أبرز ملامح التعيينات السعودية الجديدة

أوامر ملكية غيّرت التركيبة الحكومية والأميرية للمملكة العربية السعودية، تغييرات وصفت بأنها الأكبر في تاريخ المملكة طالت كافة المجالات والمستويات، وذلك بعد أسبوع من تولّي سلمان بن عبد العزيز آل سعود العرش.

الأوامر تقضي بإعادة تشكيل مجلس الوزراء، ودمج وزارتي التعليم والتعليم العالي في وزارة واحدة، وإنشاء هيئة باسم "مجلس للشؤون السياسية والأمنية" برئاسة وزير الداخلية تضمّ 8 أعضاء آخرين من بينهم وزراء الخارجية، الحرس الوطني، الدفاع، الشؤون الإسلامية والأوقاف، الثقافة والإعلام، مدير الاستخبارات العامة، وتشكيل هيئة جديدة بدلاً من المجلس الأعلى لشؤون البترول والمعادن.
إعفاءات وتعيينات توضح أن الملك سلمان بن عبد العزيز "صبغ قيادة البلاد بشخصية تختلف عن شخصية الملك عبد الله، سواء من خلال التعيينات أو من خلال اختيار الرموز في الادارات السيادية في المال والعدل والاعلام وكذلك التعليم"، بحسب الكاتب والمحلّل السعودي سعد بن عمر في حديثه لـ"النهار" والذي أضاف: "نجد إعادة بعض الوجوه الذين فقدوا مناصبهم سابقا إلى دائرة الضوء كأعضاء الافتاء، وغياب أشخاص مهمّين من دائرة رسم السياسة سواء الخارجية أم الداخلية كالأمير بندر بن سلطان".

التغييرات طالت الرموز
التغييرات كانت موسعة وطالت رموزًا، كإعفاء ولدي الملك الراحل من منصبهما إذ تم إعفاء الأمير مشعل نجل الملك الراحل من منصبه كأمير مكة، وتعيين الأمير خالد الفيصل أمير مكة السابق الذي كان يشغل منصب وزير التعليم، بدلاً منه. وأعفي أيضا الأمير تركي من منصبه كأمير لمنطقة الرياض، وعيّن الأمير فيصل بن بندر بدلاً منه.
وتم إعفاء الأمير خالد بن بندر من رئاسة المخابرات العامة وتعيينه مستشاراً للملك برتبة وزير، وعيّن الفريق خالد بن علي بن عبد الله الحميدان رئيساً جديداً للجهاز بمرتبة وزير. وأُعفي الأمير بندر بن سلطان من مجلس الأمن الوطني، والأمير خالد بن بندر من رئاسة الاستخبارات، وعيّن مكانه الفريق خالد بن علي بن عبدالله الحميدان، وشملت التغييرات تعيين الدكتور عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد السند رئيساً عاماً لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بدلاً من الدكتور عبد اللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ. واحتفظ الأمير متعب، نجل الملك الراحل، بمنصبه كوزير للحرس الوطني كما تمّ تعيين الدكتور عادل بن زيد الطريفي وزيراً للثقافة والإعلام. وبالتزامن مع ذلك أعلن عن تعيين الإعلامي تركي الدخيل مديراً جديداً لقناة "العربية" الإخباريّة السعودية.

بصمة الملك
ورأى سعد بن عمر أن" القرارات الاصلاحية منها أو الدينية أو حتى الثقافية لا بدّ أن تكون مختلفة ومطبوعة بشخصية الملك سلمان بن عبد العزيز". ولفت الى أن "هناك تقريباً 4 وزراء منهم الاعلام والصحة والتعليم هم من الدائرة الضيقة للملك، كانوا يعملون سابقاً في المجال الخاص، الذي يستثمر فيه المليارات من الريالات السعودية سواء شركات مساهمة أو شركات خاصة، من ضمنها قناة العربية والشركة السعودية للابحاث، وهذا يعطي العمل الحكومي دفعة الى الأمام". واستطرد: "عادل الطريفي كان رئيس قناة العربية فعيّن وزيرًا للاعلام، رئيس الشركة السعودية للابحاث عزام الأحمد عيّن وزير التعليم، احد المسؤولين الكبار في إحدى الشركات الخاصة أحمد الخطيب اصبح وزير الصحة وهكذا".

الصبغة العامة
"هناك صبغة شبابية بارزة في التعيينات، وغالبية أصحابها لديهم شهادات عليا في الادارة والاقتصاد، وما يلفتُ كذلك هو غياب المناطقية، وقد يكون الامر ناتجًا كون الملك سلمان يعرف الوزراء معرفة خاصة ويثق في أدائهم الحكومي ".

مليارات للشعب
لم تقتصر أوامر الملك الجديد على التغييرات الادارية والوزارية، بل كانت له لفتات إنسانية عديدة منها إصدار عفو عن مساجين الحقّ العام، والسداد عن كل المسجونين بأقل من نصف مليون ريال سعودي، وكذلك صرف مرتب شهرين لموظفي الدولة والطلبة والمتقاعدين، وصرف مكافأة شهرين لمستفيدي الضمان الاجتماعي والمعاقين، وصرف 10 ملايين ريال لكلّ ناد أدبي و20 مليار دعما للكهرباء والماء، وقد قُدِّر إجمالي ما قرّر الملك السعودي الجديد صرفه بنحو 110 مليارات ريال سعودي.

تغريدة الملك
"أيها الشعب الكريم: تستحقّون أكثر ومهما فعلت لن أوفيكم حقكم، أسال الله على أن يعينني وإياكم على خدمة الدين والوطن، ولا تنسوني من دعائكم." تغريدة نشرت عبر حساب الملك سلمان بن عبد العزيز عبر على "تويتر"، مباشرة بعد الإعلان عن مجموعة القرارات الجديدة.
"المواطنون متفائلون خيراً، والنتيجة المسبقة لا تكون واقعية، لكن العبرة في هؤلاء الوزراء"، ختم سعد بن عمر.