الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

ما هي رسائل خطاب نصرالله؟

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
ما هي رسائل خطاب نصرالله؟
ما هي رسائل خطاب نصرالله؟
A+ A-

"لن نلتزم بقواعد الاشتباك بعد الآن، سنردّ في أيّ مكان وزمان وكيفما كان، الواجب الوطني والأخلاقي والشرعي يفرض علينا الردّ" وغيرها من القواعد الجديدة التي طرحها أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه الذي جاء بعد يومين من العملية التي نفّذها الحزب ضد رتل عسكري اسرائيلي في منطقة مزارع شبعا ردًّا على عملية القنيطرة.
من مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية وُجِّهت الرسائل إلى الداخل والخارج، نُسفت معادلات واستُحدث غيرها، وأُدخل لبنان في مرحلة جديدة. الخطاب الذي غلب عليه الطابع العسكري حلّله الخبيران العسكريان هشام جابر والياس حنا لـ"النهار".
"خطاب السيد رسم بوضوح مستقبل الصراع في المنطقة، وبعد أن كان الصراع بين حزب الله واسرائيل يقتصر على الجبهة الشمالية لاسرائيل والجبهة الجنوبية للبنان من الناقورة حتى منطقة الخيام، اليوم توسّع ووصل إلى القنيطرة وربما إلى حماه السورية". رئيس مركز الشرق الاوسط للدراسات والعلاقات العامة العميد الركن هشام جابر شرح "عندما يقول السيد نحن لن نبدأ الحرب ولا نريدها، هذه تسمّى عسكريًّا الضربة الاولى لإشعال حرب. كلنا نعلم أن اسرائيل تخشى 100 ألف صاروخ وأكثر موجودين في الجنوب. وبعبارة السيد، رسالة إلى الاسرائيليين انه لا يوجد ما يدعو للرعب، فطالما انتم لم تبدأوا الحرب نحن لن نبدأ بها، والصواريخ لن تنطلق من الجانب اللبناني، لكن كل عملية عدائية سنردّ عليها حتماً في المكان والزمان الذي نريد".
قواعد الاشتباك
قواعد الاشتباك التي اعتبرها أمين عام حزب الله انها لا تعنيه، شرحها جابر بالقول "قواعد الاشتباك القديمة كانت ردعًا مقابل ردع احتراماً للقرار 1701، أي أن حزب الله كان يُشكّل قوة ردع في وجه أي عدوان اسرائيلي، هذا الأمر توسّع مع الخطاب الأخير، حيث أضيف اليه ردّ مقابل أي عدوان، لكن حتماً ليس إطلاق للصواريخ. لم يعد هناك قواعد واضحة وملزمة، الجولان وكل الجبهات باتت مفتوحة، كما أضاف السيد قضية جبهة النصرة التي لم تكن واردة سابقاً وشبهها بجيش لبنان الجنوبي، وأكد التزامه بالمقاومة التي ستقوم بالجولان، وهذه ليست المرة الأولى التي يتطرق إليها ففي العام 2013 في ذكرى افتتاح إذاعة النور مرّر السيد نصرالله موقفاً قال فيه اننا ندعم كل مقاومة شعبية لتحرير الجولان، قال حينها كلمة ندعم لكن في خطابه لم يقل للاسرائيليين ان كانت المقاومة ستذهب إلى هناك أم لا".
وبالنسبة للخبير في الشؤون العسكرية والإستراتيجية العميد الياس حنا فإن خطاب السيد نصرالله كان عسكريًّا بامتياز، و"لم يتكلم إلا عسكرياً، ويمكن اختصار ما هدف اليه بنقطتين الأولى تغيير قواعد اللعبة، وهذا شيء طبيعي فبعد كل احتكاك وكل معركة، الواقع الجديد يفرض القواعد الخاصة به. ثانياً عندما يقول السيد إنه لم يعد هناك قواعد للعبة هذه الكلمة بحدّ ذاتها هي قواعد للعبة، الهدف منها اتباع سياسة الغموض الكاملة وسياسة خداع العدو، كما كان يقول الرئيس الايراني أحمدي نجاد مراراً بمحو اسرائيل عن الخريطة في حال هاجمت ايران، هذا يسمّى الذهاب إلى حد اللاعقلانية في الاستراتيجية أي استراتيجية حافة الهاوية المتقدمة، كي لا يعلم العدو كيفية الردّ ما سيخلق قلقاً لديه، ويجعله يهتم بالامن والواقع، أكثر كل ذلك يخلق ردعاً معين".


حرب استنزاف
الخطاب يشير إلى ان المرحلة القادمة ستحمل في طياتها حرب استنزاف مفتوحة. وشرح جابر "عملية أمنية مقابل عملية أمنية أو عملية عسكرية محدودة، وأكّد ان اسرائيل لن تشنّ حرباً على لبنان كونها غير جاهزة إطلاقاً لتبعات هذه الحرب، والساحة باتت مفتوحة جغرافياً من الناقورة إلى الجولان، ويمكن أن تكون داخل فلسطين، كون السيد تحدّث كثيراً عن فلسطين وعن الحلف بامتزاج الدم الايراني - السوري - اللبناني -الفلسطيني، ما يعني انه من الممكن ان يكون هناك عمليات داخل فلسطين، ليس بالضرورة على يد حزب الله بل على علم منه".


القرار 1701 والتهوّر
وأضاف "كلام نصر الله يلغي القرار 1701، والاشتباكات باتت مفتوحة من اللبوني إلى القنيطرة. والمقاومة قامت السنة الماضية بعملية في اللبوني أصابت فيها اسرائيليين، كما قامت بعملية في مزارع شبعا نهاية العام الماضي".
وبالنسبة له جمع نصرالله بين الحكمة والشجاعة، وهذا أمر ليس سهلاً وفي خطاب نصرالله رسالة انه ليس متهوّراً. وشرح: "كان باستطاعة المقاومة أن تأسر جنوداً في عمليتها الأخيرة، لكن الاوامر كانت واضحة وصريحة مسبقاً، أن تكون العملية بهذا الحد فقط، لأنه بأسر جنود اسرائيليين تكون المقاومة قد رفعت السقف ولا أحد يعلم ردة فعل نتنياهو لذلك كان قرار السيد حكيماً".


البعد النفسي
رسائل نفسية عدة تضمنها الخطاب سواء إلى الاسرائيليين أم إلى اللبنانيين، وأوضح جابر: "الرسالة الاولى إلى الاسرائيليين أن عليهم التفكير قبل القيام بأية عملية، لأنه سيكون هناك ردّ حتميّ على أي عدوان وبدون أي قواعد في المكان والزمان الذي تقرّره المقاومة، هذا كلام واضح جداً والاسرائيليون يصدّقون نصرالله جيداً. الرسالة الثانية إلى الشعب الاسرائيلي تقول إن المقاومة لن تعتدي على المدنيين، لكن حكومتكم هي التي قامت بحماقة كبيرة أدت إلى اختبائكم في الملاجئ مدة اسبوع. أما الرسالة الثالثة فإلى الشعب اللبناني أن المقاومة تردّ العدوان الاسرائيلي، وهذا حق وواجب شرعي لذلك لا أحد يلومنا. الواجب الشرعي وليس الوطني كون عدم القيام بالواجب الوطني يعتبر تخاذلاً، اما عدم القيام بالواجب الشرعي فيشكل ارتكاب اثم".
"أعاد نصر الله التوازن الذي يريده والقواعد التي تتلاءم مع استراتيجيته وليس مع اسرائيل، باختصار لا قواعد" ختم جابر. أما حنا فختم "الخطاب ترجم العلاقة بين حزب الله واسرائيل التي دخلت في مرحلة جديدة بعد عملية القنيطرة، وردّ حزب الله من مزارع شبعا وقد دخلنا في مرحلة جديدة".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم