الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

"القوات" و"التيار" يتفقان على التنمية

المصدر: جزين- رلى خالد
"القوات" و"التيار" يتفقان على التنمية
"القوات" و"التيار" يتفقان على التنمية
A+ A-

نظّمت منسقيّة جزين في "القوات اللبنانية" محاضرة عن التنمية ودور مختلف مكوّنات المجتمع في عملية تحقيق التنمية الفعلية للأرياف. شارك فيها راعي أبرشية صيدا للروم الملكيين الكاثوليك المطران إيلي بشارة الحداد، ورئيس اتحاد بلديّات منطقة جزين خليل حرفوش والدكتور وسام راجي مسؤول مركز التنمية والديمقراطية والحوكمة في حزب "القوات".
أقيمت المحاضرة في صالة سينما أمبير في جزين، بحضور حشد من الفعاليات السياسية والإجتماعية وعدد من رؤساء البلديات والمخاتير في المنطقة وممثلين عن حزبي "القوات اللبنانية" والتيّار الوطني الحرّ ومحازبين.


عون : لمدّ يدّ التلاقي وتناسي الخلافات من أجل جزين
بعد النشيدين الوطني والقواتي تحدّث عريف الحفل، رئيس منسقيّة جزين في "القوات" الدكتور سامر عون عن أهمية تحقيق التنمية للمناطق الريفية قائلا: "لا تنمية بدون وفاق وتكافل وتضامن، الوفاق والسلم السياسي والإجتماعي ركائز التنمية، فقبل المشاريع والبحث عن التمويل والمبادرات لا بدّ من تأمين مناخ سياسي إجتماعي ومدني يهيّئ الى استقرار يُبعد المنطقة عن الشحن والصراع السياسي، من هنا ومنذ قرابة العامّ أطلقنا مبادرتنا تجاه جميع الأطراف السياسية للتلاقي، والبحث الجدّي في إيجاد سُبل تعاون تتخطى التموضع السياسي لكلّ فريق، من أجل تأمين فرص عمل والحدّ من النزوح وعمليات بيع الأراضي، قناعة بهذه الحاجة كنّا سبّاقون لفتح قنوات الحوار مع إخوتنا في التيّار الوطني الحرّ، واتفقنا سويّة على وضع خلافاتنا السياسية على أقدام سيّدة المعبور، والتضامن من أجل جزين مزدهرة، ونحن مسرورون أنّ هذا الحوار بدأ اليوم وبشكل جدّي على صعيد القيادتين من أجل تنظيم الإختلاف وأحقية التنافس السياسي الشريف، مع الحفاظ على التنوّع السياسي والإقرار به بدل التلهي بمشاحنات إلغائية أو بيانات صحفية لا تغذي إلاّ نار الفتنة والفرقة ونبش قبور الماضي بأحقاده."
وأضاف عون : "نحن مستعدون لمدّ اليدّ والتلاقي وتناسي خلافات الماضي بأحقاده وأحزانه ومآسيه من أجل الحفاظ على منطقة جزين عروسة للجنوب. "


المطران الحداد: الحوار بين المسيحيين دلالة على التهديد الوجودي لهم في لبنان
وعن دور الكنيسة في تحقيق التنمية، تحدث راعي أبرشية صيدا للروم الملكيين الكاثوليك المطران إيلي بشارة الحداد مثنياً على مشهد التلاقي بين الأطراف المسيحية في هذا اللقاء من أجل التنمية، وتابع قائلا : "إنّ التنمية بنظر الكنيسة حاجة أساسية للإنسان وهي مرادف للسلام ، فالواقع الإنساني يكشف عن هوّة كبيرة بين المجتمعات الإنسانية في الدول الصناعية المتطورة والبلدان الفقيرة، وهذه المجتمعات في الدول المتطورة تنمو على حساب الدول الفقيرة، لذلك أعلنت الكنيسة عن رأيها الصريح في هذا الموضوع وطالبت بتوزيع عادل للخيرات والثروات الطبيعية، وعدم الإتراف في الغنى على حساب الفقراء، وبالتالي ردم الهوّة الكبيرة بين الأغنياء والفقراء في العالم.
ووضعت الكنيسة عناصر ثلاثة لتحقيق التنمية الفعلية: العنصر الأول هو الإنسان الذي يجب أن يعيش بكرامته، العنصر الثاني مراعاة القيّم الإنسانية كالحرية والكرامة البشرية...الخ، أما العنصر الثالث فهو الأرض، وبالتالي ترفض الكنيسة تحسين شروط الحياة البشرية المادية والإقتصادية على حساب الأخلاق والقيم الإنسانيّة" .
ويرى الحداد "أن المجتمعات الريفية يتهدّدها خطر وجودي في ظل غياب استراتيجية حقيقية للتنمية تقوم على مبدأ الشراكة بين الدولة ومختلف مكوّنات المجتمع والكنيسة بشكل خاص، مع العلم أنّ هذا المبدأ غير موجود حالياً في لبنان ونحن نعاني من غياب الدولة عن تحمّل مسؤولياتها تجاه المواطنين."
ورأى الحداد "أن الفرد بحاجة الى توعية، فبالرغم من المشاريع الإنمائية التي قامت بها مطرانية صيدا للروم الملكيين الكاثوليك لإنماء المنطقة على جميع الأصعدة من تنفيذ مشاريع مأوى ومدارس ومشاريع زراعية ومشاريع سكنية ...الخ، لا يزال بعض الأشخاص يتساءلون عن الجدوى الشخصية التي حصلوا عليها جراء هذه المشاريع، متجاهلين الإستراتيجية الشاملة التي تعتمدها الكنيسة لإطالة أمد وجودهم في هذه المنطقة."
وإعتبر الحداد أنّ الجهود السياسية للأحزاب لا تخدم دائماً التنمية، بل هي تلبي رغبات الزعماء بالأغلب الذين يركّزون على خدمة جماعاتهم والفريق الذي ينتخبهم، موضحاً "أن تلاقي المسيحيين في بوتقتين أو ثلاث قد تسمح لهم بتقاسم المغانم في السلطة، لكن الإستراتيجية العامة تبقى غائبة، وما يحصل اليوم من حوار بين القيادات المسيحية شيء مشجّع ويدل على كون الوجع وصل الى مرحلة التأكد بأنّنا مهدّدون في وجودنا، وبالتالي أصبحنا من الفئة الثانية بحيث أنّ انتخاب رئيس مسيحي للجمهورية اللبنانية لم يعد حاجة ملحّة وأصبح يؤجل في كلّ مرة الى حوالي التسعة أشهر، ممّا يعني أنّ المسيحي في لبنان لم يعد له أي دور وطني كبير."


حرفوش: الخطيئة الكبرى تكريس العمل الإنمائي لخدمة الزعماء السياسيين
من جهته تحدث رئيس اتحاد بلديّات منطقة جزين خليل حرفوش عن دور السلطة المحليّة في تحقيق التنمية مُعدداً ما تحقّق من إنجازات على صعيد منطقة جزين، في إطار الخطة الإستراتيجية الشاملة التي وضعها اتحاد البلديات للمنطقة، وشكر حرفوش دعوة "القوات اللبنانية" له للمشاركة في هذه المحاضرة مؤكداً "أن المشاكل التي تعاني منها البلديّات عديدة أبرزها الرقابة الزائدة التي يُمارسها بعض القائمقامين والمحافظين ممّا يشلّ العمل الإنمائي للبلديات، أمّا المشكلة الثانية التي تواجهها البلديّات فهي السياسة والسياسيين، وأنا أتلاقى هنا مع سيدنا المطران الحداد، لأن المُنتخب بشكل إجمالي يهمّه أن يُنتخب مرة ثانية، وبالتالي كلّ عمله يكون موجهاً نحو أشخاص أو فئة معيّنة تضمن إعادة انتخابه لدورة جديدة، والخطيئة الكبرى هي أن نكرّس عملنا الإنمائي في سبيل خدمة الزعماء الذين أوصلونا، وللأسف يقع في هذا الخطأ معظم المُنتخبين، وأنا أسعى صراحة الى تفادي هذا الموضوع وتحقيق التنمية المتوازية والمتساوية بين جميع فئات المجتمع ومكوّناته ، أمّا المشكلة الأبرز للبلديات فتبقى عدم صرف الأموال المستحقة لها من الضرائب والرسوم العامّة."


راجي: إنفتاح الجهات الدولية المانحة لدعم التنمية في الجنوب والبقاع
أخيرا تطرّق الدكتور وسام راجي الى موضوع التنمية الإقتصادية ودور الأحزاب وبشكل خاص "القوات اللبنانية" في تحقيق هذا النمو مؤكداً "أنّ هناك ترابطاً وثيقاً بين السياسة والتنمية الإقتصادية ."
وتناول راجي دور مركز التنمية والديمقراطية والحوكمة في "القوات" في جذب العديد من الإستثمارات وبشكل خاص عبر الجهات المانحة، والتي غطت في السنوات الماضية العديد من المشاريع الإنمائية في مختلف المناطق اللبنانية بشكل خاص في الشمال، وتحديداً قضاء عكار وذلك عبر هبات من جهات دولية مانحة مثل USAID وغيرها، كاشفاً أن انفتاحاً من قبل الجهات الدولية برز مؤخراً لدعم التنمية في مناطق الجنوب والبقاع مؤكداً أن "القوات" ستسعى الى تأمين كلّ الدعم المطلوب لتحقيق التنمية في منطقة جزين بالتعاون مع المكونات المحلية الدينية والسياسية .


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم