الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

الاستبداد بوصفه نزوعاً شخصياً

الاستبداد بوصفه نزوعاً شخصياً
الاستبداد بوصفه نزوعاً شخصياً
A+ A-

"إنما العاجز من لا يستبد"، و"الظلم من شيم النفوس فإن تجد ذا عفة فلعلة لا يظلم". يلتقي إذاً الشاعر الماجن والمستهتر عمر بن أبي ربيعة مع المتنبي، الشاعر الحكيم والرصين، في تقييم طبيعة النفس البشرية. وفي الروايات أن هارون الرشيد وجد في قول ابن أبي ربيعة هذا عوناً له في "استبداده" بالبرامكة والفتك بهم، وذلك على رغم أن ما يتناوله بيتا الشعر الآنفان يخص الطبيعة البشرية وليس طبيعة الحكم التي ينبغي أن تنطوي على ضوابط تحد من مزاجية الفرد الحاكم وميله إلى "الاستبداد". ليس الغرض هنا الكلام عن الأنظمة المستبدة ولا عن "الاستبداد الشرقي"، الغرض هو التأمل فينا والحديث عن استبدادنا نحن، الناس العاديين والضحايا الأزليين لاستبداد أنظمة الحكم. ففي كلٍّ منا مخزون، قليل أو كثير، من الميل إلى مصادرة حرية الآخرين، وحين يلتقي هذا الميل مع قوة كافية لتحقيقه، نكون أمام شخص مستبد. الإنسان الطبيعي غير "العاجز" والخالي من "العلل" هو، إذا صحّ ما يذهب إليه الشاعران، إنسان ظالم ومستبد.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم