الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

الموسيقى في إيران تتحدّي المحافظين

المصدر: (أ ف ب)
الموسيقى في إيران تتحدّي المحافظين
الموسيقى في إيران تتحدّي المحافظين
A+ A-

طالما كان تنظيم حفل موسيقي في ايران امرا غير سهل، لكن الصعوبات تتزايد في الآونة الاخيرة مع تزايد الاوامر بالغاء العروض وحتى وان كانت نالت موافقة مسبقة، بضغط من المحافظين النافذين في قرار البلاد.


وكان الايرانيون على موعد مع امل جديد مع انتخاب الشيخ المعتدل حسن روحاني رئيسا للجمهورية الاسلامية خلفا لمجمود احمدي نجاد ذي المواقف المتشددة. وتعهد روحاني بالعمل على التوسع في الحريات الثقافية بما لا يتنقاض والقيم الاسلامية.


اثر ذلك، تزايدت اعداد العروض الموسيقية المرخص لها، وعاد الى الساحة مغنون كانوا محظورين في عهد احمدي نجاد.
الا ان صحيفة قانون الايرانية كشفت الثلاثاء ان عدد الحفلات الموسيقية الملغاة خلال السنتين الاخيرتين فاق تلك التي الغيت في عهد احمدي نجاد.
وقرارات المنع هذه التي بلغ عددها نحو عشرين منذ اشهر بحسب صحيفة شرق، تطال بأكثريتها الارياف ولا يتم الابلاغ بها سوى قبل ساعات قليلة من مواعيدها. وتستهدف بشكل خاص مغني موسيقى البوب او المغنين التقليديين.


علي رضا قرباني، أحد اشهر المغنين التقليديين الايرانيين، هو آخر ضحايا هذه القرارات. فقد الغي حفل كان مقررا احياؤه في جامعة طهران مساء الاثنين عشية موعده من دون اسباب معلنة.


وقال وكيل اعمال المغني علي رضافي لصحيفة قانون ان عناصر امن الجامعة "اتصلوا بي للقول ان قرباني غير مرحب به لاداء اغنياته الفرحة" بسبب فترة حداد ديني في البلاد.


كذلك منع القضاء المحلي حفلين كان مزمعا احياؤهما نهاية شباط قرب تشناران (شمال شرق) على رغم استحصالهما المسبق على ترخيص من وزارة الثقافة. وفي رسالة نشرتها وكالة الانباء الايرانية الرسمية (ارنا)، اعتبر المدعي العام ان احياء حفل موسيقي "امر مناف لثقافة هذا الجزء من البلد الاسلامي ولا يحمل اي منافع روحية لهذه المدينة". كما نقل اعتراضات مسؤولين دينيين محليين في هذا الاطار.


وفي تصريحات اوردتها وكالة الانباء الطالبية الايرانية (اسنا)، ابدى منتج الحفل مجيد احدزاده عدم تفهمه للقرار. وأوضح أنه "تم الاستحصال على الإذن (في كانون الثاني) من الحاكم وقوات الامن ومكتب وزارة الثقافة والارشاد الاسلامي".
وأكد علي رضا قرباني في مقابلة مع مجلة الكترونية موسيقية ان قرارات المنع هذه "لم تثبط عزيمتنا ولن يحصل ذلك"، لافتاً الى ان الموسيقى "واحدة من اهم الفنون التي اوجدها الله ويمكن ان تحمل اثرا كبيرا على المجتمع".


ووجه نداء الى الرئيس روحاني مشيرا الى ان "الكتاب والفنانين السينمائيين والمسرحيين يواجهون ايضا هذه المشكلات".
كذلك اعربت وزارة الثقافة عن تحفظها. وقال الوزير علي جنتي في تصريحات اوردتها صحيفة ايران الحكومية: "اننا لا نوافق على الغاء حفل علي رضا قرباني"، مذكرا بأن "الحفلات الموسيقية تخضع لمراقبة مشددة والاذونات يتم اصدارها بعد درس معمق".
وبالفعل يتعين على الموسيقيين ارسال انتاجاتهم الى وزارة الثقافة والحصول على إذن لنشر اعمالهم او لاحياء حفلات.


وتتهم الوزارة "بعض الافراد من اصحاب الاهداف السياسية" بالوقوف وراء قرارات المنع هذه، من دون اعطاء مزيد من الايضاحات.
وواجه جنتي مؤخرا انتقادات من جانب عدد من المسؤولين الدينيين على خلفية سماحه بصدور عمل موسيقي تؤدي فيه مغنية بشكل منفرد. وتحظر القوانين الايرانية المستندة الى الشريعة الاسلامية منذ 1979 على النساء الغناء انفراديا حتى لاداء لازمة موسيقية.


واتهمت نقابة الموسيقيين في ايران الجناح المتشدد في النظام بالوقوف وراء حملات المنع هذه. ونددت في بيان بـ"العوائق والهجمات" على الحفلات التي تندرج في سياق "المشروع الجديد لمجموعة سياسية تخسر الانتخابات وتريد الضغط على الحكومة المنتخبة خدمة لمصلحتها السياسية الخاصة".
وبالنسبة لبعض الفرق، اصبح الوضع غير مقبول. وطلب شهرام شعرباف المغني في فرقة اوهام الايرانية لموسيقى الروك أخيرا سحب الاذن المعطى للفرقة، مشيرا الى تكبد الفرقة خسائر كبيرة بعد الغاء عدد كبير من حفلاتها.


وكتب المغني في رسالة نشرها اواسط الشهر الماضي على صفحته عبر "فايسبوك"، ان "حياتي الشخصية والمهنية والاجتماعية خلال الاشهر الاربعة الاخيرة دمرت بالكامل". وتحدث عن "مشكلات لا اساس لها او ذات طابع شخصي" يوجدها المسؤولون في وزارة الثقافة.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم