الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

بركان "مثلث الموت" يغلي..."الجبهة الجنوبية" لـ"النهار":لا تهُمنا الأرض بل ما يُسقط النظام

المصدر: "النهار"
محمد نمر
بركان "مثلث الموت" يغلي..."الجبهة الجنوبية" لـ"النهار":لا تهُمنا الأرض بل ما يُسقط النظام
بركان "مثلث الموت" يغلي..."الجبهة الجنوبية" لـ"النهار":لا تهُمنا الأرض بل ما يُسقط النظام
A+ A-

دير العدس ودير ماكر وأجزاء من الدناجي، هي البلدات التي استطاع النظام السوري و"حزب الله" السيطرة عليها في معركة "مثلث الموت" في جنوب سوريا الذي يربط بين أرياف درعا والقنيطرة ودمشق، أما قوات المعارضة فسيطرت على المزارع الجنوبية للدناجي، إضافة إلى تلال السرجة، العروس، مرعي.


وبحسب ما يروى مدير مكتب وكالة "سوريا برس" ماهر الحمدان لـ"النهار" فإن "المعركة خفّت حدّتها في بعض المحاور بسبب العواصف التي ضربت المنطقة، لكن الأكيد أن النظام و"حزب الله" لن يتراجعا عن المعركة كما ان المعارضة لن تتراجع في الدفاع عن المثلث الذي شهد 13 يوماً من المعارك من دون أي حسم، وتعتبر المعارضة انها قلبت المعايير بتحويل موقعها من الدفاع إلى الهجوم، اذ كانت أعلنت منذ اسبوع عن معركة "توحيد الراية" بهدف استعادة السيطرة على تلة مرعي، تلة السرجة، تلة العروسة، قرية الدناجي، مزارع الهبارية. وبحسب معطيات المعارضة، أقدم مقاتلوها على دفع عناصر النظام و"حزب الله" إلى التراجع إلى وسط قرية الدناجي، لتتمركز هي في المزارع الجنوبية للبلدة، ودارت اشتباكات عنيفة على تلال السرجة والعروسة ومرعي.


 


جبهة حمريت
بالانتقال إلى جبهة حمريت - تلال فاطمة، تتواصل عمليات القصف العنيف بمئات قذائف المدفعية وصواريخ الراجمات منذ عصر الخميس على كل من حمريت وسلطانة ومنطقة تلال فاطمة والسهول المحيطة في مثلث (درعا - القنيطرة - ريف دمشق)، كما دارت اشتباكات عنيفة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقذائف الصاروخية بين مقاتلي الجبهة الجنوبية وعناصر الحرس الثوري الإيراني و"حزب الله" والنظام على جبهات بلدة سلطانة، حيث تحاول قوات الحرس الثوري الايراني التقدّم باتجاه سلطانة وتلال فاطمة من محاور دير ماكر وتل الشحم، كما يحاول "حزب الله" التسلّل في اتجاه حمريت من محور أيوبا، فيما يتمّ زج عناصر من النظام في المقدمة ليتلقّوا الضربات الأولى، كما يستمرّ القصف العنيف على تلك البلدات.


 


النظام يقصف "حزب الله"
وفي معطياته أن "مروحيات النظام السوري ألقت عن طريق الخطأ أربعة براميل متفجرة على ثكنات يتمركز فيها عناصر "حزب الله" في الحارات الشرقية والغربية لبلدة ماعص، أقصى الريف الغربي، ما أدى إلى مقتل وجرح العديد من عناصر قوات النظام و"حزب الله" والحرس الثوري"، موضحاً أن "بلدة ماعص تعتبر ثكنة رئيسية للحزب والحرس الثوري، ويتواجد فيها أكثر من 250 مقاتلاً، إضافة إلى 14 آلية عسكرية بين دبابة ومدرعة وسيارات رباعية الدفع، وحاول حزب الله التسلّل إلى بلدتَي حمريت وسلطانة عن طريق الجبهة الشمالية والغربية، عن طريق بلدة ماعص كونها منفتحة بشكل شبه كامل على البلدتين، فيما استهدف مقاتلو المعارضة ثكنات "حزب الله" في الحارة الشرقية لبلدة ماعص، بقذائف الهاون عيار 120 ملم ضمن معركة "توحيد الراية".


قائد الجبهة الجنوبية
وتحدث الناطق باسم الجبهة الجنوبية الرائد عصام الريس لـ"النهار"، مشدّداً على أن "معركة "توحيد الراية" تمكّنت خلال ساعات من العمليات العسكرية من تحرير مناطق عدة، والوصول الى تل سرجة وتل العروس في المحور الغربي، والى أطراف الدناجي في المحور الشرقي، وتم تثبيت النقاط فيها"، مضيفاً: "حالياً بفعل العاصفة الثلجية فان الاعمال القتالية متوقفة، بانتظار أي جديد". ويرى أن "الاهمية في توحيد الراية تكمن في ان الفصائل المشاركة عملت وفق معاهدة الدفاع المشترك بينها وتحت لواء الثورة، وأوضحت الاستراتيجية العسكرية التي تتبعها الجبهة الجنوبية في حرب العصابات اننا قادرون في أي زمان ومكان ان نبادر بالهجوم ولا نكتفي بالدفاع".


ويرى الريس الذي يتحدث باسم أكثر من 60 فصيلاً سورياً معارضاً (حوالي 40 ألف مقاتل) أن "الحرس الثوري الايراني أبدى أهمية كبرى في الوصول الى محاصرة دول الخليج عبر محاور عدة، كان آخرها عبر الوصول الى حدود الأردن، كما انه سعى الى الاقتراب من الحدود الدولية للجولان المحتل. وكان النظام وضع ثقلاً في المقابل لاستكمال حصار حلب وفك الطوق عن نبل والزهراء، والوصول الى الحدود مع تركيا قبل ان تنهار قواته". ويقول: "بالنسبة لنا، لا اهمية استراتيجية للارض، بل الاهمية في أهداف تؤدي الى إسقاط النظام وإنهاء الاحتلال وإخراج القوات الاجنبية والمقاتلين الأجانب من أرضنا، ونخوض معاركنا على هذه القاعدة، لأن ما يهمنا، ليس المساحات الجغرافية، بل البشر".


الإيرانيون والتدريب العالي
ولا يخفي مقاتلو المعارضة حجم التدريب الذي يحمله الايرانيون، إذ يقول قائد "سرايا جند الرسول" أبو اليمان النميري الذي يشارك في المعارك هناك: "الايرانيون مدرّبون تدريباً عالياً، ويعتمدون على أسلوب الالتفاف على الثوار، ومنهم قادة كبار في الحرس الثوري كعبدالله ألهي الذي وقع في قضبة الثوار بعد ان اتبعوا اسلوب الالتفاف وتم قتله على يد الثوار، وحالياً يتواجد مع الثوار 43 جثة منهم 11 ايرانية وجثة الرائد عبدالله ألهي موجودة لدينا، وطلبنا حرائر ومعتقلات في سجون النظام مقابل تسلم الجثة لهم".


المعركة مستمرّة، ويؤكّد النميري أن "جبهتنا لا تزال في أراضي قرية الدناجي، وأصبحت الهبارية بالكامل معنا، بعد ان استردّ الثوار أطرافها أو حرّروا المزارع التي كان الحرس الثوري يتحصّن بها".
هل من فيديوات تثبت ذلك؟ "حالياً أعتذر عن نشر مقاطع تثبت خسائر النظام و"حزب الله"، كي لا تكشف مواقع الثوار ويتمّ قصفها بالمدفعية كونها منطقة مكشوفة، وهناك مقاطع فيديو عديدة تظهر عملية تحرير المزراع وتدمير دبابات وستنشر في الوقت المناسب".


جثث الإيرانيين أهمّ
بالنسبة إلى المعارضة فإن "حزب الله والميليشيات الإيرانية تتّجه من فشل إلى فشل، وقتلاهم تملأ الجبهات وأصوات استغاثتهم تتناقل عبر الأجهزة اللاسلكية" يقول الناشط الإعلامي رائد طعم، ويضيف: "الفيديوات والصور تشهد على ذلك، فالحرس الثوري الإيراني لم يكتفِ بتصفية الضباط القادة من جيش النظام في القطع العسكرية في القنيطرة ودرعا، ولم تكتفِ أبواقه بنعت أولئك الضباط الذين ما زالوا في صفوف إجرام الأسد بالخونة، بل أمّنت لهم غطاء إعلامياً لزجّ المكوّن السوري في هذه العصابة في الصفوف الأولى للاقتحام، بعد فشل الميليشيات الإيرانية وحزب الله في قيادة الاقتحام، وأصبح جيش النظام واللجان الشعبية وقود بسط نفوذ الاحتلال الإيراني على المنطقة، ويقتادون الى المعارك كالنعاج، ويقتلون على يد الثوار، ويؤسرون وتبقى جثثهم في ساحات المعارك من دون أن يتذكرهم أحد، حتى نظامهم ورئيسه المزعوم لم يلقَ بالاً إلا لجثث الإيرانيين".


[email protected]
Twitter:@mohamad_nimer

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم