرق إظهار ثقافتنا،" وعندها اعتمد الخط العربي في الغرافيتي، وحاول أن تحلّ مكان الشعارات السياسية.


 



هل نحمي فنّ الشارع؟
يرى حلواني أن ما نرسمه على الحائط سيزول بعد فترة لذا لا يمكن حمايته، لكنه اعتقد في فترة معيّنة، عندما قام أشخاص مجهولون بمحو وجوه الغرافيتي، أنه من الضروري حماية هذا الفنّ، من خلال وضع طبقة من الـvinyl فوق الرسومات. الا ان الفنان الشاب بدّل رأيه، ويوضح :"يمكن رسم الغرافيتي من جديد، ومن الجميل أن تكون انطباعات الناس ودفاعهم عنه شكلاً من أشكال حمايته، على سبيل المثال: طلب منّي أشخاص في جريدة السفير أن أعيد رسم محمود درويش، وهذا بالنسبة لي، أهم بكثير من حمايته وعدم سماع ردود فعل الناس حوله.الناس يحبون هذا الفن الذي أصبح جزءاً منهم".


لا شكّ أن الغرافيتي فنّ الرسم على الجدران ووسيلة للتعبير عن الذات، لكنه يؤثّر في المجتمع كذلك. انتقل إلى المعارض العالمية، لكن لا تزال الشوارع تحتضن هذا الفن. لا يمكننا الحديث عن رخصة للرسم، فهذا مرتبط بحريّة التعبير.
ويبقى أن إعطاء الرخصة ربّما ينظّم هذا الفن ويحمي ما تبقّى من جدران تراثية في المدينة. الغرافيتي، يصنع فناً من جدار متّسخ لا يراه أحد، يحوّله إلى قطعة فنّيّة تجذب المارّة، من مختلف التوجّهات. منهم من يرى فيه خطوطاً و ألواناً، ومن الناس من يتأثّر بالشعارات المكتوبة، أو يتعرّف إلى وجه من بلاده من خلال جدار. لا يمكننا إلا أن نأمل بغدٍ أفضل للغرافيتي في لبنان، وبتنظيم هذا الفنّ المنبثق من واقع حياتنا اليوميّة.


(الفيديو تصوير زينة ناصر ومونتاج فراس زين الدين) 


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم