الأكراد أحرزوا تقدّماً نوعياً في الحسكة وتركيا تبدأ تدريب المعارضة المعتدلة غداً

بعد اشتباكات استمرت ستة ايام، سيطر مقاتلو "وحدات حماية الشعب" الكردية أمس على بلدة تل حميس، أحد أبرز معاقل تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) في محافظة الحسكة بشمال شرق سوريا.

وقال مدير "المرصد السوري لحقوق الانسان" رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له، ان الاكراد مدعومين بمقاتلين عرب من "جيش الصناديد" كانوا دخلوا الاطراف الجنوبية والشرقية للبلدة صباحا، فما كان من مقاتلي التنظيم الجهادي المتطرف الا ان انسحبوا بعيد ذلك من دون مقاومة تذكر، و"اتجهوا نحو مناطق اخرى في محافظة الحسكة".
ووصف تل حميس بانها "من أهم معاقل التنظيم" في المنطقة وتفتح الطريق امام التواصل مع مناطق في العراق يسيطر عليها "داعش". ودخل المقاتلون الاكراد البلدة التي يسيطر عليها التنظيم الجهادي منذ اكثر من سنة بعدما نجحوا في انتزاع 103 قرى في محيطها.
وأورد المرصد ان عددا من سكان القرى التي سيطر عليها الاكراد، وهي قرى عربية، فروا منها متجهين خصوصا نحو الحدود التركية، خوفا من ممارسات انتقامية للاكراد. وقال ان المقاتلين الاكراد اقدموا على احراق بضعة منازل تعود الى مقاتلين او عناصر في صفوف "داعش" في هذه القرى، "الا انهم لم يتعرضوا لاي من السكان".
وبات المقاتلون الاكراد يسيطرون على شريط واسع يمتد من تل حميس شرقا نحو الحدود العراقية. وياتي هذا التطور وقت يشهد محيط بلدة تل تمر الواقعة شمال غرب مدينة الحسكة والتي يسيطر عليها الاكراد هدوءا اثر الهجوم الذي شنه "داعش" على قرى في المنطقة الاثنين واقدم خلاله على خطف 220 مسيحيا آشوريا على الاقل. وتسبب الهجوم بحركة نزوح كثيفة من القرى المستهدفة في ريف الحسكة، شملت نحو خمسة آلاف شخص وفقا لمسؤولين حزبيين وناشطين، توجهت غالبيتهم نحو مدينتي الحسكة والقامشلي الحدودية مع تركيا.

تركيا تدرب المعارضة
على صعيد آخر، صرح الناطق باسم وزارة الخارجية التركية تانجو بيلغيتش بان برنامج تدريب وتجهيز المعارضين المعتدلين للنظام السوري في رعاية تركيا والولايات المتحدة سيبدأ غداً.
وقال في لقاء صحافي اسبوعي ان البرنامج "سيبدأ في الاول من آذار لا يمكنني تقديم تفاصيل اضافية".
وبعد اشهر من النقاشات الشاقة وقعت واشنطن وانقرة في 19 شباط اتفاقا لتدريب مجموعات معارضة سورية معتدلة في قاعدة تركية وتزويدها معدات عسكرية.
وتريد انقرة التي تعتبر الرئيس السوري بشار الاسد عدوها اللدود تدريب هؤلاء المعارضين لمقاتلة نظام دمشق وجهاديي "داعش".

فابيوس وهاموند: لا للاسد
ورد وزيرا الخارجية الفرنسي لوران فابيوس والبريطاني فيليب هاموند في مقال نشرته صحيفتا "الحياة" الصادرة في لندن و"الموند" الفرنسية على من يطالبون بالتقارب مع الأسد قائلين، إنه يستغل الخوف من "داعش" لاستعادة الدعم الدولي. واكدا ان "الأسد هو نفسه في واقع الأمر من يغذي الظلم والفوضى والتطرف وفرنسا والمملكة المتحدة عازمتان على الوقوف معا لمواجهة هذه الأمور الثلاثة".

لافروف

وفي موسكو حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في كلمة القاها أمام الأكاديمية الديبلوماسية الروسية، من مغبة أي مغامرة باستخدام القوة في سوريا، معتبرا أن هذا سيعني أن سوريا ينتظرها مستقبل مؤسف. وقال إن فرصة التسوية السلمية للأزمة السورية لا تزال قائمة". و"إن روسيا تعول على مشاركة المزيد من أطياف المعارضة السورية في لقاء موسكو المقبل في شأن التسوية السورية السورية". وأضاف: "نعمل حاليا على إعداد لقاء آخر من هذا النوع، ونعول على أننا سنرى فيه المزيد من ممثلي المعارضة، ونعزز تفاعلنا مع دول المنطقة وخصوصاً مع مصر التي تعمل بنشاط على تثبيت وحض المعارضين على مواقف بناءة".
وقال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف إنه من المحتمل أن تعقد الجولة الثانية من محادثات المصالحة بين الأطراف السوريين في موسكو في نيسان المقبل.

"الائتلاف" و"التنسيق"
في غضون ذلك، توصل وفدان من "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" و"هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي" من معارضة الداخل الى تفاهم على مبادىء لتسوية سياسية للازمة المستمرة في سوريا منذ اربع سنوات خلال اجتماعات عقداها اخيرا في باريس.
وقال عضو المكتب التنفيذي لـ"هيئة التنسيق" خلف داهود: "انها المرة الاولى يتم التوصل الى اتفاق بين الائتلاف الوطني وهيئة التنسيق" التي تضم مجموعة من الاحزاب والقوى من المعارضة المقبولة لدى النظام.