الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

الاتفاق النووي والاستحقاق "المخطوف"

الياس الديري
الياس الديري
A+ A-

لا يتردَّد المتفائلون والمتابعون في القول إن اقتراب موعد الاستحقاق الرئاسي لم يعد مجرَّد حُصرم رأيته في حلب. أو مجرَّد حُلم ليلة صيف. فالوضع اللبناني قد يصبح قريباً مُهيَّأً للتغيير.


بالطبع، هذا "الكلام الكبير" ليس من باب التمنّي، أو التبصير، أو التحليل، إنما استناداً إلى الوقائع والتطوّرات التي شهدتها الجولة الأخيرة من المفاوضات الأميركيَّة الإيرانيّة حول الملف النووي، والتي حقّقت نجاحاً وتقدّماً يرشّحان إطار الاتفاق للإعلان خلال اسابيع قليلة، كما تتوقّع جريدة "النيويورك تايمس".
ومَنْ من السياسيّين، والمسؤولين، والناس العاديّين، لا يعلم علم اليقين أن الفراغ الرئاسي هو في واقع الأمر "ضحيَّة" الطموح النووي لإيران. والشهود حاضرون لسردْ الوقائع والتفاصيل، وكل البنود التي تربط هذا الفراغ بذاك النووي.
فحين تزول الأسباب تُفتح الأبواب. وتالياً، يتمُّ الإفراج عن الاستحقاق اللبناني، أو "الصيد السمين" الذي لعب دوراً لا بأس به في عملية الأخذ والردّ، والكْباش أيضاً.
ويبدو أنَّ المسألة النوويَّة تخطَّت كل العقبات والعراقيل التي كانت تؤخّر إنجاز أهمّ "ملف سياسي"، في هذه الحقبة العربيَّة المتأجّجة بالحروب والمفاجعات التي لم تألَفْها المنطقة ولم تعرف من قَبل شبيهاً أو مثيلاً لها.
وأضْحَت الحكاية التي كانت بالغة التعقيد حكاية وقت قصير، تتمّ خلاله بعض "الروتوشات" التي لا تمسّ جوهر الاتفاق، ولا تعرّضه لأية هزَّة. وسائل الإعلام الأميركي والإوروبي مُجْمعة على أن الطرفين أحرزا تقدّماً واضحاً من شأنه ترشيح الاتفاق بنصّه النهائي للإعلان مع نهاية شهر آذار أو الذي يليه؟
مثلما كان الخلاف بين البلدين على هذا الملف يأخذ لبنان بطريقه، فمن الطبيعي وتحصيل الحاصل أن يتنفّس لبنان الصُعداء حين يتم الاتفاق وتزول كل أسباب الجفاء بين واشنطن وطهران.
واستناداً إلى الصحف الأميركية والفرنسيَّة والإسرائيليَّة، تبدو الدولتان "في حاجة إلى تحقيق هذا الاتفاق. ولن تسمحا لأحد في الداخل أو الخارج أن يمنعهما من التوصّل إلى ذلك أيّاً تكن الأثمان.
لا موجب للدخول في التفاصيل التي تبدأ بـ"الإطار العام" وتتوقّف عند مسْك الختام حيث يتمّ التوقيع، كما جاء في دراسة لـ"معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى"، كما لا موجب للتوقُّف عند آراء بنيامين نتنياهو الذي بدأت تفصله هوّة واسعة عن الموقف الأميركي وسياسة الرئيس باراك أوباما. فقافلة الاتفاق تسير مهما صاح وصرخ رئيس الوزراء الإسرائيلي.
أما بالنسبة إلى اللبنانيّين عموماً، فإن المهمّ والأهمّ الإفراج عن الاستحقاق الرئاسي، ومغادرة هذا الفراغ المدمِّر.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم