الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

مَنْ يدقّ جرس الحقيقة؟

الياس الديري
الياس الديري
A+ A-

يودّ اللبنانيّون من أعماق قلوبهم ونفوسهم وصدورهم أن يصدُق كلام المتحدّثين عن تقدّم إيجابي في المحادثات النووية بين واشنطن وإيران.


ويتمنّون أن تكون المحادثات قد حقّقت حتى الآن ما يشكّل إطاراً عاماً لاتفاق مُحْكم ومفصَّل في هذا الصدد.
وقد تكون فرحة بيروت أكبر من فرحة طهران إذا تمّ النصيب في وقت قريب.
أما سبب الاهتمام اللبناني باتفاق كهذا، فهو بالطبع الفراغ الرئاسي الذي يكاد يدشّن شهره الحادي عشر، وما يُذاع ويُشاع في مختلف العواصم والاصقاع عن دور كبير لطموحات طهران الإقليميّة والنوويّة في تعطيل الاستحقاق الرئاسي في لبنان.
وثمّة مَنْ لا يتردّد في حصر العرقلة الرئاسيّة بالدور الإيراني، ولجوء القادة الإيرانيّين إلى تجميع كل عوامل الضغط على الإدارة الأميركية في سبيل تاج الزعامة الاقليميّة، كما تاج "النووي".
ولتعطيل الدولة اللبنانيّة، والمؤسّسات، وتفريغ المنصب الرئاسي من رئيس البلاد في زمن ازدهار الارهاب "الداعشي" فوق إرهاب التطرّف، فوائد شتّى قد تظهر مفاعيلها حين ينادي المنادي وتعود الأنوار والأدوار إلى قصر بعبدا.
من غير الجائز سكوت كبار المسؤولين، وتلهّي بعضهم في مشكلات هامشيّة، فيما خطر الفراغ الرئاسي يكاد يتحوّل قضيّة وطنيّة مصيريّة، أهمّ بكثير من شهوات المتعطّشين إلى السلطة بأي ثمن، وعن أي طريق كان، دون إهمال العبث المفاجئ الذي بدأ يشلّ عمل الحكومة، ويوجّه الأنظار إلى آلية عمل حكومة ذاهبة غداً عن أخطر أزمة رئاسيّة يواجهها لبنان منذ اتفاق الطائف.
على افتراض أنّ كل ما قيل حتى الآن عن دور إيران وحلفائها اللبنانيّين في الفراغ الرئاسي هو مجرّد كلام لا أساس له من الصحة، فلمَ لا يتكرّم هذا المرجع المسؤول أو ذاك، هذا المتزعِّم السياسي أو ذاك، هذا القيادي الحزبي الذي يصول ويجول في خطبه، لمَ لا يتكرّم أحدهم ويقول للبنانيّين ما هي الحقيقة؟
وما هي الأسباب التي تمنع لبنان من أن ينتخب رئيساً للجمهوريّة بعد عشرة أشهر من الصبر وانتظار غودو... أو ما هو ليس معروفاً؟
إذا القصة قصة إيران، فها هي "الزعيمة الجديدة" تنال مرادها، وتحصل على أكثر مما كانت تمنّي نفسها به. فلتتكرّم وتخلِ سبيل الاستحقاق الرئاسي اللبناني مشكورة.
هل لدى أي متزعِّم، أي وزير، أي نائب، أي مرجع سياسي أو ديني، ما يعلنه في شأن الفراغ الرئاسي الذي لا يختلف حاله عن حال الأيتام على مائدة اللئام؟
مَنْ يتبرّع بدقّ جرس الحقيقة؟


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم