الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

نتنياهو للكونغرس: الاتفاق النووي لا يحول بين إيران والقنبلة \r\nأوباما: الخطاب لم يقدّم أي بدائل قابلة للتطبيق

موسى عاصي
نتنياهو للكونغرس: الاتفاق النووي لا يحول بين إيران والقنبلة \r\nأوباما: الخطاب لم يقدّم أي بدائل قابلة للتطبيق
نتنياهو للكونغرس: الاتفاق النووي لا يحول بين إيران والقنبلة \r\nأوباما: الخطاب لم يقدّم أي بدائل قابلة للتطبيق
A+ A-

طرح رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بقوة امام جلسة مشتركة لمجلسي الكونغرس الاميركي حججه المفصلة ضد أي اتفاق نووي بين ايران ومجموعة 5+1، مشددا على ان الاتفاق "لن يسد الطرق امام ايران لتصنيع القنبلة النووية، بل سيعبد الطرق امامها للوصول الى القنبلة".
وكرر نتنياهو، الذي قوطع خطابه مرارا بالتصفيق الحاد والوقوف التكريمي، انه لا يمكن الوثوق بالنظام الايراني الذي رأى انه يشكل "خطرا مميتا" على وجود اسرائيل وخطرا عالميا. وتحدث عن الاتفاق وكأنه قد انجز قائلا: "هذا اتفاق سيئ. هذا اتفاق سيئ جدا، ونحن في وضع افضل من دونه". وتساءل: "لماذا سيتغير النظام الايراني الى الافضل عندما يكون متمتعا بافضل ما في العالم؟ العدوانية الخارجية، والازدهار الداخلي؟".
واضاف رئيس الوزراء الاسرائيلي، الذي قاطع خطابه نحو 40 مشرعا من المجلسين احتجاجا على ظروف دعوته والتي جرت من دون استشارة او اعلام البيت الابيض بها سلفاً، أن "أكبر خطر يواجهه العالم اليوم هو زواج الاسلام المتصلب والاسلحة النووية".
وكان مشهد دخول نتنياهو القاعة واحتفاء الاعضاء به ومصافحتهم اياه وهو يمشي في اتجاه المنبر، مشابها الى حد كبير لدخول الرئيس الاميركي لمخاطبة مجلسي الكونغرس والامة، حين يلقي خطابه السنوي عن حال الاتحاد الفيديرالي. وعندما بدأ كلامه، استهله بمخاطبه زعماء الكونغرس من الحزبين بالاسم. والجدل الحاد الذي صاحب الدعوة الى الخطاب زاد العلاقات الفاترة اصلا بين نتنياهو والرئيس الاميركي باراك اوباما تأزماً. لذا استهل نتنياهو خطابه بشكر اوباما على دعمه السياسي والعسكري القوي لاسرائيل، وكان ذلك مقدمة كي يعود لاحقا وبالتفصيل الى تفكيك وتقويض كل حجج الادارة الاميركية والايحاء بانها ساذجة اذا اعتقدت ان ايران يمكن ان تلتزم اي اتفاق توقعه.
وقال للمشرعين الاميركيين: "علينا ان نقف معاً لوقف مسيرة ايران لتحقيق الفتوحات والقمع والارهاب". وقارن "الجمهورية الاسلامية" في ايران و"الدولة الاسلامية" (داعش) في سوريا والعراق معتبراً انهما تتنافسان على من سيجلس على عرش الاسلام المتطرف. واستخدم عنوان رواية ارنست همينغواي "وداعا للسلاح" ليقول ان الاتفاق مع ايران سيكون "وداعا لضبط السلاح". واتهم ايران و"حزب الله" بانهما يسعيان الى القضاء على اسرائيل واليهود قائلا ان مرشد الجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي يستخدم "تويتر"، ويغرد "انه يجب محو اسرائيل". كما اتهم الامين العام لـ"حزب الله" اللبناني حسن نصرالله بانه يريد القضاء على اليهود ونسب اليه القول: "لو جمع كل اليهود في اسرائيل لسهلوا علينا مطاردتهم في انحاء العالم". وخلص الى ان ايران تسيطر اليوم على اربع عواصم عربية: بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء.
لكن رئيس الوزراء الاسرائيلي لم يقدم أي بدائل عملية من طروحات الادارة الاميركية التي تسعى الى اتفاق يضمن لايران حق تخصيب الاورانيوم بنسب ضئيلة ويجمد برنامجها الى حد كبير لعقد من الزمن ويمنعها من التحول السريع الى انتاج قنبلة نووية قبل اقل من سنة.


أوباما
وتعليقاً على الخطاب، لاحظ اوباما ان نتنياهو "لم يقدم أي بدائل قابلة للتطبيق". وقال في حوار موجز مع الصحافيين ان موقف نتنياهو العملي هو عدم التوصل الى اتفاق، الامر الذي يعني ان ايران ستعود الى معاودة برنامجها النووي بزخم، رافضا الادعاء بان العقوبات ستوقف البرنامج، لان تجربة 10 سنين من العقوبات اثبتت ان العقوبات وحدها غير كافية.
وقال رئيس الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ الأميركي ميتش مكونل إن المجلس سيناقش مشروع قانون يطلب من أوباما تقديم اي اتفاق نووي نهائي مع إيران للحصول على مصادقة الكونغرس.
ورد البيت الابيض بأن أوباما سيستخدم حق الفيتو ضد قانون المراجعة النووية لإيران الذي قدمه رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ السناتور الجمهوري بوب كروكر والسناتور الديموقراطي روبرت ميننديز أكبر عضو ديموقراطي في اللجنة.


طهران
وفي طهران، نقلت وكالة الجمهورية الاسلامية الايرانية للانباء "ارنا" عن الناطقة باسم وزارة الخارجية الايرانية مرضية افخم ان "كلمة رئيس وزراء النظام الصهيوني اليوم كانت مملة ومكررة... وجزءا من الحملة الانتخابية للمتشددين في تل ابيب".


محادثات مونترو
لكن الصخب الذي أحدثته زيارة نتنياهو لواشنطن وكلمته امام الكونغرس الاميركي لم يؤثرا على مسار العملية التفاوضية في شأن البرنامج النووي الايراني بين الجانبين الاميركي والايراني والمستمرة حتى غد في أحد أفخم فنادق مدينة مونترو السويسرية الهادئة، ذلك ان المحادثات دخلت مرحلة حساسة وهي تتمحور حول آلية رفع العقوبات المفروضة على ايران. وعلى حد وصف وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف، إن الحوار في شأن هذا البند يسير بشكل جدي، لكن المسألة في حاجة الى ارادة سياسية، وهو الكلام الذي كرره في جنيف عشية بدء الجولة الجديدة مشترطا التزامن بين الاتفاق النهائي ورفع العقوبات.
وقد رافق الموقف الذي اعلنه الرئيس الاميركي عن شرط تضمين الاتفاق النهائي تجميدا للبرنامج النووي الايراني عشر سنين، محادثات مونترو من غير ان يكون له تأثير الكبير. وعلى رغم اعلان ظريف موقفا رافضا لتصريح اوباما، فانه لم يعلن أي موقفٍ من مرحلة السنين العشر، خصوصا أن الطرح الاميركي الجديد يعتبر تطورا مهماً لمصلحة ايران. وخلال محادثات العام الماضي كانت الولايات المتحدة تشترط تجميدا يراوح بين 15 و20 سنة، فيما كان الايرانيون يطالبون بأن تراوح فترة التجميد بين خمس وثماني سنوات.


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم