الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

حلول اليوم الوطني للمحميّات والتحديات لا تزال قائمة

المصدر: خاص- "النهار"
باسكال عازار
حلول اليوم الوطني للمحميّات والتحديات لا تزال قائمة
حلول اليوم الوطني للمحميّات والتحديات لا تزال قائمة
A+ A-

يطلّ اليوم الوطني للمحميّات الطبيعيّة في لبنان هذا العام وكأنه ذلك اليوم الوطني نفسه الذي يطلّ في كل عام، فالمشكلات والتحديات لا تزال على ما كانت عليه، والأسوأ أنها تتفاقم في بعض النواحي. فمشروع القانون الخاص بالمحميّات يتقدّم ببطء في الأروقة النيابيّة، وجزء من المحميّات غير موجود إلا في المراسيم الورقيّة نظراً إلى استباحتها والإجهاز على فرادتها الطبيعية. أمّا المحميّات المحميّة نوعاً ما فحمايتها هشّة وتسقط سريعاً أمام المشاريع الاستثمارية والإنمائيّة ليقف القانون والسلطات المعنيّة عاجزين عن إغاثتها، وليس الضرر الذي حلّ بمحمية بنتاعل أخيراً سوى خير دليل على هشاشة القوانين واتساع حلقة التعديات على المحميّات وسوء التعامل معها كإرث طبيعي ووطني سيستحيل علينا تعويضه متى اندثر.
توقّفت "النهار" عند أهميّة المحميّات الطبيعيّة والحفاظ عليها مع المستشارة البيئيّة في وزارة البيئة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي منال مسلّم التي اعتبرت أن "الحديث عن روعة طبيعتنا ومحمياتنا هو أمر بديهي، لذلك لن أتوقف عند هذا الجمال الاستثنائي الموجود فيها، لكنني سألفت فقط إلى أهميتها البيئية إذ تشكّل موطناً للحيوانات والنباتات النادرة، كما أنها تحافظ على الهواء النقي وتحدّ من انجراف التربة". وتخلق المحميّات وفق مسلّم "حركة سياحيّة تعود بالمنفعة الاقتصاديّة على أهالي المناطق المحيطة بها، إذ تستضيف السياح في بيوت الضيافة وتبيع منتجاتها ما يحدّ من حركة النزوح من الأرياف باتجاه المدينة بالإضافة إلى المساهمة في التنمية المحلية. في النهاية إن هذه المحميات هي جزء من إرث لبنان الطبيعي ومن واجبنا الاهتمام بها والحفاظ عليها".
مشكلات وتحديّات
في ما يخصّ التحديّات، أوضحت مسلّم أنها تنقسم إلى قسمين "أولا التعديات التي تشمل الرعي والتلوّث، وثانياً عدم وجود حدود مرسومة للمحميات وغياب المخطط التوجيهي لها ما يؤدي إلى البناء العشوائي، وتعتبر هذه من أبرز المشكلات التي نواجهها ونعمل على حلها من طريق هبة تم تقديمها من الاتحاد الأوروبي من أجل وضع منهجيّة لتحديد الحدود، وسوف نبدأ بتطبيقها".
ولدى النظر إلى حاجات المحميّات تظهر تحديات أخرى وفق مسلّم أبرزها "تأمين الدعم المالي للمحميات كي تستمرّ، ففريق عمل المحميّة في حاجة إلى رواتب للاهتمام بها، كما لا بدّ من تمويل دراسات دوريّة يجب وضعها لكل محميّة لمراقبة النظم الإيكولوجية فيها ورصد كيفية تطوّرها والمشكلات التي تواجهها، كما لا بدّ من تمويل دراسات تضع خططاً لمواجهة الكوارث وأخرى لتطوير المحميّة وصيانتها". وأضافت "من الضروري القيام بتنمية قدرات إدارة المحمية وتطويرها كي تدار بطريقة صحيحة".
وشدّدت على أن "الدعم السياسي الذي تحظى به المحمية من بيئتها الحاضنة أو مجتمعها المحيط أساسي، فاتخاذ القرار السياسي من محيطها بحمايتها وصيانتها هو ما يفسّر تقدّم أوضاع بعض المحميّات باستمرار وتطورها أكثر من غيرها". ولفتت إلى ضرورة إقرار "مشروع قانون المحميّات الطبيعيّة الذي وافق عليه مجلس الوزراء في العام 2012، وقد وافقت عليه اللجان المختصة في مجلس النواب ومن المفترض أن يتقدّم في المجلس. فهذا القانون مع إقراره سيشكّل إطاراً قانونياً يحمي هذه المحميات ويساهم في تطوير أوضاعها".
واعتبرت مسلّم أن "توعية المواطنين على أهمية المحميّات يضطلع بدور أساسي في صيانتها وحمايتها من التعديات"، مشيرة إلى "حاجة لبنان إلى إنشاء محميّات جديدة تحمي هويّته الطبيعية والبيئيّة".


تقرير وزارة البيئة
أورد تقرير أصدرته وزارة البيئة العام الماضي قبل حلول اليوم الوطني للمحميات المصادف في 10 آذار، مجموعة من المعلومات التي تتناول المحميّات اللبنانية وخصائصها، ويشير التقرير إلى أن للبنان "14 محميّة طبيعيّة تشكل نحو 3% من مساحة وطن الأرز. تحتوي هذه المحميات على تنوع بيولوجي غني جداً، يتمثل في نحو 370 نوعاً من الطيور المقيمة والمهاجرة وما يزيد على 2000 نوع من النباتات والأزهار البريّة، والكثير من هذه النباتات يتفرّد به لبنان، والبعض منها طبي وعطري ومأكول، إضافة إلى نحو 30 نوعاً من الثدييات، نذكر منها الذئب والضبع والهر البري والنيص والسنجاب".
وأوضح التقرير أن هذه المحميات "تنشأ وتدار تحت إدارة وإشراف وزارة البيئة، وتحتوي على معظم غابات الأرز المتبقية في لبنان". أما بالنسبة إلى مساحة غابات الأرز داخل المحميات وخارجها فتبلغ نحو 2000 هكتار، موزعة تقريباً على 12 تجمعاً وغابة، أهمها القموعة وإهدن وبشري وتنورين وحدث الجبة وجاج وعين زحلتا وبمهريه والباروك ومعاصر الشوف". أما محميات لبنان الـ14 فهي "حرج إهدن، وجزر النخيل، وغابة أرز تنورين، ومشاع شننعير، وبنتاعل، واليمونة، وأرز الشوف، وشاطىء صور، ووادي الحجير، وكرم شباط، ورامية، وكفرا، وبيت ليف ودبل". وفضلاً عن المحميات الطبيعية "يوجد في لبنان 28 غابة محمية و17 موقعاً طبيعياً". وقد أضيفت إلى هذه المحميّات أخيراً محميّة أرز جاج، ليرتفع عددها إلى 15 محميّة، ويقوم وزير البيئة محمّد المشنوق غداً بإطلاق اليوم الوطني للمحميات المصادف في العاشر من الجاري.
[email protected]
Twitter: @azarpascale

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم