الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

ارتدادات الاتفاق النووي!

سميح صعب
سميح صعب
A+ A-

الجميع يستعدون في الشرق الاوسط للتحول الاستراتيجي الذي سيحصل نتيجة احتمال التوصل الى اتفاق بين الغرب وطهران حول البرنامج النووي الايراني وما سيترتب على ذلك من اعادة رسم للجغرافيا السياسية في المنطقة. فالاستنفار السياسي في اسرائيل يقود بنيامين نتنياهو الى الكونغرس الاميركي الثلثاء المقبل، غير عابىء بتحذيرات المسؤولين الاميركيين من الاثر "المدمر"، لخطابه المزمع على العلاقات بين الولايات المتحدة واسرائيل. فبالنسبة الى نتنياهو، أي اتفاق غربي مع ايران سيعتبر بمثابة ضربة تكون لها مفاعيل جيوسياسية على اسرائيل. لذلك يرفض الاتفاق في المطلق حتى قبل ان يطلع على مضمونه كما قال وزير الخارجية الاميركي جون كيري.


ودول الخليج العربية لا تقل توتراً، على رغم رسائل التطمين التي بعث بها الرئيس الاميركي باراك أوباما مع امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ومفادها ان واشنطن لا تزال عند موقفها من ان لا استقرار في سوريا من دون رحيل الرئيس بشار الاسد. وكان الخليجيون يخشون ان يكون تخلي المسؤولين الاميركيين في الآونة الاخيرة عن تكرار لازمة رحيل الاسد، ينم عن تغيير في السياسة الاميركية حيال سوريا بفعل التقدم الذي احرز في المفاوضات النووية. وزاد قلق الخليجيين شبه التجاهل الاميركي للتوسع الحوثي في اليمن.
ومن حيث لا يقصد ضاعف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عوامل القلق لدى الخليجيين عندما اغار على ليبيا انتقاما لقتل "داعش" 21 قبطياً مصرياً. فدول الخليج العربية تريد من مصر ان تستخدم قوتها العسكرية في المشرق او في اليمن وألا تغرق في حرب في المغرب العربي حتى ولو كانت ضد "داعش".
وتركيا هي أيضاً يسودها التوتر على رغم انها تحافظ على علاقات طبيعية مع ايران. وإلا كيف يمكن تفسير التوغل البري الواسع في شمال سوريا الذي تجاوز في ابعاده ورسائله مسألة نقل رفات سليمان شاه جد مؤسس السلطنة العثمانية من مكان الى آخر. كأن تركيا أرادت ان توحي الى الاصدقاء قبل الاعداء ان أنقرة قادرة على التحرك عسكريا اذا ما رأت ان الاوضاع تسير في غير مصلحتها في المنطقة.
هذه هي الحسابات التي تبنيها دول المنطقة انطلاقاً من احتمال التوصل الى اتفاق غربي – ايراني بحلول أواخر آذار. ولكن ماذا اذا لم يحرز الطرفان ما يكفي من التقدم للتوصل الى اتفاق وعادت الامور الى المربع الاول؟ باتفاق أو من دونه ستدخل المنطقة في انعطاف كبير ويبدأ العد العكسي لتحولات لا يمكن التنبؤ بها منذ الآن.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم